تتميّز بالقوة والمتانة والسرعة الشديدة والقدرة على السير بمرونةٍ في الطرق الصعبة، هذا ما نعرفُه عن سيارة "لاند روفر" رباعيةِ الدفع، لكن "لاند روفر" هي كذلك علامةٌ تجاريةٌ لصنفٍ من الهواتف النقالة الشديدةِ الدقة. ولأنها دقيقةٌ، فامتلاكُها في الجزائر يدخل صاحبَها السجن. يتميز هاتف لاند روفر بخصائصَ عاليةِ الجودة والدقة، مثل الصلابة ومقاومة الظروف الصعبة والماء، والقدرةِ الكبيرة على الحفاظ على الشحن لشهر، وإجراءِ اتصالاتٍ حتى لو كانت الشبكةُ ضعيفةً، كما يتحمل هذا الهاتف درجة حرارة عالية ويدعم استخدامَ شريحتي اتصال. هاتف "لاند روفر" النقال من صنع شركةٍ بريطانيةٍ تدعى "بوليت"، هي ذاتُها منتجةُ هواتفَ تحمل العلامةَ التجارية لشركاتٍ مثل كوداك وكاتربيلار. فإن كنتم تعيشون في الجزائر وتفكرون في شراء هاتف لاند روفر، لا ننصحكم بذلك فالسجن في انتظاركم. فبحسب ما نشره موقع الجزيرة نت فإن امتلاكَ هذا الهاتف المستوحى من تصميم سيارة الدفع الرباعي يعرض صاحبَه للتحقيق في الجزائر وربما يدخله السجن لأنه "يهدد أمن واقتصاد الدولة" بحسب السلطات الجزائرية. هذا الهاتف كان متاحاً في الجزائر واقتناؤه أمرٌ عاديٌّ كمثل بقية الأجهزة التي تباع في الأسواق، حتى تم اكتشاف خطورته. ورغم أن هاتف "لاند روفر" لا يتمتع بقدرةِ الاتصال عبر الأقمار الاصطناعية مثل هاتف "ثريا"، فإن المصالح الأمنية تقول إنه أشدُّ خطورةً، لأن الشروط المفروضة على مالكي "الثريا" كبيرةٌ، حيث يجري تحقيقٌ أمنيٌّ معمق عنهم قبل منحهم رخصةَ الاستعمال من طرف مؤسسة "اتصالات الجزائر الفضائية" التي تحتكر بيعَ الشرائح الخاصة بهاتف ثريا، فضلاً عن إمكانية مراقبتها مكالماتِ مالكيه وتحديد مكان المتصل. لكن لم تقتصر الاستفادةُ من هذا الهاتف على الجماعات المسلحة فقط، بل استفاد المهربون أيضاً من مزاياه في تنفيذ عملياتهم في الصحراء الكبرى التي تستمر أياماً وأحياناً أسابيع، خاصة في عمليات تهريب المخدرات والوقود، التي أنهكت الاقتصادَ الجزائري . ورغم مراقبة نقاط الجمارك في المطارات تحديداً، إلا أن المهربين يتحايلون لإدخال هذا الهاتف إلى الجزائر بعد منع تسويقه، لأن الطلب عليه كبير، مثل كل ممنوع مرغوب.
لماذا تخاف الجزائر من هاتف "لاند روفر"؟
الكثير من المهربين و"الإرهابيين" الذين أُقفُوا من قبل الجيش الجزائري كانوا يحملون هذا الهاتف دوناً عن غيرها، ما جعل الجيشَ يبحث عن الأسباب التي تدفع أغلب الخارجين عن القانون للحرص على حمله. يقول المعهدُ الوطني للأدلة الجنائية وعلم الإجرام التابعُ لجهاز الدرك الوطني في الجزائر إن هاتف لاند روفر يحوي خرائطَ طوبوغرافية للطرق الوعرة، ويتيح لحامله إمكانيةَ الوصول السريع إلى إشارة نداء الاستغاثة (SOS) وبيانات الاستشعار، وصعوبة تحديد مكان المتصل. إذاً فنحن نتحدثُ عن هاتفٍ بإمكاناتٍ سهَّلت على الجماعات المسلحة القيام بأعمالها الإجرامية بسهولة، إضافة إلى أن ميزة بطاريةِ الهاتف التي تبقى شهراً استغلها "الإرهابيون" في تفجير العبوات الناسفة عن بعد، حيث تسمح هذه الميزة بالحفاظ على اللغم أطولَ مدةٍ ممكنة وتفجيرها في الوقت المناسب.حذار من امتلاك هذا الهاتف في الجزائر
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...