سيرة أجداد النبي: السلسلة الممتدة من عبد المطلب بن هاشم حتى عدنان
الاثنين 26 نوفمبر 201806:37 م
أجمع النسّابون في السرديات الإسلامية أن سلسلة أجداد النبي تنتهي حتى سيدنا إسماعيل عليه السلام، لكنهم اختلفوا بشدة في إيضاح أسماء هذه السلسلة بشكل غلب عليه إبهام في بعض نقاطه الموغلة بالقدم يجعل الوصول فيها لاسم موثق أمراً مستحيلاً، لذا قال الإمام البغوي بكتابه "شرح السنة": إنه "لا يصح حفظ النسب فوق عدنان".
في كتابه "الرحيق المختوم" قسّم المباركفوري، النسب النبوي لـ3 أجزاء الأول من إبراهيم حتى آدم ولم تذكر فيه المرويات الإسلامية شيئاً وجله معتمد على النقل من كُتب أهل الكتاب، والثاني من عدنان حتى إسماعيل وكثر فيه الخلاف حتى جاوز "حد الجمع والائتلاف" فلا إجماع عليه.
والثالث والأخير الذي أقرّته كافة الكتب، وهو السلسلة الممتدة من النبي حتى عدنان، وحينما قررنا استعراض تاريخ أجداد النبي، وماذا فعل كل واحدٍ منهم على حِدة آثرنا أن نكتفي بالجزء الأخير الموثق الذي اعتبره المؤرخون "لا شك فيه".
يقول عنه ابن هشام في سيرته إنه "كان أحسن قريش وجهاً، وأمدّهم جسماً، وأحلمهم حلماً، وأجودهم كفّاً، وأبعد الناس عن كل موبقة تفسد الرجال". كان حنيفياً لم يعبد صنماً قط، حرّم الخمر على نفسه، وما كان يأكل من ذبيحة نُحرت بِاسم الأزلام، ويفضل التحنث في غار حراء من وقت لآخر.
أول من اتخذ للكعبة باباً من الحديد، واستنَّ أموراً أقرّها النبي من بعده فجرت حتى اليوم مثل قطع يد السارق، وتحريم الخمر والزنا وألا يطوف بالبيت عريان، وتحديد الطواف حول البيت بسبعة أشواط فقط وعدم وأد البنات، وهو أول مَن أعاد استخدام بئر زمزم بعد أن ظلّت مغلقة لسنين.
بعدما أيقنت قبيلة جرهم أنه ستُهزم أمام "خزاعة" في حربها التاريخية على سيادة مكة انتقمت بسد بئر "زمزم" وجعلها مستحيلة على الاستخدام، فاضطر أهالي مكة للبحث عن مصادر أخرى للماء وكان ذلك أمرًا شاقًا لبُعد الآبار الأخرى، فيما كانت المهمة الأصعب لمن يتولى أمر سقاية الحجيج، ذلك الأمر الذي آل إلى (عبد المطلب/ شيبة) بعد وفاة عمِّه المطلب.
كتب السيرة تحكي قصة طويلة عن هاتف أتى له بالمنام وحدّد له مكانًا ليحفر به، فحمل معوله بصحبة ابنه الحارث (الوحيد وقتها) وأخذا في الحفر 3 أيام متتالية متجاهلين سخرية الناس منهما لقلة عددهما، حتى ظهرت لهما الماء من جديد، فكبّر قائلاً "هذا طوي إسماعيل"، وبسبب هذه السخرية نذر لله أن يذبح ولدًا قربانًا إن وهبه 10 أبناء، فكانت القصة الشهيرة لفداء عبدالله أبي النبي بـ100 من الإبل.
اعتبر أهل مكة أن إعادته بئر زمزم للعمل مكرمة اختصه الله بها، فعظم أمره بينهم وكان المتحدث الرسمي بِاسمهم في الشدائد، الأمر الذي ظهر جلياً في دوره المعروف حين غزا أبرهة الحبشي مكة، وكانت قريش إذا أُصيبت بقحط تأخذه إلى جبل قريب، ويتقربون إلى الله به ويسألونه الغوث.
فرح بميلاد النبي وأنشد لحظتها شعراً (الحمد لله الذي أعطاني /هذا الغلامَ الطيّبَ الأردانِ)، وكفل الرسول بعد موت والده ووفاة أمه، وقبل موته (578م) عهد بالسقاية والرفادة إلى ابنه أبو طالب (عبد مناف)، وأوصاه بالنبي الذي كان في الـ8 من عُمره يوم رحيله. ودُفن في مقبرة الحَجُون بمكّة بصحبة جده قصي بن كلاب، وقيل إنه سيُبعت يوم القيامة بزي الملوك وجمال الأنبياء.
يحكي اليعقوبي: "أعظمت قريش موته، وغُسِّل بالماء والسدر، ولُفّ في حُلّتين من حلل اليمن قيمتهما ألف مثقال ذهب، وطُرح عليه المسك حتّى ستره".
بناته: أم حكيم، وعاتكة، وأميمة، وبرّة، وأروى، وصفية، وأولاده: الحارث (وبه كان يُكنّي)، الزبير، عبدالله (والد النبي) العباس (بِاسمه تأسست الدولة العباسية)، الحارث (منه انحدر الحارثيون والهاشميون)، وأبو طالب، وعبد العُزي (أو لهب)، وحمزة (أسد الله) وحَجْل والمُقوِّم.
اسمه الحقيقي "الحكيم"، وقيل إن والده أطلق عليه هذا اسم كلاب لتخويف الأعداء، وقيل إن الناس من خلعوه عليه بسبب كثرة صيده للكلاب، وعنده يلتقي نسب والد الرسول بأمه لأن ابنه زهرة هو جد وهب بن عبد مناف والد أم النبي الذي انحدر من نسل الأخ قصي.
هو أول من أطلق على الشهور العربية أسماءها التي نتداولها بيننا حتى اليوم، واعتمد في كل لقب على ما يُعبّر عنه طقس كل شهر، فمنح رمضان هذا الاسم بسبب حره الشديد، كما رُوي عنه أنه قام ببعض التجديدات للكعبة.
أولاده: قُصي وزُهرة.
اسمه مشتق من كعب القدم، وهو كناية عن الشجاعة عند العرب، فكانوا يقولون هذا ذو "كعب رابت" أي ثابت لا يخاف ولا يهرب، وقيل إن الكعب دلالة على ارتفاع مكانته بين قومه.
كان مُتحدثاً مفوهاً وهو أول مَن استخدم مصطلح "أما بعد" في الخطابة، وكثيراً ما كان يخطب في العرب ويحضهم على فضائل الأعمال، يجمعهم يوم العروبة (الجمعة) ليحادثهم، وتُنسب له المرويات خطبة تنبأ فيها بقدوم "نبي كريم" مضيفاً "يا ليتني أشاهد نجواء دعوته حين العشيرة تبغي الحق خذلانا".
ومن فرط عظمة قدره ومنزلته عندهم، اعتبروا موته داهية عظيمة أرّخوا بها حتى وقعت حادثة الفيل، فاستبدلوها به.
أولاده: مُرة، وهصيص، وعُدي (منه انحدر عمر بن الخطاب).
عبد المطلب بن هاشم
اسمه الحقيقي "شيبة"، وقيل إنه حاز هذا الاسم لأنه حين وُلد (480م) بيثرب كان برأسه "شيبة". مات أبوه في تجارة بغزة، فعاش مع أمه سلمى وأهلها من بني النجار حتى بلغ 7 سنوات، بعدها قرر عمّه "المطلب" أخذه معه إلى مكة، ولحظة دخولهما كان الطفل يرتدي ثياباً رثة فظن أهل قريش أنه عبد جديد اشتراه المطلب فأسموه "عبد المطلب"، وهو اللقب الذي التصق به حتى مات، علاوة على لقب آخر هو "الفيّاض" لجوده على الجميع حتى أنه كان ينثر الطعام على رؤوس الجبال ليطعم الطيور والحيوانات.عبد المطلب بن هاشم، لقّب بـ"الفيّاض" لجوده على الجميع حتى أنه كان ينثر الطعام على رؤوس الجبال ليطعم الطيور والحيوانات.
يقول عنه ابن هشام في سيرته إنه "كان أحسن قريش وجهاً، وأمدّهم جسماً، وأحلمهم حلماً، وأجودهم كفّاً، وأبعد الناس عن كل موبقة تفسد الرجال". كان حنيفياً لم يعبد صنماً قط، حرّم الخمر على نفسه، وما كان يأكل من ذبيحة نُحرت بِاسم الأزلام، ويفضل التحنث في غار حراء من وقت لآخر.
أول من اتخذ للكعبة باباً من الحديد، واستنَّ أموراً أقرّها النبي من بعده فجرت حتى اليوم مثل قطع يد السارق، وتحريم الخمر والزنا وألا يطوف بالبيت عريان، وتحديد الطواف حول البيت بسبعة أشواط فقط وعدم وأد البنات، وهو أول مَن أعاد استخدام بئر زمزم بعد أن ظلّت مغلقة لسنين.
بعدما أيقنت قبيلة جرهم أنه ستُهزم أمام "خزاعة" في حربها التاريخية على سيادة مكة انتقمت بسد بئر "زمزم" وجعلها مستحيلة على الاستخدام، فاضطر أهالي مكة للبحث عن مصادر أخرى للماء وكان ذلك أمرًا شاقًا لبُعد الآبار الأخرى، فيما كانت المهمة الأصعب لمن يتولى أمر سقاية الحجيج، ذلك الأمر الذي آل إلى (عبد المطلب/ شيبة) بعد وفاة عمِّه المطلب.
كتب السيرة تحكي قصة طويلة عن هاتف أتى له بالمنام وحدّد له مكانًا ليحفر به، فحمل معوله بصحبة ابنه الحارث (الوحيد وقتها) وأخذا في الحفر 3 أيام متتالية متجاهلين سخرية الناس منهما لقلة عددهما، حتى ظهرت لهما الماء من جديد، فكبّر قائلاً "هذا طوي إسماعيل"، وبسبب هذه السخرية نذر لله أن يذبح ولدًا قربانًا إن وهبه 10 أبناء، فكانت القصة الشهيرة لفداء عبدالله أبي النبي بـ100 من الإبل.
اعتبر أهل مكة أن إعادته بئر زمزم للعمل مكرمة اختصه الله بها، فعظم أمره بينهم وكان المتحدث الرسمي بِاسمهم في الشدائد، الأمر الذي ظهر جلياً في دوره المعروف حين غزا أبرهة الحبشي مكة، وكانت قريش إذا أُصيبت بقحط تأخذه إلى جبل قريب، ويتقربون إلى الله به ويسألونه الغوث.
فرح بميلاد النبي وأنشد لحظتها شعراً (الحمد لله الذي أعطاني /هذا الغلامَ الطيّبَ الأردانِ)، وكفل الرسول بعد موت والده ووفاة أمه، وقبل موته (578م) عهد بالسقاية والرفادة إلى ابنه أبو طالب (عبد مناف)، وأوصاه بالنبي الذي كان في الـ8 من عُمره يوم رحيله. ودُفن في مقبرة الحَجُون بمكّة بصحبة جده قصي بن كلاب، وقيل إنه سيُبعت يوم القيامة بزي الملوك وجمال الأنبياء.
يحكي اليعقوبي: "أعظمت قريش موته، وغُسِّل بالماء والسدر، ولُفّ في حُلّتين من حلل اليمن قيمتهما ألف مثقال ذهب، وطُرح عليه المسك حتّى ستره".
بناته: أم حكيم، وعاتكة، وأميمة، وبرّة، وأروى، وصفية، وأولاده: الحارث (وبه كان يُكنّي)، الزبير، عبدالله (والد النبي) العباس (بِاسمه تأسست الدولة العباسية)، الحارث (منه انحدر الحارثيون والهاشميون)، وأبو طالب، وعبد العُزي (أو لهب)، وحمزة (أسد الله) وحَجْل والمُقوِّم. هاشم بن عبد مناف
اسمه الحقيقي عمرو، وكان تاجراً موسراً له عقلية اقتصادية استراتيجية وطموح لا يتوقف عن التوسع، فلم يكتفِ بشرف خدمة الحجيج عبر مهمتي السقاية والرفادة التي تنازل عنهما أخوه عبد شمس له بسبب عدم مكوثه بمكة، وصفه الرسول في حديثه بأن الله "اصطفاه من قريش". عُرف عنه نصرته الدائمة للفقراء والمستضعفين، فيُروى عنه أن أزمة ألمّت بمكة ووقع الجوع على الناس، فاشترى من فلسطين دقيقًا وأمر بخبزها في مكة وتوزيعها على الفقراء، ولذلك سُمّي هاشماً؛ لهشمه (كسره) الخبز في الثريد لإطعام الناس، وعنه قال الشاعر (عمرو العُلا هشام الثريد لقومه / ورجال مكة مسنتون عجاف). أبرم معاهدات سلام وإخوة مع الروم والفرس والأحباش وحكام اليمن، وهو أول من وضع لقريش نظامها التجاري الشهير القائم على رحلتين للشتاء والصيف، فعبر مراسلاته للملوك والحكام في الشام واليمن أمّن خروج قافلة شتاءً إلى اليمن والحبشة وأخرى صيفاً إلى الشام، بعدما عقد اتفاقاً مع كافة القبائل التي تمر قوافله بأرضها بأن يحمونها مقابل جزءاً من الأرباح، فعظمت ثروة قريش بفضله، لذا عُرف تاريخيًا بلقب "صاحب الإيلاف" أي إيلاف قريش. حاول أمية بن عبد شمس أن يسلب منه مهمتي الرفادة والسقاية فرفض، ولما احتكما للكاهن قضى لهشام بالغلبة، وحُكم على أمية بغرامة 50 ناقة والإبعاد عن مكة 10 سنين، فكانت أول عداوة بين بني أمية وبني هاشم. خلال إحدى رحلاته التجارة للشام نزل ضيفًا على أبناء عمه بنو عمرو بن كنانة في غزة، لكنه اشتكى من ألم مات على إثره وهو في الـ25 من عمره، فدفنوه عندهم، فنالت المنطقة لقب "غزة هاشم"، ولا يزال قبره معروفًا حتى الآن، وأنشئ حوله مسجد حمله لقب "السيد هاشم". بناته: الشفاء وخالدة، وضعيفة، ورقية، وحية، وأولاده: شيبة الحمد (عبد المطلب)، وأسد وأبا صيفي ونضلة.سُمي قريشاً لأنه كان يقرش (أي يجمع) الناس، ويسعى لقضاء حاجاتهم، ويحمل في كتب التاريخ لقب "جد قريش الجامع" لأن مَن يليه في سلسلة النسب ليس قرشياً وإنما كنانياً: فهر بن مالك
كعب بن لؤي اسمه مشتق من كعب القدم، وهو كناية عن الشجاعة عند العرب، فكانوا يقولون هذا ذو "كعب رابت" أي ثابت لا يخاف ولا يهرب، ومن فرط عظمة قدره ومنزلته عندهم، اعتبروا موته داهية عظيمة أرّخوا بها حتى وقعت حادثة الفيل، فاستبدلوها به.
هاشم بن عبد مناف: سُمّي هاشماً لهشمه (أي كسره) الخبز في الثريد لإطعام الناس، وعنه قال الشاعر (عمرو العُلا هشام الثريد لقومه / ورجال مكة مسنتون عجاف)