بملامحَ أفريقيةٍ جميلة، ورداءٍ ذهبيّ اللون متناسقٍ مع سُمرةِ بشرتها، وقفت فتاةٌ في وضعٍ فني يحيط بها الرقمُ 40، هذا هو الإعلانُ الدعائيُّ الرسمي لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين. تنطلق فعالياتُ المهرجان يوم 20 نوفمبر وتستمر 9 أيامٍ، وسيكون حفل الافتتاح بعرض الفيلم الأمريكي "جرين بوك"، بطولة فيجو مورتنسين، ماهرشالا علي، وليندا كارديليني، وإخراج بيتر فاريلي، وهو أحدُ الأفلام المتنافسة على جوائز أوسكار التي تُعلن مطلع العام القادم. تدور أحداث الفيلم في ستينيات القرن العشرين إبان التفرقة العنصرية في الولايات المتحدة، ويروي قصةَ سائقٍ من أصل إيطالي له ميولٌ عنصرية كُلّف باصطحاب عازف بيانو أسمر البشرة في جولة بولايات الجنوب الأمريكي الأكثر عنصرية . وبحسب ما قاله يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان لوكالة رويترز فإن مخرج الفيلم بيتر فاريلي، المعروفَ عالمياً بتقديم أفلام كوميدية خفيفة بمشاركة شقيقه بوبي فاريلي، يظهر في الفيلم بمستوىً لم يظهر به من قبل، فيقدم فيلماً بالغَ الإتقان يطرح موضوعاً مهماً، دون أن يفقد خفةَ ظله وقدرتَه على الإمتاع من أول مشهدٍ حتى آخرِ لحظة في الفيلم. وبحسب بيان محمد حفظي رئيس المهرجان فإن هذه الدورة ستعمل على توفير كل الظروف الملائمة ليكون عرضُ الفيلم ليلة الافتتاح في المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية لائقاً بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وبأهمية الفيلم الذي وضعه أغلب النقاد العالميين ضمنَ الأفلام الأهم هذا العام. وأعلن المهرجان أن دورتَه الجديدة ستشملُ أقساماً وجوائز جديدة، كما ستعرض عدداً من الأفلام المصرية داخل المنافسة وخارجها بعد أن غابت السينما المصرية عن مسابقات العام الماضي. أما فيما يتعلق بالمسابقات فستضم المسابقة الرسمية للمهرجان 16 فيلماً، تمثل مصرَ وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والمجر وسلوفينيا والنرويج وبريطانيا وفيتنام وقازاخستان وكولومبيا وأوروجواي. وسيمثّل مصرَ في المسابقة الرسمية فيلمُ "ليل خارجي" للمخرج أحمد عبد الله السيد من بطولة أحمد مالك وأحمد مجدي وكريم قاسم ومنى هلا. وتشمل بقية مسابقات المهرجان آفاقَ السينما العربية وتضم ثمانية أفلامٍ، وأسبوعَ النقاد الدولي وتضم سبعة أفلامٍ، وسينما الغد للأفلام القصيرة متضمنةً 22 فيلماً.

مهرجان القاهرة السينمائي ينطلق يوم 20 نوفمبر ويستمر 9 أيامٍ، ويضيف هذا العام جائزتين مُقَدمتين من الشركاتِ الراعية للمهرجان، هما جائزةُ أفضل فيلمٍ عربي وقيمتها 15 ألفَ دولار، وجائزةُ اختيار الجمهور لأفضل فيلم من بين أفلام المسابقة الرسمية وقيمتها 20 ألفَ دولار

"انتظروا دورةً مميزة من مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام، هذا هو فقط ما يمكنني أن أعدَكم به" جملةٌ قصيرة قالها محمد حفظي رئيسُ المهرجان. فهل يستطيع مهرجان القاهرة منافسةَ مهرجاناتٍ فتيةً ظهرت حديثاً مثل مهرجان الجونة الذي خطف الأضواءَ في ظرفٍ وجيز؟ 

عروض منتصف الليل 

وبحسب محمد حفظي فإن المهرجان استحدث هذا العام إلى جانب المسابقة الرسمية والأقسام الثابتة قسمَ عروض منتصف الليل الذي يضم سبعةَ أفلامٍ لهواة الرعب والإثارة. وستعرض هذه الأفلام يومياً في حفلة منتصف الليل بسينما الزمالك، وهي سينما حديثة نسبياً تعرض أفلاماً ذات قيمة فنية عالية بعيداً عن عرض الأفلام التجارية، ومن بين الأفلام المنتقاة في هذا القسم الفيلم الأمريكي "ديستروير" الذي تؤدي بطولته نيكول كيدمان، ومن إخراج كارين كوساما. أيضاً استحدث المهرجان ملتقى أيام القاهرة لصناعة السينما، وهو ملتقى فني يشمل ورشَ عملٍ وتدريب وندوات لخبراء ومتخصصين بصناعة السينما، ومن بين المشاركين فيه كاتبة السيناريو الأمريكية كلير داونز والمنتجة الهولندية أرانكا ماتيتس.

وللمخرجات نصيب

وفيما يمكن اعتباره احتفاءاً بالمرأة وتقديراً لدورها في صناعة السينما، خصص المهرجان هذا العام قسماً بعنوان تحية إلى مخرجات عربيات، ستعرض خلاله تسعةُ أفلامٍ لمخرجات من مصر والسعودية والإمارات وفلسطين وتونس والجزائر وسوريا. كما أضاف القاهرة السينمائي الدولي هذا العام جائزتين مُقَدمتين من الشركاتِ الراعية للمهرجان، هما جائزةُ أفضل فيلم عربي وقيمتها 15 ألفَ دولار، وجائزةُ اختيار الجمهور لأفضل فيلم من بين أفلام المسابقة الرسمية وقيمتها 20 ألفَ دولار. كما ستشمل البانوراما الدولية 65 فيلماً، أما بانوراما السينما المصرية فستضم خمسةَ أفلامٍ من إنتاج عامي 2017 و2018، بينما سيضم قسم العروض الخاصة ثمانيةَ أفلام. ويكرّم المهرجان في دورته الأربعين الممثلَ المصري حسن حسني والممثل البريطاني ريف فاينز بمنحهما جائزة فاتن حمامة التقديرية، فيما يُكرَّم الموسيقار المصري هشام نزيه بمنحه جائزة فاتن حمامة للتميّز. وتحلُّ السينما الروسية ضيفَ شرف الدورة الأربعين للمهرجان. ويعرض المهرجان بهذه المناسبة تسعةَ أفلامٍ تحت عنوان أضواء على السينما الروسية الجديدة، إضافة إلى إقامة ندوةٍ عن السينما الروسية. "انتظروا دورةً مميزة من مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام، هذا هو فقط ما يمكنني أن أعدَكم به" جملةٌ قصيرة قالها محمد حفظي رئيسُ المهرجان لرصيف22. فهل يستطيع مهرجان القاهرة منافسةَ مهرجاناتٍ فتيةً ظهرت حديثاً مثل مهرجان الجونة الذي خطف الأضواءَ في ظرفٍ وجيز؟