ست سنوات مرت على آخر زائر تجول في ردهات متحف دمشق الأثري، الذي أغلقت أبوابه بسبب اشتداد القتال، وها هو اليوم من جديد يشرّع أبوابه للزوار وعلماء الآثار والباحثين، وكأنه يوقِّعُ انتصاراً صغيراً على بشاعة الحرب.
وكان لافتاً حفل افتتاح المتحف، الأحد 28 أكتوبر، بحضور ممثلي منظمات إقليمية ودولية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها توحي باستعادة بعض الاستقرار والحياة الثقافية في سوريا بعد سنوات من الحرب الدامية. تزامن ذلك مع استعادة قوات الجيش النظامي السيطرة على المناطق المحيطة بدمشق، والتي سقطت في أيدي جماعات المعارضة المسلحة في السابق.
أُغلق متحف دمشق في عام 2012 للحفاظ على مقتنياته الثمينة، متمثلةً في آثار تليدة وقطع أثرية من حضارات متنوعة، ونُقل بعضها خارج المتحف وخُزنت أخرى حفاظاً عليها، بعد تكرار عمليات النهب والتخريب للعديد من المواقع الأثرية.
وبحسب ما نشرته وكالة رويترز، افتتحت وزارة الثقافة قسماً جديداً بالمتحف يحوي قطعاً ثمينة، في حين قالت الوكالة السورية للأنباء إن المتحف يعد عميد المتاحف السورية وواحداً من أهم المتاحف العربية بأقسامه وحدائقه الشاسعة، كما أنه مرجع توثيقي وتاريخي وحضاري مهم لا في الشرق الأوسط فحسب بل أيضاً في العالم.
ونقلت الوكالة عن نظير عوض، أمين شؤون المتاحف، أن السلطات السورية اتخذت عدة إجراءات ليعود المتحف إلى مكانته بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي فتمت طباعة دليل للمتحف وإقامة معرض مستمر على سوره.
وتروي مقتنيات المتحف تاريخ الحضارة السورية العريقة من عصور ما قبل التاريخ إلى العصر الحديدي والبرونزي والحقبة الرومانية والعصور الوسطى ثم العصر الإسلامي فالعثماني ويضم آثار الشرق القديم.
وكان لطلاب قسم الآثار بجامعة دمشق بصمتهم في إعادة فتح المتحف إذ نظفوا ردهاته وأتموا عمليات التوثيق ووضعوا القطع في أماكنها وفتحوا قاعات العرض.
ووصف وزير الثقافة السوري محمد الأحمد المتحف الوطني بدمشق بأنه "أحد أكبر وأهم متاحف العالم، إنه يحوي مقتنيات تمثل عُصارة جهد السوريين وتوثق حضارتهم"، مضيفاً أن الوزارة على استعداد لمواصلة استقدام البعثات الأثرية لمتابعة البحث والتنقيب بالمواقع الأثرية.
متحف دمشق يوقِع انتصاراً صغيراً على الحرب بفتح أبوابه من جديد
وأقيمت بالتزامن مع افتتاح المتحف ندوة عنوانها: واقع المتاحف السورية ودورها في تعزيز الانتماء الوطني، تضمنت محاضرات عن التراث الأثري السوري في ظل الحرب وتجربة تقييم الأضرار في حلب القديمة باستخدام التقنيات الحديثة وإستراتيجيات حماية المتاحف ودور المتاحف في بناء مجتمعات ما بعد الحرب من خلال التربية.
ويرجع تاريخ تأسيس متحف دمشق إلى مطلع القرن العشرين وكان في موقع آخر إلا أنه انتقل لموقعه الحالي المطل على نهر بردى في العام 1936 وأضيفت إليه بعض الأجنحة والقاعات لاحقاً. ويضم المتحف أقساماً للحضارات المختلفة، وتمنح حدائقه الغناء المُزدانة بالتماثيل إطلالة فريدة لزواره.
https://youtu.be/MZagxUPG_hQ?t=1رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ يومحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ يومينمقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أياممقال جيد جدا
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحب نفسك ولا تكره الاخر ولا تدخل في شؤونه الخاصة. سيمون
Ayman Badawy -
منذ أسبوعخليك في نفسك وملكش دعوه بحريه الاخرين