أكثر من 9 بلايين طن من البلاستيك جرى تصنيعها عالمياً منذ بدء استخدامه تجارياً في ثلاثينيات القرن الماضي حتى نهاية 2017. تحول نحو 7 بلايين طن منها إلى نفايات بلاستيكية. وتكمن خطورة البلاستيك في مقاومته للتحلل مما يجعله يتراكم في الطبيعة من حولنا عاماً بعد عام. يعرف طريقه للبحار والمحيطات مهدداً حياة الكائنات البحرية، وتعرف ذراته الدقيقة طريقها لأجسادنا عبر تناول الأسماك أو استنشاق الذرات العالقة في الهواء. ويخوض العالم حرباً ضد البلاستيك في محاولة لتحجيم أضراره، وكان عنوان يوم البيئة العالمي في يونيو الماضي "التغلب على التلوث البلاستيكي".
سألنا شباب ما هو "التلوث البلاستيكي" في محاولة للوقوف على مدى الوعي لديهم بهذه المشكلة العالمية، وما هي الخطوات التي اتخذوها لمواجهته. "أعرف أن البلاستيك مادة مضرة بالصحة، قرأت مرة عن ذلك أو ربما هو عنصر تعلمناه في المدرسة، لكن في الحقيقة لا أفعل شيئاً بخصوص ذلك. أعيد استخدام زجاجات المياه المعدنية في حفظ المياه والعصائر مثل الكثيرين، وأستخدم أدوات بلاستيكية بدون ترقيم يشير إلى مدى جودتها، أفعل ذلك من قبيل العادة، وفي ظل زحمة اليوم لا يكون لدي الكثير من الوقت للتفكير في توفير بدائل. وإجابة على سؤالك لا أعرف ما هو مصير البلاستيك الذي نستخدمه ونتخلص منه في سلة المهملات."رضوى محمد، مهندسة.
لا يعرف الكثيرون كذلك أن أكياس البلاستيك تحتاج إلى ما بين 500 وألف عام لتتحلل، وأن نسبة كبيرة منها تتسرب إلى البحار والمحيطات. بلغت 150 مليون طن عام 2015 وتدخل السلسلة الغذائية للإنسان عبر المأكولات البحرية.
أعرف أن البلاستيك مادة مضرة بالصحة، قرأت مرة عن ذلك أو ربما هو عنصر تعلمناه في المدرسة، لكن في الحقيقة لا أفعل شيئاً بخصوص ذلك.
أحاول بقدر الإمكان أن أتجنب البلاستيك لكنه يطاردني في كل مكان مع عدم توافر بدائل له في كثير من الأحيان."بدأت منذ عدة سنوات أقرأ عن أنواع البلاستيك وتسببه بشكل كبير في الإصابة بالسرطان، توقفت من وقتها عن إعادة استعمال الزجاجات أحادية الاستخدام، وأصبحت أنصح الجميع بذلك. ولم أعد أبتاع أي علب بلاستيكية إلا المكتوب عليها رقم 5. وأصبحت أتجنب شراء الفول من المطاعم لأنه يعبأ ساخناً في أكياس بلاستيكية ويتفاعل معها مما يشكل خطورة كبيرة. كما مررت بتجربة خلال زيارة لألمانيا كانت فارقة بالنسبة لي في هذا الموضوع، حيث ذهبت إلى سوبر ماركت وفوجئت بأن علي دفع ثمن أي كيس بلاستيكي أّخذه لوضع المشتريات وعرفت وقتها أن أغلب الأشخاص يحضرون معهم حقيبة من القماش لوضع المشتريات وأن هذا الإجراء متبع في محاولة لتقليل عدد الأكياس التي يستخدمها الأشخاص، أحاول بقدر الإمكان أن أتجنب البلاستيك لكنه يطاردني في كل مكان مع عدم توافر بدائل له في كثير من الأحيان." رحاب لؤي، صحفية.
ويتم شراء مليون زجاجة مياه شرب بلاستيكية كل دقيقة في مختلف أنحاء العالم، ويُستخدم سنوياً تريليون كيس بلاستيك غير قابل للاستخدام سوى مرة واحدة بحسب إحصاء نشره موقع الأمم المتحدة.
من المتوقع أن يتجاوز وزن النفايات البلاستيكية وزن الأسماك في البحر بحلول 2050"حل مشكلة التلوث البلاستيكي يحتاج إلى مبادرات تسعى لخلق بدائل، ولهذا فكرت في عمل مبادرة للتوعية بعنوان "زيرو ويست" تعتمد على 3 مسارات، الأول هو تقليل استخدامنا للبلاستيك عن طريق استبداله ببدائل أخرى كالزجاج أو الورق، والثاني هو إعادة استخدام المواد البلاستيكية فيمكن أن نبتكر استخدامات جديدة لزجاجات المياه البلاستيكية بعد استعمالها عوضاً عن إلقائها في المخلفات، والمسار الثالث هو إعادة التصنيع. وهناك مبادرات وشركات مختلفة تعمل على جمع المخلفات من الأشخاص ومن الشواطىء وتوصيلها لشركات إعادة التصنيع. حين يعرف الأشخاص الضرر الذي سيقع عليهم جراء استخدام البلاستيك ربما يحدث تغيير." ريهام رفعت، أخصائية تقييم أثر بيئي. ويتشكل سنوياً في البحار 5 تريليونات من الجزيئات البلاستيكية الدقيقة وتعرف بـ"الميكروبلاستيك". تزن نحو 250 ألف طن. وتدخل في أجسام العوالق والقريدس والحيتان والطيور، وتصل في النهاية للإنسان.
"نحن شركة اجتماعية هدفها خلق بدائل للبلاستيك والتوعية بأضراره، ونعتمد على الفنون والألعاب للتوعية عن طريق جمع مخلفات البلاستيك وتحويلها إلى مجسمات فنية تظل في المكان لتذكر الناس بأضرار البلاستيك، كما نعمل على توعية المحلات التجارية لتقليل استخدام الأكياس البلاستيكية وحققنا نجاحات وبدأت بعض المتاجر تستخدم الأكياس الورقية، ونأمل أن تصدر الحكومات قرارات بالوقف الجزئي لاستخدام البلاستيك لحين خلق بدائل ومنعه نهائياً. "شادي عبد الله، شريك مؤسس في جرينيش.
لا يعرف الكثيرون أن أكياس البلاستيك تحتاج إلى ما بين 500 وألف عام لتتحللوهناك أكثر من 40 دولة حظرت استخدام الأكياس البلاستيكية كلياً أو جزئياً منها الصين وفرنسا وكينيا والسودان. "تطوعت في عدة حملات لجمع المخلفات من الشواطىء وكنا نقوم بتوعية سكان المكان بخطر البلاستيك وتراكمه في الطبيعة وانتهائه في البحار مما يؤدي لنفوق الأسماك والسلاحف ويهدد حياة الشعاب المرجانية. وهناك صور مؤلمة انتشرت لهذه المآسي التي تتعرض لها الكائنات البحرية. وهناك غواصون يقومون بجمع البلاستيك من الأعماق لكن هذه الجهود ليست حلولاً جذرية ولن تنتهي هذه المشكلة إلا بالتوقف عن استخدام البلاستيك. "ندى أحمد، مُدربة مسرح تفاعلي.
ومن المتوقع أن يتجاوز وزن النفايات البلاستيكية وزن الأسماك في البحر بحلول 2050، إذ تقدر الكمية التي تتسرب للمسطحات المائية سنوياً بنحو 13 مليون طن.
"أسسنا موقعاً إلكترونياً لمقايضة المخلفات غير العضوية بسلع غذائية ومنتجات، إذ يدخل العميل للموقع ويسجل كمية المخلفات الموجودة لديه كالبلاستيك أو الزجاج أو الورق بشرط فصلها وعدم احتوائها على أي مخلفات عضوية ويحولها السيستم إلى نقاط في رصيده يمكن استبدالها بما يشاء من السلع كالزيت أو السكر أو كروت الشحن أو الأقلام والدفاتر وغيره، ويتم توصيلها إليه في منزله، تذهب هذه المخلفات إلى مصانع إعادة التدوير، ودورنا هو وسيط بين المستهلك وبين المصانع.
كما نقوم بدور توعوي للأفراد لفصل المخلفات من المنبع في محاولة لمساعدة البيئة وتحفيز الأشخاص للقيام بذلك عن طريق السلع التي نقدمها لهم." علاء عفيفي، المدير التنفيذي لشركة بيكيا.
الحفاظ على الأرض من التلوث البلاستيكي غاية يجب أن يسعى إليها الجميع، أفراداً وحكومات، وإذا لم نستطع إعادة استخدام البلاستيك فعلينا أن نرفض استخدامه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 5 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...