شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
ترامب يفشل في تمويل جِداره متسبباً بإغلاق مكاتب فيديرالية

ترامب يفشل في تمويل جِداره متسبباً بإغلاق مكاتب فيديرالية

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

السبت 22 ديسمبر 201802:52 م

أغلقت العديد من الإدارات الفيديرالية في الولايات المتحدة بشكل جزئي منذ منتصف ليل الجمعة/ السبت، شمل قرابة 800 ألف موظف، عقب فشل الكونجرس والبيت الأبيض في التوصل لاتفاق بشأن الميزانية، مع إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تتضمن 5 مليارات دولارات لإنشاء جدار حدودي مع المكسيك زاعماً أنه ضروري لوقف الهجرة غير الشرعية.

وأدى فشل التوصل لاتفاق على الميزانية، إلى حجب تمويل نحو ربع المؤسسات الاتحادية الأمريكية ابتداءً من منتصف الليل بتوقيت واشنطن، الخامسة فجراً بتوقيت غرينتش، وشمل ذلك وزارات الأمن الداخلي والنقل والزراعة والخارجية والعدل، إلى جانب المتنزهات العامة.

مفاوضات عقيمة

بدأت الأزمة عقب رفض ترامب، الأسبوع الماضي، التوقيع على اتفاق تمويل قصير الأمد توصل إليه أعضاء في مجلس الشيوخ من الحزبين الديمقراطي والجمهوري لأنه لم يتضمن تمويل بناء جدار حدودي مع المكسيك، بأكثر من 5 مليارات دولارات.

وبحسب القانون الأمريكي، يتم التصديق على الموازنة العامة نهاية أكتوبر/ تشرين الأول من كل عام (بداية العام المالي الفيديرالي) لكن مجلس الشيوخ غالباً ما يتأخر في تمرير تشريع الموازنة.

واستمرت المفاوضات في مبنى الكونغرس بين مسؤولي البيت الأبيض وقادة الكتل البرلمانية حتى منتصف ليل السبت، لكن الطرفين فشلا في التوصل إلى اتفاق يرضي النسبة المطلوبة خاصة مع بلوغ عشرات الإدارات الفيديرالية سقف الميزانية المحدّد لها وعدم إقرار قانون يرفع هذا السقف.

وفيما أرجأ الكونغرس مداولاته بشأن مشروع قانون الاتفاق حتى منتصف نهار السبت، تعهد الطرفان (الكونغرس والبيت الأبيض) بمواصلة الحوار مطلع الأسبوع الحالي سعياً للتوصل لاتفاق ينهي الإغلاق قبل عطلة عيد الميلاد.

ورغم أن مجلس النواب، من الأغلبية الجمهورية حالياً، أقر مشروع قانون يتضمن المليارات الخمسة إلا أن الاتفاق اصطدم بعقبة أصوات الديموقراطيين في مجلس الشيوخ فحدث التعطيل.

وبموجب قواعد مجلس الشيوخ، يحتاج مشروع الموازنة إلى موافقة 60 عضواً من إجمالي الأعضاء البالغ عددهم 100 عضو، وبما أن الجمهوريين يشغلون 51 مقعداً في مجلس الشيوخ فقط، فإنهم يحتاجون دعم تسعة أعضاء من الحزب الديمقراطي على الأقل لتمرير الميزانية.

ولا توجد مؤشرات واضحة على موعد انتهاء الإغلاق، لكن من المرجح قضاء الأميركيين عطلتي الميلاد ورأس السنة دون خدمات حكومية رئيسية.

واتهم الرئيس الأمريكي، عبر مقطع فيديو نشره على حسابه في تويتر بعد الإغلاق: "سيحدث إغلاق. ولا يوجد ما يمكننا فعله بهذا الشأن. نريد من الديمقراطيين أن يمنحونا أصواتهم".

وكان مئات الآلاف من الموظفين الأمريكيين تغيبوا عن أعمالهم، يناير/ كانون الثاني الماضي، إثر إغلاق جزئي للإدارات الفيديرالية للسبب نفسه، بالتزامن مع الاحتفالات بتنصيب ترامب ومرور عام على وجوده بالحكم، وكانت تلك المرة الأولى التي يتم فيها إغلاق مؤسسات الحكومة الأمريكية في ظل سيطرة حزب واحد على الكونغرس والبيت الأبيض، وهو الحزب الجمهوري.

يمثل الجدار الحدودي مع المكسيك أهمية قصوى لترامب الذي جعل بناءه بنداً هاماً في حملته الانتخابية عام 2016 في حين لا يعتبره معظم الأمريكيين (أولوية)، إذ أكد استطلاع أجرته رويترز/إبسوس نهاية نوفمبر تشرين الثاني الماضي أن 31 % فقط من المشاركين يرون "تعزيز الأمن على الحدود من أهم ثلاث أولويات للكونجرس".
في 2013، إبان فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، أجبر قرابة 85 ألف موظف حكومي على قضاء عطلة غير مدفوعة الأجر لمدة 16 يوماً، ما كبد الحكومة حوالي ملياري دولار بسبب تراجع معدل الإنتاجية وسبب "آثاراً سلبية عديدة على الاقتصاد"، بحسب مكتب الموازنة التابع للبيت الأبيض آنذاك.

ترامب والجدار

الجدار الحدودي الذي يصر ترامب على إنشائه يفترض أن يغطي أربعة أميال، ما يعادل ستة كيلومترات، من حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، التي يبلغ طولها ألفي ميل، ليحل محل سياج موجود بين إل باسو في تكساس وسيوداد خواريز في المكسيك.

ويمثل الجدار الحدودي مع المكسيك أهمية قصوى لترامب الذي جعل بناءه بنداً هاماً في حملته الانتخابية عام 2016 في حين لا يعتبره معظم الأمريكيين (أولوية)، إذ أكد استطلاع أجرته رويترز/إبسوس نهاية نوفمبر تشرين الثاني الماضي أن 31 % فقط من المشاركين يرون "تعزيز الأمن على الحدود من أهم ثلاث أولويات للكونجرس".

وراهن ترامب على الجدار كثيراً فقال إبان حملته الانتخابية بفخر: "لا أحد يبني الجدران أحسن مني"، وكان يتحدث عن ضرورة تمويل المكسيك بناء الجدار في البداية، وحين يئس من رفضها المتكرر سعى منذ وصوله للرئاسة حتى تضمن الميزانية مبلغ الخمسة مليارات المقترحة لتمويله، فيما يصر الديموقراطيون على الرفض.

وقبل نحو خمسة أشهر، هدد ترامب بأنه سيسمح بتعطيل الحكومة في حال رفض الديموقراطيون تمويل الجدار الحدودي، وكرر تهديده عدة مرات منذ توليه الحكم، وذكره أيضاً قبيل التصويت الجمعة.

ماذا يعني الإغلاق الجزئي؟

لا يؤثر قرار الإغلاق على جميع العاملين بالدولة، وعددهم 1.4 مليون شخص تقريباً، لكنه يؤثر على قرابة 800 ألف موظف يتوقف نصفهم عن العمل فوراً.

ورغم أن تمويل حوالي ثلاثة أرباع برامج الحكومة الاتحادية مستمر حتى 30 سبتمبر أيلول 2019، إلا أن تمويل برامج أخرى، بما فيها وزارات الأمن الداخلي والعدل والزراعة، انتهى عند منتصف الليل، في حين يعمل أكثر من 400 ألف موظف اتحادي يعد عملهم (ضرورة قصوى) بهذه الوكالات دون أجر حتى حل الخلاف كما سيحصل 380 ألف موظف آخرين على إجازة مؤقتة، وتستمر خدمات تنفيذ القانون ودوريات الحدود وتوصيل البريد وتشغيل المطارات. ويعني الإغلاق الجزئي دخول مئات الآلاف من الموظفين حالة "بطالة تقنية”.

سخرية القدر

وفي 2013، إبان فترة حكم الرئيس السابق باراك أوباما، أجبر قرابة 85 ألف موظف حكومي على قضاء عطلة غير مدفوعة الأجر لمدة 16 يوماً، ما كبد الحكومة حوالي ملياري دولار بسبب تراجع معدل الإنتاجية وسبب "آثاراً سلبية عديدة على الاقتصاد"، بحسب مكتب الموازنة التابع للبيت الأبيض آنذاك.

المثير للسخرية أن ترامب الذي يلقي باللائمة الآن على الديموقراطيين في حدوث الإغلاق، علق على الإغلاق الجزئي في 2013، في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه شبكة تلفزيون فوكس، قائلاً: "بدأت المشكلة من القمة، ولابد من حلها من القمة. والرئيس هو القائد، ولابد أن يجتمع مع الجميع ويقودهم إلى حل الموقف".

وقبل 2013، كان آخر إغلاق شهدته جهات اتحادية في الحكومة الأميركية عام 1995 إبان حكم الرئيس الأسبق بيل كلينتون، لكن الاتفاق على الميزانية أصبح سبباً في أزمة سنوية منذ 2010.

الأزمة الفيديرالية تتزامن مع قرار الرئيس الأمريكي، الأربعاء، إتمام "الانسحاب الكامل والسريع" لقواته من سوريا، وما ترتب على القرار المفاجئ من ردود أفعال داخلية وعالمية، أبرزها استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس التي تدخل حيز التطبيق مع نهاية فبراير المقبل. واعتبرت وسائل إعلام أمريكية أن الخطوة التي اتخذها ترامب متخطياً كبار مساعديه تعكس "فوضوية حكمه" وتهدد بخطر كبير حال تركه "دون رقابة".

ووجّهت المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) في الولايات المتحدة ضربةً إلى الرئيس الأميركي، في الوقت نفسه، الجمعة، برفضها تثبيت مرسومه الذي يحرم المهاجرين العابرين للحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك بطريقة غير شرعية من حقّ المطالبة باللجوء، المرسوم المثير للجدل كانت قد أقرّته محكمة استئناف فدرالية في سان فرانسيسكو بعد أن وقّعه دونالد ترامب في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر، في مسعى منه لإرساء نظام يتيح رفض طلبات اللجوء المقدّمة من أشخاص عبروا الحدود الجنوبية بطريقة غير شرعية، تلقائياً.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image