بعد نحو أسبوعٍ من فوز مرشح الحزب الاجتماعي الليبرالي جايير بولسونارو، المحسوبِ على اليمين المتطرف في الانتخابات الرئاسية في البرازيل، انتشرت صورةٌ لابنيه كارلوس وإدواردو، وهما يسيران جنباً إلى جنب مرتديين قميصين يحملان شعاري الموساد وجيش الاحتلال الإسرائيلي. صورةٌ أعقبتها تعليقاتٌ تحمل اتهاماتٍ لابني الرئيس بأنهما على خطى والدهما يروجان للسياسة الإسرائيلية. وظهر ابنا بولسونارو بقميصين يحملان شعاراتِ وكالةِ المخابرات الإسرائيلية (الموساد) وقوات الدفاع الإسرائيلية (جيش الاحتلال) ما يسلط الضوء على ما حصله والدهما من دعم من الاحتلال الإسرائيلي، بعد تصريحات له فور فوزه في الانتخابات بأنه يعتزم نقلَ سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس المحتلة. الصورة التي جمعت ابني بولسونارو ظهر فيها كارلوس بولسونارو، وهو عضو في مجلس بلدية ريو دي جانيرو، وينتمي إلى الحزب الاجتماعي المسيحي اليميني، مرتدياً قميصاً عليه شعار (الموساد)، المعروفة بدورها في مهاجمة وإسكات النشطاء الفلسطينيين في الداخل والخارج، كما يعتقد بشدة أنها تقف وراء العديد من عمليات الاغتيال التي استهدفت علماءَ إيران النوويين ونشطاءَ عرب في صفوف حماس وفتح في دول عربية. وفي سبتمبر الماضي، قبل الانتخابات، أثار كارلوس غضباً كبيراً داخل البرازيل بعد مشاركته صورة على موقع الصور إنستغرام بدا منها أنه يدافع عن أقسى أساليب التعذيب الدكتاتورية العسكرية في البرازيل، وهي تقنية تعذيب الهدفُ منها إلحاقَ الألم العضلي والنفسي الشديد بالضحية. لكن بعد الجدل أزال كارلوس الصورةَ زاعماً أن ما تردد عن أنه نشرها على حسابه "أخباراً مزيفة تهدف إلى تشويه عائلته قبل الانتخابات الرئاسية" بحسب تعبيره، لكن يؤكد نشطاء أن الصورة نشرت بالفعل على حسابه. وفي الشهر ذاته، شارك كارلوس بولسونارو أيضاً على إنستغرام صورة تظهر رجلاً ملطخاً بالدماء جراء التعذيب قضي خنقاً بكيس بلاستيكي. وفسر البعض الصورةَ بأنها تهديدٌ ضد النساء وغيرهن ممن يقفون ضد المرشحين اليمينيين مثل والده. بالعودة إلى الصورة الحديثة لابني الرئيس البرازيلي، يظهر على يمينها شقيق كارلوس، إدواردو بولسونارو، وهو عضو في مجلس النواب وشخصية سياسية بارزة في الحزب الليبرالي الاجتماعي اليميني المتطرف، مرتدياً قميصاً يحمل شارة الجيش الإسرائيلي "قوات الدفاع الإسرائيلي" الجيش المسؤول عن قتل آلاف الفلسطينيين. وفي خطاب ألقاه أمام الكونغرس عام 2017، ضاعف إدواردو تصريحاتِه السابقة المدافعة عن الديكتاتورية العسكرية في البرازيل عام 1964 واستخدامها التعذيب. ومعروف عن إدواردو عشقُه استخدامَ الموضة في التعبير عن أفكاره المتطرفة، وظهر وهو يرتدي قميصاً عليه صورة كرتونية لكولونيل بريلهانتي أوسترا، الذي اتهم قبل وفاته بقتل 60 شخصاً وتعذيب آخرين، بمن فيهم الرئيسة البرازيلية السابقة ديلما روسيف، خلال فترة ولايته العسكرية الدكتاتورية. وكان والدهما، الرئيسُ المنتخب يائير بولسونارو، قد اعترف في الحملة الانتخابية بأنه يود تعزيزالعلاقاتِ مع النظام الإسرائيلي. وعلى خطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يخطط بولسونارو لنقل السفارة البرازيلية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة قد تثير جدلاً كبيراً، كما أعلن بولسونارو عن نيته إغلاق السفارة الفلسطينية في البرازيل. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد عبر عن نيته حضور حفل تنصيب بولسونارو، يناير القادم، كما كان أولَ من بعثوا رسائل تهنئة إلى بولسونارو بعد فوزه في الانتخابات. وفي وقت سابق نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن دبلوماسي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن "البرازيل ستلوَّن باللون الأزرق والأبيض في عهد بولسونارو"، في إشارة إلى ألوان العلم الإسرائيلي.
انتشار صورة لابني الرئيس البرازيلي الجديد وهما يسيران جنباً إلى جنب مرتديين قميصين يحملان شعاري الموساد وجيش الاحتلال الإسرائيلي
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...