تعتزم الشركة الإسرائيلية لتصنيع المشروبات الغازية “صوداستريم”، التي أصبحت تحت الوصاية الأمريكية بعد أن اشترتها “بيبسيكو”، فتحَ مصنع لها في قطاع غزة قريباً بحسب ما أعلنته الشركة الخميس 20 ديسمبر في ندوة صحفية في القدس المحتلة. وكانت شركة بيبسي الأمريكية قد اشترت شركة صوداستريم مطلع عام 2018 بنحو 3.2 مليار دولار.
صاحب “صوداستريم” دانييل بورنبوم قال إن الخطوة هدفها “ صنع الأمل بالسلام” في وقت تجمّد ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فيما لم تعلق السلطات في غزة عن هذا المشروع.
وفي القطاع، يعرف نصف السكان النشيطين البطالة، وهذا ما جعل صاحب صوداستريم يعلق “نريد توفير مواطن عمل قارة لأهالي غزة، أينما يوجد ازدهار يصبح بالإمكان تحقيق السلام”.
يقول بورنبوم إن شركته تضم 1000 عامل يهودي و1000 عامل عربي ويضيف: “لن تصدقوا…لكننا متفقون، نعيش بسلام وانسجام، العمال يبتسمون وهناك صداقات تبنى، في صوداستريم نبني السلام يومًا بعد يوم ونصنع الصودا”.
بيْد أن صوداستريم في الواقع ليست بهذه السلمية التي يدعيها صاحبها، فقد أقامت الشركة عام 2015 أكبر مصنع إنتاج في مستوطنة في الضفة الغربية، لكن أمام ضغط المقاطعة الدولية للمنتجات الإسرائيلية مثل حركة BDS وإزاء اتهامها بتعزيز الاحتلال، قامت الشركة بنقل مصنعها.
وفي عام 2016، قامت صوداستريم بتسريح العديد من الموظفين الفلسطينيين في مصنعها جنوب الأراضي المحتلة، بعد أن جمدت إسرائيل تصاريح عملهم، ويحمل 58 ألف فلسطيني تصاريح عمل في إسرائيل، كون الرواتب أفضل مما يصرف في المؤسسات الفلسطينية.
الذكاء الفلسطيني والراتب الإسرائيلي
الوجود الإسرائيلي في غزة سبق وأثير عام 2015، حين تحالفت شركة “ميلانوكس” الإسرائيلية وأخرى فلسطينية تعملان في مجال التكنولوجيا المتطورة لإنجاز عقود بقيمة 10 آلاف دولار شهرياً. وصرح دان ليوبيتز صاحب الشركة الإسرائيلية للتكنولوجيا المتطورة آنذاك لفرانس برس “يسألني الآن أصدقائي في شركات أخرى عن رقم هاتف الفلسطيني الذي أعمل معه”.
يقول بورنبوم إن شركته تضم 1000 عامل يهودي و1000 عامل عربي ويضيف “لن تصدقوا…لكننا متفقون، نعيش بسلام وانسجام، العمال يبتسمون وهناك صداقات تبنى، في صوداستريم نبني السلام يومًا بعد يوم ونصنع الصودا”.
ميلانوكس المدرجة في ناسداك توظف مبرمجين عرب حسب ما أوردته رويترز، العشرات منهم في رام الله ونابلس في الضفة الغربية. وصارت الشركة توظف أربعة مبرمجين في غزة بالتعاون مع شركة البرمجيات الفلسطينية. ويوجد ما لا يقل عن 5 آلاف مختص يعملون في البرمجيات في قطاع غزة وهو رقم كبير جداً، ألف منهم حديثو التخرج.
حافظت رويترز على سرية هوية الشريك الفلسطيني لكنها أوردت تصريحه: “لم يكن القرار سهلاً لكننا على قناعة تامة بأننا نعرض خدماتنا في السوق الإسرائيلية”.
الشريك الإسرائيلي قال لفرانس برس في المقابل إن الشركات الإسرائيلية تستفيد من “العمالة الرخيصة” إذ يعادل توظيف موظف واحد في غزة خمسة أضعاف كلفة توظيف موظف بنفس الكفاءة إذا كان إسرائيلياً، معدداً المواهب الفلسطينية من حيث إتقان الإنجليزية والتكنولوجيا المتطورة.
الشركة المذكورة لم تتعرض لضغوط من قبل حركة حماس حسب الشريك الفلسطيني. وقالت فرانس برس إن الموظفين الفلسطينيين في الشركة الفلسطينية الإسرائيلية رفضوا الحديث إلى وسائل الإعلام.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...