شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ادعم/ ي الصحافة الحرّة!
هل كان الحريري محتجزاً في الرياض؟ 

هل كان الحريري محتجزاً في الرياض؟ 

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الثلاثاء 23 أكتوبر 201807:43 م
مجدداً تطفو إلى السطح قصة "احتجاز" رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض في نهاية أكتوبر 2017، طوال أسابيع، وهي واقعة تحدث عنها الرئيس الفرنسي وأنكرها الحريري في حوار تلفزيوني بُثّ من الرياض حينذاك. ففي غمار قضية خاشقجي كشفت وكالة "رويترز" مساء الاثنين أن المستشار المُقال للعاهل السعودي المكلف بشؤون الأمن الإلكتروني، سعود القحطاني، قام بدور محوري في احتجاز سعد الحريري، العام الماضي. قالت الرواية السعودية الرسمية العام الماضي إن الحريري (الذي يحمل الجنسية السعودية إلى جانب اللبنانية والفرنسية) موجود في الرياض باختياره زاعمةً أنه يرفض العودة إلى لبنان احتجاجًا على حزب الله. ومن الرياض، أعلن سعد الحريري، في 4 نوفمبر الماضي، استقالته من منصبه، بشكل مفاجئ بعيداً عن وطنه الأم، مبرراً ذلك بوجود خطر على حياته وتدخل إيران، من خلال "حزب الله" اللبناني، في شؤون بلاده. أمس، وفي ما كان العالم ينتظر ما ستعلنه العواصم العالمية بشأن العثور على جثة خاشقجي، خرجت "رويترز" (التي اختارتها السعودية منذ أيام لسرد الرواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي وتسريب معلومات جديدة) بمفاجأة جديدة تقول إن الحريري تعرض خلال وجوده في السعودية العام الماضي "للإهانات اللفظية والضرب". ونقلت الوكالة عن 8 مصادر دبلوماسية مطلعة من السعودية ودول عربية أخرى وعدد من البلدان الغربية أن عملية استجواب الحريري أدارها القحطاني، الرجل المقرب من ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان. تفاصيل خطيرة ذكرتها رويترز عما حدث قبل سنة في الرياض لسعد الحريري، مؤكدةً أن "القحطاني استقبل الحريري في غرفة وأمر فريقه بضربه ووجّه إليه شتائم، وأرغمه على الاستقالة من الرياض، وأشرف على استجوابه وإهانته".

رواية رويترز ورواية ماكرون ورواية مذيعة

طوال سنة بقيت طي الكتمان حيثيات بقاء الحريري في الرياض "رافضاً" العودة إلى بيروت، وها أنها تثار من جديد في خضم قضية خاشقجي وإيقاف القحطاني. لكن ما تذكره رويترز اليوم له جذور تعود إلى شهر أيار الماضي، حين أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة مع قناة "بي أف أم تي في" الفرنسية وللمرة الأولى ما حدث للحريري في أكتوبرـ نوفمبر 2017 "أذكر... رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري تم التحفظ عليه في السعودية لأسابيع عدة". بل ذهب ماكرون يومذاك إلى حد القول إنه لولاه لاندلعت حرب في لبنان لأنه كان وراء إقناع ولي العهد السعودي بإعادة الحريري إلى لبنان "لو لم يكن صوت فرنسا مسموعاً لاندلعت الحرب في لبنان". يومذاك، أكد ماكرون ما كان يروج في بيروت عن احتجاز رئيس الوزراء اللبناني بالقوة على يد السلطات السعودية. علماً أن المصادر اللبنانية تحدثت عقب احتجاز الحريري عن أن القصة بدأت يوم الاثنين 30 أكتوبر عندما سافر الحريري إلى السعودية لعقد اجتماع شخصي مع الأمير محمد بن سلمان.
في غمار قضية خاشقجي كشفت وكالة "رويترز" مساء الاثنين أن المستشار المُقال للعاهل السعودي المكلف بشؤون الأمن الإلكتروني، سعود القحطاني، قام بدور محوري في احتجاز سعد الحريري، العام الماضي.
تفاصيل خطيرة ذكرتها رويترز عما حدث قبل سنة في الرياض لسعد الحريري، مؤكدةً أن "القحطاني استقبل الحريري في غرفة وأمر فريقه بضربه ووجّه إليه شتائم، وأرغمه على الاستقالة من الرياض، وأشرف على استجوابه وإهانته".
تصريحات ماكرون نفتها وزارة الخارجية السعودية معلنةً في بيان في 30 مايو الماضي "ما ذكره الرئيس الفرنسي بأن المملكة احتجزت رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري هو كلام غير صحيح… المملكة كانت ولا تزال تدعم استقرار وأمن لبنان وتدعم دولة الرئيس الحريري بكافة الوسائل". رواية رويترز وتصريح ماكرون يتطابقان مع ما قالته المذيعة اللبنانية بولا يعقوبيان في 7 أكتوبر، بعد أيام على اختفاء خاشقجي، في حوار تلفزيوني حين اعترفت لأول مرة أن الحريري كان بالفعل محتجزاً العام الماضي في الرياض. المذيعة بولا التي أصبحت قبل أشهر نائباً في البرلمان كانت الصحفية الوحيدة التي ذهبت لتحاور الحريري في الرياض بعد أن أعلن استقالته من هناك، صرحت في أكتوبر: "وُجّهت إهانات إلى الرئيس الحريري في السعودية وربما مسائل أخرى لا أعرفها، ومن دون دليل أو مستند أقول نعم كان محتجزاً. وأضافت: "كل شيء كان مدبراً بطريقة لا تشعر بأن هناك أمراً ما... يبدو أنه بالفعل وجهت إليه إهانات، لكنني لا أعلم ما مداها… سمعنا عن مسائل أخرى أيضاً، لكني لا أعلم كم كانت دقيقة". وتابعت يعقوبيان: "كان واضحاً أن الحريري كان متعباً ومضغوطاً، وكان واضحاً من المقابلة أنه لم يكن يريد الاستقالة، كما أن كلامه عن حزب الله وايران في بيان الاستقالة كان مختلفاً كلياً عن المقابلة، كان واضحاً أن شيئاً ما خارجاً عن إرادته يحصل".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard