إن الإنشغال العام بإحصاء الأضرار البشرية للحروب يغفل العالم عن أضرار أخرى أهميتها كبيرة بالنسبة إلى التراث الإنساني. كثيرة هي المعالم، ليست الأثرية فحسب، وإنما التراثية المرتبطة بصورة بلد، التي طاولها التدمير أو التخريب منذ مطلع هذه الألفية.
الجامع الأموي في حلب
بنى المسجد الأموي في مدينة حلب السورية الوليد بن عبد الملك عام 715، وهو أكبر المساجد شمال سوريا. طالت نيران الحرب الأهلية السورية حرم المسجد فدمرت مئذنته وجداره الجنوبي، كما أحرقت معظم أثاثه. والواقع أن المسجد تعرض مرات عديدة للقصف حتى انهارت مئذنته عام 2013. يذكر أن المئذنة مدرجة ضمن لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو).
سوق المدينة في حلب
سوق المدينة الأثري في حلب السورية هو أطول وأقدم سوق في التاريخ، وهو واحد من المعالم الستة المدرجة ضمن لائحة المعالم الأثرية في اليونسكو. يمتد السوق من قلعة حلب مروراً بسوق الزرب وحتى باب أنطاكية، وتتفرع عنه 38 سوقاً جانبية. يحتوي على نحو 5 آلاف دكان ومحل تجاري. غيرت نيران المعارك الأهلية معالم السوق الأثرية، ودمرت محاله وحولته إلى سوق منكوب عام 2012.
دير صيدنايا في سوريا
يعد دير صيدنايا، الواقع في ريف دمشق، من أشهر الأديرة في سورية، وكان مركز استقطاب لعشرات آلاف السياح، إلا أن المعارك الدائرة بين الأطراف المتنازعة في سوريا تركت أثرها عليه عام 2012 عليه، نتيجة تعرضه مراراً لقذائف الهاون. اخترقت قذائف الناحية الشمالية لإحدى غرفه محدثة أضراراً في جدرانه.
مسجد النصر في فلسطين
يعتبر مسجد النصر من أهم المعالم التراثية ذات الطابع الديني في مدينة غزة. بني في فترة الحكم الأيوبي لتخليد ذكرى انتصار المسلمين على غزو أجنبي في معركة وقعت عام 1239 في بيت حانون. لم يسلم جامع النصر من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على مدينة غزة، وتعرض للقصف أكثر من مرة، إلى أن تم تدميره بالكامل عام 2006. الواقع أن جامع النصر يعتبر نموذجاً من بين مجموعة من المساجد والكنائس التراثية التي تعرضت للتدمير والتخريب من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
المتحف الوطني في العراق
طال الدمار معظم المعالم الأثرية العراقية، من بينها المتحف الوطني العراقي الذي تأسس في بغداد عام 1923، إلا أنه انتقل إلى مقره الحالي حيث افتتح رسمياً عام 1966. يحوي المتحف قطعاً أثرية تؤرخ تاريخ بلاد ما بين النهرين، وكان جزء كبير منها قد تعرّض للنهب والتخريب، إلى جانب المخطوطات التاريخية التي تم نشلها من المكتبات الوطنية.
دير سان جورج في مقدونيا
تعود كنيسة سان جورج والدير التابع لها في مقدونيا إلى القرن الرابع عشر، وتعتبر من أبرز المعالم الثقافية التاريخية في مدينة غوليما ريشيكا في جمهورية مقدونيا المستقلة عن يوغسلافيا عام 1991. الواقع أن مقدونيا تعرضت لأكثر من اعتداء من قبل ألبان متشددين، أسفر واحد منها عن تدمير كنيسة السان جورج إثر إضرام النار فيها في الحادي عشر من ديسمبر عام 2001. وكانت الكنيسة المحمية من قبل القانون المقدوني قد تعرضت للسرقة والنهب قبل تدميرها.
تماثيل بوذا في أفغانستان
تماثيل بوذا التي تعرف باسم بوذا باميان، تقع في منطقة هزاراستان وسط أفغانستان وهي مدرجة ضمن لائحة الأونسكو للتراث العالمي. يعود تاريخ بنائها إلى القرن السادس قبل الميلاد، عندما كانت منطقة باميان تشكّل مركزاً تجاريا بوذياً، وممراً عرف بطريق الحرير التاريخي. تماثيل بوذا التي شكلت نموذجاً عن الفن الهندو- إغريقي الكلاسيكي والتي عانت الكثير على مر القرون، تم تدميرها عام 2001 على يد عناصر من حركة "طالبان" باستخدام الديناميت.
مدافن تومبوكتو في مالي
تشكل مدافن تومبوكتو التي تعود إلى القرن الحادي عشر أبرز معالم مالي التراثية. تتمتع بقدسية بالنسبة إلى جزء كبير من الشعب المالي، إذ ترقد فيها أجساد مجموعة من القديسين. تعرضت الأضرحة لعدد من الاعتداءات المتكررة إلى أن دمرتها بالكامل مجموعة من الإسلاميين المتشددين كانت قد سيطرت على الحكم في شمالي البلاد. يذكر أن مالي تعاني من اضطرابات منذ استقلالها سببها حركات التمرد الدائمة التي وصلت إلى ذروتها بين 1990 و2009.
نشر هذا المقال على الموقع في تاريخ 07.02.2014
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 8 ساعاتالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 5 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت