شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
وفاة لاجئَيْن سوريَيْن حرقاً في لبنان

وفاة لاجئَيْن سوريَيْن حرقاً في لبنان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 3 ديسمبر 201805:27 م
توفي لاجئان سوريان، بينهما طفلٌ، في حريق ضخم نشب في مخيمهما في بلدة اليمّونة شرق لبنان، فجر الاثنين، حسب مصدر محلي لوكالة الأنباء الفرنسية. وأوضح نائب رئيس البلدية، حسين شريف، لفرانس برس أن "الحريق أسفر عن احتراق 23 خيمةً من أصل نحو 70 خيمةً موجودة في المخيم، ووفاة رجل في الـ46 من العمر، وطفل عمره سبع أو ثماني سنوات". Syrian-camp-on-fire

أسباب الحريق

لفت المسؤول المحلي إلى أن "أسباب الحريق ليست واضحة حتى الآن، لكن انفجار برميل مازوت في أحد الخيام كان السبب وراء انتشار الحريق" حسب قوله وأضاف: "يبدو أن أحدهم ترك نيران المدفئة ليلاً أو ربما السبب ماس كهربائي" لافتاً إلى أن "القوى الأمنية توجهت إلى مكان الحريق كما أرسلت الأمم المتحدة فريقاً إلى المخيم على الفور". وقال أحد اللاجئين بالمخيم للوكالة: "عند الساعة الثالثة فجراً، سمعنا أصوات صراخ وإذ بنا نجد النيران تلتهم المخيم ونحن غير قادرين على إطفائها". و أكدت الوكالة الوطنية للإعلام (وكالة الأنباء اللبنانية) أن الحريق تسبب بحرق "50 خيمة" لافتةً إلى أن "فرق إطفاء الدفاع المدني تولت إخماد النيران وسط صعوبة في الرؤية بسبب الضباب الكثيف والدخان الذي كان يغمر المخيم". وتعددت الحرائق التي تعرضت لها مخيمات اللاجئين السوريين السنوات القليلة الماضية، وشهدت  أكثر من 25 حريقاً العام الماضي وحده في ظل غياب أبسط معايير الأمان.

مشكلات اللاجئين السوريين بلبنان

أظهرت دراسة حديثة للأمم المتحدة أن "أكثر من 50 % من اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون في أماكن غير آمنة"، وأن "70 % منهم يعيشون تحت خط الفقر، ويعتمد قسم كبير منهم على مساعدات تقدمها منظمات إنسانية. يضطر غالبية اللاجئين السوريين أيضاً للجوء إلى "استراتيجيات تأقلم مضرة" مثل تقليل عدد وجبات الطعام أو إرسال أبنائهم للعمل أو الانتقال من مساكن وملاجئ آمنة إلى الإقامة في مخيمات وخيام هشة أو مستودعات ومبانٍ غير مكتملة"، بحسب الدراسة الأممية.  كما يموت العديد من اللاجئين السوريين خاصة بسبب البرد القارس في الشتاء، لعدم جاهزية الخيام وأماكن العيش التي تفتقر لأدنى مقومات الحياة.
كما تتعرض تلك المخيمات، خصوصاً الواقعة في منطقة البقاع شرق البلاد، لمداهمات أمنية بين الحين والآخر، بحسب تقرير منظمة العفو الدولية الصادر عن أوضاع اللاجئين السوريين في لبنان خلال 2017/ 2018.
وثق تقرير لـ "هيومان رايتس وواتش"، صدر في أبريل /نيسان الماضي، حدوثَ عمليات إخلاء قسرية وتمييزية وغير قانونية من بعض البلديات اللبنانية بحق قرابة 3664 لاجئاً سورياً، محذرة من أن قرابة 42 ألفَ لاجئٍ آخرين يواجهون الخطر نفسه.
توفي لاجئان سوريان، بينهما طفلٌ، في حريق ضخم نشب في مخيمهما في بلدة اليمّونة شرق لبنان، ورئيس البلدية: "الحريق أسفر عن احتراق 23 خيمةً من أصل نحو 70 خيمةً موجودة في المخيم، ووفاة رجل في الـ46 من العمر، وطفل عمره 7 أو 8 سنوات".
وتصف السلطات اللبنانية هذه العمليات، في المقابل، بأنها عمليات عودة "طوعية" تمت بموافقة السلطات السورية. ويتعرض اللاجئون السوريون في لبنان من وقت إلى آخر لحملات تشويه وكراهية، فضلاً عن مقاطع مصورة "عنصرية" يقدم فيها لبنانيون على ضرب سوريين والسخرية منهم.

لبنان يعاني أيضاً

في الوقت نفسه، يشكو لبنان من تحمله "عبئاً كبيراً" وعدم حصوله على "دعم دولي حقيقي" يسمح له بالتعامل مع عبء اللجوء على أراضيه. ويوجد في لبنان نحو مليونٍ ونصف مليون لاجئٍ سوري، أي ما يعادل ربعَ سكان لبنان، بحسب التقديرات الرسمية، بينما تفيد بيانات مفوضية شؤون اللاجئين بوجود أقل من مليون لاجئ سوري فقط هناك. وحذر رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، في مارس/ آذار 2017، من أن بلاده تقترب من "نقطة الانهيار" بسبب ضغوط استضافة مليون ونصف مليون لاجئ سوري، معبراً عن خشيته من "اضطرابات قد تندلع بسبب التوتر بينهم وبين المجتمعات اللبنانية." وأضاف حينذاك: "اليوم إذا تجولت في معظم مناطق المجتمعات المستضيفة ستجد توتراً كبيراً بين اللبنانيين والسوريين." وأصدرت الخارجية اللبنانية مؤخراً قراراً بتجميد طلبات الإقامة المقدمة من مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة والعاملة على الأراضي اللبنانية، بحجة أن "المفوضية لا تشجع اللاجئين السوريين في لبنان على العودة إلى بلادهم بل تحذرهم من مخاطر العودة دون مظلة أممية". وحذر وزير الخارجية اللبناني من "اتخاذ خطوات أكثر تصعيدية تجاه مفوضية اللاجئين في حال استمرت على "نفس سياستها مع النازحين السوريين".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image