شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ضمّ/ ي صوتك إلينا!
المغرب يُدين حكومةً وشعباً جريمةَ ذبح السائحتين وإيطاليا تحذر مواطنيها 

المغرب يُدين حكومةً وشعباً جريمةَ ذبح السائحتين وإيطاليا تحذر مواطنيها 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأحد 23 ديسمبر 201812:18 م
بالزهور والشموع واللافتات المندِّدة للإرهاب، وقفت في صمت جموعُ المتضامنين المغاربة، مساء السبت، أمام مقرِّ سفارتي النرويج والدنمارك في الرباط، تعبيراً عن الأسى والتضامن مع أسر السائحتين النرويجية والدنماركية اللتين ذُبحتا في منطقة جبال أطلس في المغرب الاثنين الماضي. ورَفع عشراتُ المُشاركين من مختلف الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لافتاتٍ تُندد بجريمة قتل السائحتين المروعة رافعين شعارات: إدانة شعبية للقتلة المُجرمين الإرهابيين، لا للإرهاب والتطرف والعنف، لا لقوى الظلام والرجعية، ونعم للسلم والأمن والأمان. وعُثر الاثنين على جثتي النرويجية مارين يولاند، 28 عاماً، والدنماركية لويزا فيستيرجر جيسبرسن، 24 عاماً، في موقعٍ كانتا قد نصبتا فيه خيمتهما للمبيت على بعد نحو ساعتين مشياً من قرية إمليل السياحية، جنوب مراكش، في طريقهما إلى جبل توبقال، أعلى قمة في شمال أفريقيا. وأعلنت السلطات المغربية أن إحداهما قُتلت بالسلاح الأبيض فيما قُطِع رأس الثانية، وفقاً لوكالة "فرانس برس". ويسعى المحققون المغاربة حتى الساعة إلى التأكد من صحة مقطع الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي و يُعتقد أنه يُظهر جريمةَ قتل إحدى السائحتين على يد رجال قالوا إنهم من مؤيدي تنظيم ما يعرف بـ"الدولة الإسلامية"، مُبررين فعلتهم بأنها "انتقاماً للأشقاء في هجين"، في إشارة إلى بلدة في شرق سوريا استعادتها قواتٌ مدعومة من قبل الولايات المتحدة من قبضة داعش، الأسبوع الماضي، بينما قالت الشرطة النرويجية، الجمعة، إنها "شبهُ متأكدة" من أن الفيديو "حقيقي". واعتقلت السلطات المغربية أربعة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 25 و33 عاماً، كانوا قد بايعوا داعش وزعيمه أبو بكر البغدادي في تسجيل مُصور الأسبوع الماضي، قال أحدهم فيه: "إننا نقول لخليفة المسلمين إن له جنوداً في المغرب الأقصى لا يعلمهم إلا الله عز وجل، وأنهم ماضون لنصرة دين الله". وألقى المكتب المركزي للأبحاث القضائية القبض على تسعةِ أشخاص آخرين، الجمعة، للاشتباه بصلتهم بمرتكبي الجريمة. وكانت والدة أولاند قد كشفت أن السائحتين كانتا تدرسان سوياً في جامعة "ساوث إيست نورواي"، في النرويج، وأنهما توجهتا معاً، 9 ديسمبر الحالي، لقضاء عطلة مدةَ شهرٍ في المغرب، لكنهما غادرتا بطائرة تحمل جثمانيهما من مدينة الدار البيضاء إلى كوبنهاغن، الجمعة الماضي. وندَّد رئيس الوزراء المغربي سعد الدين العثماني الجريمة الشنيعة، قائلاً إنها "لا تمت بصلة إلى مرجعياتنا وقيمنا وثقافتنا القائمة على الوسطية والاعتدال والتسامح والتعايش ونبذ التطرف والعنف والإرهاب"، مُشيراً إلى أن رغم خطورة "الحادث"، إلا أنه يبقى "معزولاً وناشزاً، ولن يمسَّ بصورة المغرب"، إضافة إلى أنه لن يؤثر على مستوى العلاقات التي تجمع المغرب مع "البلدين الصديقين النرويجي والدنماركي"، بحسب تعبيره.
بالزهور والشموع واللافتات المندِّدة للإرهاب، وقفت في صمت جموعُ المتضامنين المغاربة أمام مقر سفارتي النرويج والدنمارك في الرباط، تعبيراً عن الأسى والتضامن مع أسر السائحتين النرويجية والدنماركية اللتين ذُبحتا الأسبوع الماضي.
اعتقلت السلطات المغربية أربعة أشخاص كانوا قد بايعوا داعش وزعيمه أبو بكر البغدادي في تسجيل مُصور الأسبوع الماضي، قال أحدهم فيه: "إننا نقول لخليفة المسلمين إن له جنوداً في المغرب الأقصى لا يعلمهم إلا الله عز وجل، وأنهم ماضون لنصرة دين الله".

أثر الجريمة على السياحة

في أول ردِّ فعل أجنبي على جريمة قتل السائحتين، حثّت إيطاليا، السبت، مواطنيها الراغبين في زيارة المغرب - الذي يُمثّل القطاع السياحي فيه نحو 10% من ثروته - على التقيد بالتحذير الصادر عن روما على خلفية مقتل يولاند وجيسبرسن، منها: تجنب الأماكن المعزولة وغير المؤهلة والتحرك في مجموعات. ولفتت وزارة الخارجية الإيطالية إلى أن رغم الزيادة في الإجراءات الأمنية، فإن خطر وقوع الهجمات موجودٌ في جميع أنحاء البلاد بحسب ما نقله موقع "هسبريس" المغربي. وأضافت أن على الراغبين في السفر إلى المغرب "الاستفسار" من خلال موقع وزارة الخارجية ووسائل الإعلام حول الوضع قبل المغادرة وأثناء الإقامة في البلاد، وقالت إنه "من الضروري" الامتناع عن زيارة "أفقر أحياء المدن الكبرى" واتباع تعليمات السلطات المحلية ومنظمي الجولات السياحية، وتجنب أيّة مُظاهرات أو احتجاجات. ولفتت إلى أن على "محبي الخيام" استخدام المعسكرات الخاضعة للمراقبة. من جهتها قالت سفيرة النرويج في المغرب إن "لا خطر على السياح في المغرب"، وهو ما أكدته بدورها الخارجية النرويجية التي لفتت إلى أن أغلب الرحلات إلى المغرب "خاليةٌ من المشاكل"، داعية مواطنيها إلى ضرورة الاستعانة بمرشد سياحي. فيما قالت وزارة الخارجية الدنماركية عبر موقعها الإلكتروني إن المغرب "دولة آمنة"، لم يسبق لأي مواطن دنماركي أن تقدّم بأية شكوى إثر عودته من المغرب. وبدوره، اعتبر رئيس وزراء الدنمارك أن قتل السائحتين "له دوافع سياسية" وأن ما حصل "عملٌ إرهابي".

أضرار خفيفة

يقول مسؤول في فندق "دار توبقال"، وهو إحدى فنادق إمليل إن "الحادث خلّف صدمة كبيرة في المنطقة"، لافتاً إلى أن مخاوف قائمةٌ من أن يتراجع إقبال السياح الأجانب، مع ذلك يؤكد أن الفندق لم يتأثر ولذا لم تُلغَ أيّة حجوزاتٍ لفترة رأس السنة، وفقاً لما نقلته "دويتشه فيله" الألمانية. في المقابل يقول مالك فندق "دار أدرار" محمد أزطاط إنه من المبكر الحكم الآن بأن السياحة ستتضرر أم لا، مُشيراً إلى إلغاء عائلتين حجزهما من فندقه، لكنه يؤكد "لا يمكنني الجزم بأن الإلغاء له علاقة مباشرة بما وقع". بينما يقول عدد من المرشدين السياحيين إنهم تلقوا "طلباتِ إلغاء" من سيّاح كانوا يخططون لزيارة منطقة إمليل السياحية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

WhatsApp Channel WhatsApp Channel
Website by WhiteBeard
Popup Image