يكتب الصحافي عن حقائق بينما يكتب مؤلف القصص غالباً عن أحداث خيالية، لكن ما أعلنته مجلة "دير شبيغل" الألمانية مؤخراً يوضح أن أحد صحافييها ضلّ طريقه المهني وبدلاً من أن يكون مؤلف قصص خيالية صار صحافياً يُفبرك القصص والأخبار التي ينشرها. وقد فعل ذلك بإتقان شديد لدرجة أنه حصل على جوائز صحافية مهمة. انكشفت تفاصيل القصة حين أعلنت "دير شبيغل"، التي تأسست عام 1947، أن صحافياً لديها سبق أن حاز جوائز كان يختلق قصصاً بهدف تلفيق أخبار. والصحافي هو كلاس ريلوتيوس (33 عاماً)، الذي كان قد تلقّى مطلع ديسمبر الجاري جائزة مراسل السنة عن مقال حول شباب سوريين ساهموا في انطلاق تظاهرات 2011. وأعلنت المجلة، التي تبلغ مبيعات نسخها شهرياً نحو 725 ألف نسخة مطبوعة وتُعدّ من أشهر المجلات في العالم، أن ريلوتيوس قدّم استقالته بعد تفجّر فضيحة التلفيق، علماً أنه كان قد حصل كذلك عام 2014 على جائزة صحافي العام من شبكة "سي أن أن" الأمريكية. ويظهر أن وراء فضح القصة زميل ريلوتيوس، وهو خوان مورينو الذي كان قد تعاون معه في مقال عن روايات من الحدود الأمريكية - المكسيكية.
يكتب الصحافي عن حقائق بينما يكتب مؤلف القصص غالباً عن أحداث خيالية، لكن ما أعلنته مجلة "دير شبيغل" الألمانية مؤخراً يوضح أن أحد صحافييها ضلّ طريقه المهني... فقد لفّق قصصاً بأكملها وفاز بجوائز عديدة
اعترف الصحافي للمسؤولين عنه أن دوافعه كانت "الخوف من الفشل" لا سيّما مع ازدياد نجاحه، كما قال "أنا مريض وأحتاج للمساعدة"وكان مورينو، بعد شكوك انتابته، قد قام بتعقّب مصدرَين مزعومَين نقل عنهما ريلوتيوس تصريحات في المقال الذي نُشر في نوفمبر، ليكتشف أنهما لم يتحدثا أبداً له. وتقول "دير شبيغل" إن عدد المقالات التي لفّقها ريلوتيوس يصل إلى 14 مقال، من ضمنها واحد يحكي عن مواطن يمني أمضى 14 عاماً في سجن غوانتانامو من دون أي سبب وجيه. وهناك مقال آخر عن لاعب كرة القدم الأميركية كولن كابرنيك، الذي ركع عند بث النشيد الوطني خلال المباريات تنديداً بأعمال العنف العنصرية الطابع. وكان الصحافي قد ادعى في مقاله أنه قابل والديه. وأعربت إدارة تحرير "دير شبيغل" عن صدمتها من الفبركة التي قام بها الصحافي، متعهدة بفتح تحقيق لمعرفة كيف تمّ نشر هذه القصص المفبركة رغم وجود طاقم متخصص للتدقيق في صحة الأخبار. وبحسب "دير شبيغل"، فإن ريلوتيوس نشر نحو ستين مقالاً، في النسختين الورقية والإلكترونية، من المجلة التي يبلغ عدد قرائها على الإنترنت أكثر من 6.5 مليون قارىء. واعتذرت المجلة، عبر مقال مطول لقرائها، ولأي شخص قد يكون ريلوتيوس فبرك موضوعاً عنه أو اقتبس عنه تصريحات أو تفاصيل شخصية مختلقة. ولم يكتب الصحافي ريلوتيوس لـ"دير شبيغل" فقط، بل كتب كذلك لمنصات أخرى شهيرة، بما في ذلك الصحف الألمانية "تاز" و"فيلت" وغيرها. وكان ريلوتيوس قد اعترف للمسؤولين عنه، بعد انكشاف قصته، أن دوافعه كانت "الخوف من الفشل" الذي تعزّز مع ازدياد نجاحه، كما قال إنه نادم على ما فعله ويشعر بالعار مما قام به، مضيفاً: "أنا مريض وأحتاج للمساعدة".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 15 ساعةاول مرة اعرف ان المحل اغلق كنت اعمل به فترة الدراسة في الاجازات الصيفية اعوام 2000 و 2003 و كانت...
Apple User -
منذ يومينl
Frances Putter -
منذ يومينyou insist on portraying Nasrallah as a shia leader for a shia community. He is well beyond this....
Batoul Zalzale -
منذ 4 أيامأسلوب الكتابة جميل جدا ❤️ تابعي!
أحمد ناظر -
منذ 4 أيامتماما هذا ما نريده من متحف لفيروز .. نريد متحفا يخبرنا عن لبنان من منظور ٱخر .. مقال جميل ❤️?
الواثق طه -
منذ 4 أيامغالبية ما ذكرت لا يستحق تسميته اصطلاحا بالحوار. هي محردة من هذه الصفة، وأقرب إلى التلقين الحزبي،...