يكتب الصحافي عن حقائق بينما يكتب مؤلف القصص غالباً عن أحداث خيالية، لكن ما أعلنته مجلة "دير شبيغل" الألمانية مؤخراً يوضح أن أحد صحافييها ضلّ طريقه المهني... فقد لفّق قصصاً بأكملها وفاز بجوائز عديدة
اعترف الصحافي للمسؤولين عنه أن دوافعه كانت "الخوف من الفشل" لا سيّما مع ازدياد نجاحه، كما قال "أنا مريض وأحتاج للمساعدة"وكان مورينو، بعد شكوك انتابته، قد قام بتعقّب مصدرَين مزعومَين نقل عنهما ريلوتيوس تصريحات في المقال الذي نُشر في نوفمبر، ليكتشف أنهما لم يتحدثا أبداً له. وتقول "دير شبيغل" إن عدد المقالات التي لفّقها ريلوتيوس يصل إلى 14 مقال، من ضمنها واحد يحكي عن مواطن يمني أمضى 14 عاماً في سجن غوانتانامو من دون أي سبب وجيه. وهناك مقال آخر عن لاعب كرة القدم الأميركية كولن كابرنيك، الذي ركع عند بث النشيد الوطني خلال المباريات تنديداً بأعمال العنف العنصرية الطابع. وكان الصحافي قد ادعى في مقاله أنه قابل والديه. وأعربت إدارة تحرير "دير شبيغل" عن صدمتها من الفبركة التي قام بها الصحافي، متعهدة بفتح تحقيق لمعرفة كيف تمّ نشر هذه القصص المفبركة رغم وجود طاقم متخصص للتدقيق في صحة الأخبار. وبحسب "دير شبيغل"، فإن ريلوتيوس نشر نحو ستين مقالاً، في النسختين الورقية والإلكترونية، من المجلة التي يبلغ عدد قرائها على الإنترنت أكثر من 6.5 مليون قارىء. واعتذرت المجلة، عبر مقال مطول لقرائها، ولأي شخص قد يكون ريلوتيوس فبرك موضوعاً عنه أو اقتبس عنه تصريحات أو تفاصيل شخصية مختلقة. ولم يكتب الصحافي ريلوتيوس لـ"دير شبيغل" فقط، بل كتب كذلك لمنصات أخرى شهيرة، بما في ذلك الصحف الألمانية "تاز" و"فيلت" وغيرها. وكان ريلوتيوس قد اعترف للمسؤولين عنه، بعد انكشاف قصته، أن دوافعه كانت "الخوف من الفشل" الذي تعزّز مع ازدياد نجاحه، كما قال إنه نادم على ما فعله ويشعر بالعار مما قام به، مضيفاً: "أنا مريض وأحتاج للمساعدة".