خلال العصور السابقة، عاش البشر في وئامٍ تامٍ مع الطبيعة، واعتبروا النباتات كائنات حيّة، حساسة، ذكية، ولديها قدرة فائقة على الشفاء النفسي والروحي.
هذه العلاقة المتبادلة بين عالم النباتات وعالم البشر لطالما شكلت صلب إيمان العديد من الحضارات القديمة، وعلى رأسها الشامانية التي يرجع تاريخها إلى العصر الحجري بحيث كان يعتقد المعالجون الشامان أن بدايات الأمراض تنبع من غياب التوازن والانسجام في أجسامنا العاطفية والروحية مشددين على أن النباتات تلعب دوراً كبيراً في إعادة إحياء المرء من الناحية الروحية، على اعتبار أن النبتة قادرة بحد ذاتها على التواصل مع البشر والاستماع إليهم، ومن هنا وعوضاً عن التعامل مع "الخصائص الطبية" للنباتات، فإن أتباع الشامان عمدوا إلى تقديس النبات والتواصل مع أرواح النباتات نفسها.
فما هي أبعاد العلاقة المقدسة التي تجمع النباتات بالبشر؟ وكيف يمكن لنبتةٍ ما أن تشفي أرواحنا من الآلام النفسية؟
النباتات هدية من الآلهة
"لا تذهب لزيارة طبيبٍ ماتت النباتات في مكتبه". [two_third][/two_third] منذ أن وطأت أقدامهم على الأرض، إرتبط البشر بعمقٍ مع البيئة المحيطة بهم، دون أن يضعوا أي جدارٍ فاصلٍ بينهم وبين الطبيعة، إذ كان الفهم العميق للطبيعة أمراً أساسياً وحيوياً لبقاء الناس على قيد الحياة وتحقيق رفاهيتهم. فقد أوضح موقع Forest Service أن النباتات وفرت الحاجات الأساسية للبشر، سواء كان ذلك من خلال الطعام واللباس والمأوى وصولاً إلى "النفس"، اما الهدية الأكثر فعالية التي قدمها عالم النباتات لعالم الإنسان فهو اكتشاف دور وفعالية النباتات في عملية الشفاء النفسي.كان يعتقد المعالجون الشامان أن بدايات الأمراض تنبع من غياب التوازن والانسجام في أجسامنا العاطفية والروحية مشددين على أن النباتات تلعب دوراً كبيراً في إعادة إحياء المرء من الناحية الروحية.
النباتات ذات التأثير النفسي، خاصة تلك التي تغيّر الإدراك البشري، لا تزال مقدسة في العديد من المجتمعات وغالباً ما يشار إليها باسم "نباتات الآلهة" أو النباتات "السحرية والشافية".
من خلال إقلاع الأعشاب بشكل روتيني تفسحون المجال للثمرة الجيدة أن تأخذ مكانها ويمكن مقارنة ذلك بالتخلص من الأفكار السيئة من أجل عدم استنزاف الطاقة الموجودة في داخلكم.يعود تاريخ استخدام النباتات التي تؤثر على العقل البشري إلى آلاف السنين وتحديداً إلى القبائل والعشائر التقليدية التي اكتشفت وتبادلت المعرفة المتعلقة بتأثير النباتات على جسم الإنسان وعقله وروحه، إذ وجد الناس أن عالم النباتات لم يكتف فقط بتقديم الحاجات الأساسية للإنسان إنما يقدم أيضاً العلاجات النفسية والروحية. واللافت أن النباتات ذات التأثير النفسي، خاصة تلك التي تغيّر الإدراك البشري، لا تزال مقدسة في العديد من المجتمعات وغالباً ما يشار إليها باسم "نباتات الآلهة" أو النباتات "السحرية والشافية"، أما تقديسها فيعود إلى الاعتقاد بأنها تسهل عملية التواصل مع الآلهة إضافةً إلى قدرتها على طرد الأرواح الشريرة، وذلك بفضل الأرواح التي تسكن داخل النباتات نفسها، وعليه يشير الموقع إلى أن الجهات الدينية والروحية تستخدم هذه النباتات ومركباتها لتحقيق التوازن في العالم المادي والروحي، لشفاء العقل والجسد ولتوفير الصحوة الروحية.
قوة النباتات
يؤمن بعض العلماء بقدرة النباتات على التواصل مع البشر، وذلك على مستوياتٍ مختلفةٍ، فالحياة السرية للنباتات هي سردٌ رائعٌ للعلاقات الجسدية والعاطفية والروحية بين النباتات والإنسان. من هنا يعتبر موقع fractal أن النباتات تتمتع بنوعٍ من الوعي رغم عدم امتلاكها للجهاز العصبي، فهي أذكى وأكثر تفاعليةً مما نعتقد، وهو أمرٌ يشهد عليه الأشخاص الذين يتفاعلون مع النباتات إذ يؤكد هؤلاء أن النباتات تتواصل معهم بطريقةٍ سحريةٍ، وتحسّن من معنوياتهم حتى أنهم يشددون على أن اهتمامهم بالنبات مكنهم من الخروج من حالاتهم النفسية السيئة.تتمتع النباتات بنوعٍ من الوعي رغم عدم امتلاكها للجهاز العصبي، فهي أذكى وأكثر تفاعليةً مما نعتقدوبالفعل كشفت الأبحاث أن النباتات من شأنها تحسين تركيز المرء وزيادة إنتاجيته، بنسبةٍ تصل إلى 15%، كما اتضح أنها تقلل من الإجهاد وتحسن المزاج، مما يجعلها مثالية سواء كانت داخل المنزل أو في مكان العمل. وفي معرض الحديث عن قوة النباتات وتأثيرها الإيجابي على الصحة النفسية، يرفع كتاب Plant Spirit Healing: A Guide to Working with Plant Consciousness النقاب عن الممارسات التي كانت تقوم بها الشعوب الأصلية منذ العصور القديمة لمعالجة الأمراض النفسية على اعتبار أن النباتات تمتلك في جوهرها الروح الذي يمكن أن يتواصل من خلال الضوء، الصوت والاهتزاز. ويوضح الكتاب أن الأبحاث اليوم تتجه أكثر فأكثر إلى دراسة قوة الروح الموجودة في النباتات وإنضمامها إلى الذكاء البشري لتحقيق الشفاء الداخلي العميق، ويذكر الكتاب في هذا الصدد أن النباتات كائنات ذكية لديها القدرة على رفع الوعي إلى المستوى الذي يمكن أن يحدث فيه الشفاء الحقيقي.
ضرورة التناغم مع الطبيعة
إن مجال الوعي لا ينحصر بعالم البشر فقط بل يمكن ملاحظة أن جميع مكونات الحياة لديها القدرة على التعلم من تجاربها. في الحقيقة إن الصخور التي نجلس عليها، الأرض التي نشعر بها تحت أقدامنا، الأشجار التي تزيّن المناظر الطبيعية، رمال الصحراء، المحيطات، البحيرات، الجداول، وجميع أصناف النباتات التي تنبت وسط الحقول كلها عناصر تعتمد على نوعٍ من الوعي لضمان وجودها على قيد الحياة، وفق ما أكده موقع lightomega مشيراً إلى أنه سواء كنا نتحدث عن شجرةٍ أو صخرةٍ أو كائنٍ بشري يمكننا أن نفترض أن كلهم يشتركون في "الشعور" وإن كان ذلك بأنماطٍ مختلفة. وفي سياق الحديث عن العلاقة بين النبات والبشر، أوضح الموقع أن عالم الكائنات الحية هو عالم مكون من مخلوقاتٍ حيةٍ، البعض منها لا يكون قادراً على التفكير بشكلٍ انتقائي أو الاختيار الحر، ومع ذلك فإنها تكون حساسة للطريقة التي يتعامل البشر معها، فالنباتات هي تماماً كالحيوانات والبشر، حساسة للمحفزات التي تحيط بها، وحتى إن بدت للبعض جامدة فهي تنبض بالحياة وتتأثر كثيراً بكيفية معاملة البشر لها: يمكن مساعدة النباتات على الإزدهار من خلال معاملتها بحب وعطف وضمان وجودها في بيئةٍ متناغمةٍ، أو يمكن معاملتها بقسوةٍ وإهمال، مما سيؤثر سلباً على نموها.في البستنة إجراءات وعواقب، من هنا تدركون أنكم تلعبون دور البستاني مع تربتكم تماما كما تفعلون مع روحكموشبّه الموقع الوضع الذي تجد فيه النباتات نفسها حين تكون بعيدة عن موطنها الطبيعي بحالة اليتيم الذي يحتاج إلى عنايةٍ خاصةٍ لكي يشعر بأنه متجذر مرة أخرى، فروح النباتات التي تمثل كيانها وجوهرها، لا يمكن فصلها عن الشكل المادي لكن بامكان هذه النباتات أن تعرب عن حاجاتها: تكون النباتات مشعة نتيجة تعزيز الحياة الروحية داخلها، فإن جميع النباتات قادرة على أن تصبح أكثر إشراقاً ونمواً في حال أحسن المرء الاعتناء بها وذلك عبر الحرص على أن تكون العلاقة بين الطبيعة البشرية وعالم النباتات في تناغمٍ كاملٍ ومبنية على مبدأ احترام الحياة المشتركة. يمكن القول إن التفاعل مع الطبيعة هو أمر مفيد ليس فقط لأجسادنا بل لوعينا أيضا، بحسب ما أكده موقع Chopra، كاشفاً عن 7 قوانين روحانية كامنة وراء البستنة، نذكر منها: -قانون الإمكانية النقية: إنه القانون الروحاني الأكثر أهمية عند التخطيط للبستنة ومن خلاله تدركون أنه ليس هناك من حدود لما أنتم قادرون عليه، وبالتالي أطلقوا العنان لمخيّلتكم وللنباتات التي تودون زرعها وفكروا في النتائج على المدى البعيد، وهذا التمرين الذهني هدفه تذكيركم بالأمور الجميلة القادمة. -قانون الأخذ والعطاء: عليكم أن تبذلوا جهداً في البستنة خاصة أن النباتات تحتاج إلى رعاية خاصة من أجل أن تحقق نتائج مرضية، فالعلاقة بيننا وبين الارض والطبيعة هي علاقة "أخذ وعطاء". -قانون الكارما: كما هو الحال مع كل شيء في الحياة، ففي البستنة هناك إجراءات وعواقب، من هنا تدركون أنكم تلعبون دور البستاني مع تربتكم تماما كما تفعلون مع روحكم، فمن خلال إقلاع الأعشاب بشكل روتيني تفسحون المجال للثمرة الجيدة أن تأخذ مكانها ويمكن مقارنة ذلك بالتخلص من الأفكار السيئة من أجل عدم استنزاف الطاقة الموجودة في داخلكم.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Tester WhiteBeard -
منذ 4 ساعاتtester.whitebeard@gmail.com
Ahmad Tanany -
منذ 3 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ 4 أياملا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...