شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
تعذيب جسدي ونفسي... كيف سحق بن سلمان خصومه في

تعذيب جسدي ونفسي... كيف سحق بن سلمان خصومه في "ريتز كارلتون" (تقرير)

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 4 نوفمبر 201806:36 م
قال مسؤولون أمريكيون إن مئاتِ الأمراء من العائلة المالكة ومسؤولون ورجال أعمال سعوديون تعرضوا للابتزاز والإيذاء النفسي والتعذيب الجسدي خلال فترة احتجازهم في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض.  وأوضحت شبكة "NBC" الأمريكية، في تقرير لها أنه قبل عام واحد، أي يومَ الأحد 4 نوفمبر 2017، أصبح الفندق الفخم للغاية - مع أرضياته الرخامية وبركة السباحة الداخلية الواسعة - سجنًا مُذهّبًا، عندما اعتقل ولي العهد، الأميرُ محمد بن سلمان أمراءَ ورجالَ أعمال بالمئات. ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين سابقين وحاليين قولَهم إن الضيوف "دون رغبتهم" طُلب منهم التوقيعُ للتنازل عن حصصٍ كبيرة من أصولهم (المالية) لإطلاق سراحهم. ومروا في فترة اعتقالهم بمعاملة فيها إساءةٌ نفسية و- في بعض الحالات- تعرضوا للتعذيب.

ربما نجا بن سلمان من قتل خاشقجي "جزئياً"

سمحت هذه الخطوة، التي وصفتها السلطاتُ السعودية بأنها حملة على الفساد المستشري، لولي العهد بتشديد قبضته وبعثت رسالةً صادمة إلى نخب المملكة. ويقول مسؤولٌ أمريكي كبير سابق، كان في منصبه ذلك الوقت: "كانت هذه عمليةَ ابتزازٍ وهيمنة على دواليب الحكم". وذهب المسؤول، الذي طلبَ عدم الكشف عن هويته، بالقول إلى أن هذه الاعتقالاتِ تم إعدادُها "لتذكير الناس بأن ثروتهم ورفاهيتهم ستعتمد على ولي العهد وليس على أمر آخر، ولهذا السبب كان الأمر مُزعجاً للكثيرين في العائلة المالكة". واعتبرت "NBC" أنه بعد مرور عام، اكتسبت واقعة الريتز كارلتون أهميةً أكبر عقبَ وفاة الكاتب السعودي جمال خاشقجي، الذي قُتل بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر. أضافت: "إذا نجا بن سلمان من تداعيات مقتل خاشقجي، فسيكون ذلك جزئيًا بسبب ما حدث في فندق ريتز، عندما سحق منافسيه وخصومه المحتملين". وكان من بين المستهدفين أفرادُ العائلة المالكة أو المسؤولين المرتبطين بالملك الراحل عبد الله، الذي توفي عام 2015.  ولا يثق أقاربه وشركاؤه بالدائرة المحيطة بالملك سلمان، الذي يسطير الآن على العرش.

ماذا حدث لمعتقلي الريتز؟

تقول "NBC" إن حملة القمع هذه أثارت استياءً عميقاً في بيت آل سعود، مُستندة لأقوال العديد من أعداء بن سلمان والخبراء والمسؤولين السابقين "إن ولي العهد قد يواجه مزيداً من المقاومة من قبل خصومه داخل السعودية". وأشارت الشبكة إلى أن بن سلمان، الذي كان يدرك تمامَ الإدراك أن الملك السعودي فيصل قد قتل على يد ابن أخ غير شقيق عام 1975، يكرّس الانتباهَ إلى أمنه الشخصي، بحسب أحد ضباط المخابرات الأمريكية السابقين. وعندما فاض فندق ريتز كارلتون بالمحتجزين، تم استخدام فندق آخر (كورتيارد باي ماريوت)، الواقع في الجهة المقابلة لفندق ريتز، كمركز احتجازٍ متطور عندما نفذت أماكنُ الحجز في فندق ريتز. وتم إغلاق كلا الفندقين أمام الجمهور خلال فترة الاعتقال. وقال مسؤول مخابراتٍ أمريكي ومسؤولان سابقان كبيران في الإدارة الأمريكية لـ"NBC" إن المحتجزين تعرضوا للإيذاء والتعذيب، وهو ما وثقته تقاريرُ استخباراتية سرية. وحُرم المعتقلون من النوم، وضُربوا واستُجوبوا ورؤسُهم مُغطاة. حينها تم نقل 17 منهم إلى المستشفى، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز". أحد المحتجزين، اللواء علي القحطاني، ضابط عسكري توفي في الحجز. ولم تقدم السلطاتُ السعودية بعد تفسيرًا رسميًا في القضية. آنذاك، أيد الرئيس دونالد ترامب حملةَ القمع في تغريدة كتبها في تويتر، قال خلالها إن السعوديين "يعرفون بالضبط ما يفعلونه"، مُعتبرًا أن بعضَ المعتقلين كانوا "يحلبون" بلدَهم لسنوات.
الأمراء والمسؤولون ورجال الأعمال السعوديون الذين احتجزوا في فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، تعرضوا للابتزاز والإيذاء النفسي والتعذيب الجسدي خلال فترة احتجازهم. إليكم التفاصيل
حُرم المعتقلون من النوم، وضُربوا واستُجوبوا ورؤسُهم مُغطاة. حينها تم نقل 17 منهم إلى المستشفى.. أحد المحتجزين، اللواء علي القحطاني، ضابط عسكري توفي في الحجز. ولم تقدم السلطاتُ السعودية بعد تفسيراً رسمياً في القضية
من جانبه، قال آلان بندر، رجلُ أعمال كندي من أصل سعودي وله علاقات بالعائلة المالكة السعودية، لـ"NBC"، إن أحد كبار مستشاري ولي العهد، سعود القحطاني (الذي عٌزل من منصبه على خلفية مقتل خاشقجي): "تفاخر أمامي بأنه صفع وعلَق بعض المحتجزين رأساً على عقب". وبعد انتهاء حملة الاعتقال في فندق ريتز كارلتون، تم نقل معظم المُعتقلين المُتبقين إلى سجن الحير، حسب ما قاله مسؤولون أمريكيون سابقون. وأوضح المسؤولون أن بعض المحتجزين السابقين وضعوا رهن الإقامة الجبرية في منازلهم، وتم إلزامهم بارتداء أطواق مراقبة إلكترونية في كواحل أقدامهم، أو منعهم من السفر إلى خارج البلاد. أما الحكومة السعودية فصورت حملةَ القمع باعتبارها محاولةً ناجحةً لتطهير الفساد. وقالت في يناير الماضي إن الحكومةَ حصلت على 106 ملياراتِ دولارٍ من المحتجزين في "تسويات" مالية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image