أثار طرح أعضاء مجلس النواب الجزائري قضية تجنيد الفتيات الإجباري الكثير من الجدل في المجتمع الجزائري، خاصة مع رفض العائلات المحافظة الفكرة التي طرحت في السابق مراراً.
وعلى هامش يوم برلماني خصص للحديث عن الخدمة العسكرية، صرح ممثل وزارة الدفاع طارق دبيش لوسائل إعلام محلية، بأن "القانون رقم 06/14 الخاص بالخدمة الوطنية لا يمنع تجنيد الإناث، لأنه يتحدث بصريح العبارة عن 'إجبارية الخدمة الوطنية للمواطنين الجزائريين دون تحديد جنسهم'".
ولفت المسؤول إلى أن "القرار الخاص بإدراج الإناث في الخدمة يبقى قراراً سياسياً وليس من صلاحيات الجيش". وأضاف رداً على أسئلة النواب بالمجلس الشعبي الوطني (البرلمان الجزائري)، أن "ضم الإناث للخدمة الوطنية يبقى من صلاحيات هيئات أخرى تعنى باتخاذ القرار السياسي" فيما يقتصر دور البرلمان على "وضع النص التشريعي المناسب له".
وبين مؤيد يرى الفكرة غير صعبة التطبيق، وساخر من تطبيقها أو ثائر على تعارضها مع "مبادئ الدين والعرف" وفق تعبيره، أثيرت النقاشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقد غلب عليها الرفض.
طرح قديم
في إبريل/ نيسان 2015، تلقت السلطات الجزائرية طلبات من "نساء وجمعيات نسوية" تتضمن مقترحاً بتجنيد العنصر النسائي لأداء الخدمة العسكرية، على غرار العديد من البلدان التي نجحت فيها التجربة.
وتضمن المقترح نقاطاً مهمة، من بينها اختيار مراكز التجنيد الخاصة بالنساء في وسط المدن الكبرى مثل العاصمة الجزائر، وتقليص فترة الخدمة العسكرية الخاصة بالفتيات إلى 6 أشهر وليس 12 شهراً كما هو معمول به للذكور، مع تمتع المجندات بالمنحة الشهرية التي يحصل عليها كل مجند لتمكنهن من تلبية احتياجاتهن أثناء فترة التجنيد.
لكن المقترح السابق لم يقترح إجبارية التجنيد على الفتيات وإنما تقدم بها لتكون "اختيارية”، وهذا ما اقترح التحاق الفتاة بصفوف الجيش الجزائري عقب انتهاء مدة خدمتها كمتعاقدة أو عاملة.
طرح أعضاء مجلس النواب الجزائري قضية تجنيد الفتيات الإجباري يُثير الكثير من الجدل في المجتمع الجزائري، خاصة مع رفض العائلات المحافظة الفكرة التي طرحت في السابق مراراً.
واستندت الجهات التي قدمت هذا الاقتراح في طلبها، إلى المادة 13 من القانون الأساسي التي تنص على أن " مؤسسات الدولة تستهدف ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات بإزالة العقبات التي تعوق تفتح شخصية الفرد وتحول دون المشاركة الفعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية".
وفي الجزائر أصبحت الخدمة العسكرية إلزامية بموجب القانون الصادر عام 1968، كخيار إستراتيجي فرضته ظروف البلاد عقب 6 أعوام من الاستقلال عن الاستعمار الفرنسي، ورغم أن القانون يلزم مواطني الجزائر الذين بلغوا سن التاسعة عشرة حتى الخامسة والعشرين أداء 12 شهراً من الخدمة العسكرية، دون تحديد دقيق للجنس، فإنه لم يطبق حتى الآن سوى على الذكور نظراً لحساسية وضع الفتيات في البلد المحافظ.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...