شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
رويترز تكشف معالم جريمة قتل خاشقجي نقلاً عن مصدر سعودي: قتلوه والطبيقي أخفى معالم الجريمة ثم أعدوا تقريراً مضلّلاً للرياض

رويترز تكشف معالم جريمة قتل خاشقجي نقلاً عن مصدر سعودي: قتلوه والطبيقي أخفى معالم الجريمة ثم أعدوا تقريراً مضلّلاً للرياض

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأحد 21 أكتوبر 201812:22 م
طبيبُ التشريح صلاح الطبيقي حاول إخفاءَ آثار جريمة قتل الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، هذا ما أعلنته رويترز عن مصدر سعودي صباح الأحد. وذكر المصدرُ أن خاشقجي توفي نتيجة محاولة الفريق السعودي الذي أُرسل إلى إسطنبول لإحضاره إسكاتَه حين شرع يصرخ. وقال المصدر إن الفريق الذي نفذ عمليةَ قتل خاشقجي أعد "تقريراً مضللاً" قال فيه إنه سمح لخاشقجي بمغادرة القنصلية. وتم ذلك بعد أن قام أحد أعضاء الفريق بارتداء ملابس جمال خاشقجي ونظارته بعد قتله. وذكر المصدر أن أعضاء الفريق لفَّوا جثةَ خاشقجي في سجادة ووضعوها بسيارة القنصلية وسلموها "لمتعاونٍ محلي" لم تكشف هويته، مقيم في إسطنبول "للتخلص منها". وقال المصدر إن ضابطَ الاستخبارات المقرّب من ولي العهد محمد بن سلمان، ماهر المطرب تحدث مع خاشقجي في القنصلية وطلب منه العودة إلى السعودية ثم هدده بالتخدير والخطف إن لم يقبل العودة معهم. أضاف أن الهدف من تلك العملية كان "إقناع خاشقجي بالعودة".  وشرح المصدر السعودي أن أحمد العسيري شكّلَ فريقاً من 15 شخصاً للقاء خاشقجي في إسطنبول. وكشف عن خططٍ أُعدت في الرياض لإعادة معارضين في الخارج إلى السعودية، إحدى هذه الخطط كانت تتعلق بجمال خاشقجي. وذكر المصدر أن الفريقَ السعودي قال للرياض إنه "اضطر للعودة بسرعة إلى الرياض بعد أن أخلَوا سبيل خاشقجي". وبحسب المصدر ذاته فإن الرياض "تحقق الآن مع 15 شخصاً شكلوا فريقَ التنفيذ الذي أرسل إلى الرياض بالإضافة إلى ثلاثة آخرين تعاونوا معهم". المصدر ذاته ذكر أن نائبَ رئيس الاستخبارات السعودية، اللواء أحمد عسيري،  شكّل الفريق الذي أرسل إلى إسطنبول، وأنه طلب من المستشار في الديوان الملكي، سعود القحطاني، أن يُلحق بالفريق شخصاً يكون على معرفةٍ شخصية بخاشقجي، بناءً على ذلك تم إرسال الضابط المطرب الذي كان على معرفة بخاشقجي وعملَ معه في لندن.

من الإنكار…إلى الإقرار

تفاصيلُ الجريمة ومحاولاتُ طمسها بإخفاء جثة خاشقجي التي لا تزال مجهولةَ المصير إلى حدّ كتابة هذه الأسطر، ويسردُها "مصدرٌ سعودي" لم تكشف رويترز هويتَه، تأتي بعد يومٍ واحدٍ من إعلان الرياض "وفاة المواطن خاشقجي في شجارٍ بالأيدي”، دون إقرارٍ بقتله ولا استخدام كلمة “قتل” في جميع البيانات الرسمية الصادرة فجر السبت ولا كشفٍ لملابسات عملية قتله. ويأتي هذا الإفصاحُ بعد ساعاتٍ على إعلان ترامب مساء السبت أنه "غيرُ راضٍ" عن الرواية السعودية بشأن مقتل خاشقجي، متراجعاً عن تصريحه الأول الذي أعقب الإعلانَ عن وفاة جمال "في عراك بالأيدي" بأنه "يصدق الروايةَ السعودية". وفي مقابلةٍ عبر الهاتف مع صحيفة واشنطن بوست، قال ترامب: "من الواضح أنه كان هناك خداعٌ، وكانت هناك أكاذيب" مضيفا أنه لم يخبره أي شخص من السعودية أنه هو المسؤول، كما لم يقل أي منهم إنه غير مسؤول. يوم السبت توالت تعليقاتُ العواصم الغربية والمنظماتُ الدولية على إعلان الرياض وفاةَ الكاتب السعودي في "شجار داخل القنصلية"، وكان التكذيب يسود تلك التعليقاتِ باستثناء حلفاء السعودية العرب وبعض المنظمات الموالية لها مثل منظمة التعاون الإسلامي. أولُ المكذبين كانت المستشارةُ الألمانية أنغيلا ميركل التي رفضت الرواية السعودية لمقتل خاشقجي وقالت إن "الأحداث المروعة التي تحيط بمقتله هي تحذيرٌ من أن الحريات الديمقراطية أصبحت محلَّ الهجوم". وجاء إعلان ميركل متفقاً مع بيانٍ مشترك لها ولوزير خارجيتها هايكو ماس قالا فيه "ننتظر من السعودية ممارسةَ الشفافية في ملابسات مقتل الصحفي وخلفياته.. يجب محاسبة المسؤولين عن الواقعة، والبيانات التي صدرت.. ليست كافية". ثم توالى سيلُ التعليقات المشككة في الرواية السعودية، فمن باريس أعلن وزيرُ الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان: باريس تطالب بإجراء تحقيقٍ وافٍ في القضية ومحاسبةِ المسؤولين عن القتل. من جانبه قال وزير الخارجية البلجيكي ديدي رايندرس إن على السعودية كشفَ الحقيقة واتخاذ ما يلزم من إجراءاتٍ لضمان عدم تكرار هذا الحادث. وذكرت وزيرةُ الخارجية الكندية كريستيا فريلاند أن الروايةَ السعودية "تفتقر إلى الاتساق والمصداقية...نكرر دعوتنا إلى إجراء تحقيقٍ شامل بالتعاون الكامل مع السلطات التركية.. يجب محاسبة المسؤولين عن القتل".  

المنشار

دبّ الرعبُ في صفوف الآلاف من المتابعين لقضية خاشقجي على امتداد عشرين يوماً. جثةٌ مفقودة، إخفاءُ مصير الرجل، حديثٌ عن تسجيلات تركية تمتلكها أنقرة لمعالم الجريمة وفيها حديثٌ عن استخدام الطبيب الشرعي صلاح الطبيقي منشاراً لتقطيع جثة الراحل خاشقجي. كان الحذرُ يقود الصحافيين حول العالم إلى عدم تداول هذه الرواية، بانتظار إعلان رسمي لمآل جثة الراحل، واحتراماً لمشاعر عائلته التي كانت تنتظر معرفة مصيره: هو حيٌّ أم ميت؟ مختطفٌ أم مقتول؟ لكن لماذا حمل الفريق السعودي طبيباً شرعياً معه إلى إسطنبول إن كان فقط ينوي "إقناع خاشقجي بالعودة إلى الرياض"؟  جوابُ الرياض اليوم الذي يقرّ بأن هذا الطبيب أخفى معالمَ الجريمة، يدفع بنا بقوة الآن إلى التساؤل بشأن "المنشار". هل كان معه منشارٌ حقاً؟ ماذا فعلوا بجثة خاشقجي؟ نيويورك تايمز نشرت مساء السبت، قبل إعلان رويترز تفاصيلَ الجريمة على لسان المصدر السعودي مجهولِ الهوية، تقريراً تساءلت فيه عن ذلك المنشار. هل هو موجود فعلاً؟ مسؤولٌ سعودي فسر للصحيفة  سببَ وجود طبيب شرعي ضمن طاقم التحقيق مع خاشقجي، ‏نافياً وجود المنشار، وقال إن "وجوده كان لتغطية آثار العملية إذا لم تتم بالشكل المطلوب، كإخفاء البصمات مثلاً".
طبيب التشريح صلاح الطبيقي حاول إخفاء آثار جريمة قتل الكاتب والصحفي السعودي جمال خاشقجي، هذا ما أعلنته رويترز عن مصدر سعودي صباح الأحد. وذكر المصدر أن خاشقجي توفي نتيجة محاولة الفريق السعودي الذي أرسل إلى إسطنبول لإحضاره إسكاته حين شرع يصرخ.
المصدر السعودي لرويترز: أحمد العسيري شكّل فريقاً من 15 شخصاً للقاء خاشقجي في إسطنبول. وكشف عن خططٍ أُعدت في الرياض لإعادة معارضين في الخارج إلى السعودية، إحدى هذه الخطط كانت تتعلق بجمال خاشقجي.

أين الجثة؟

بعد عشرين يوماً على مقتله، وتحت ضغوطٍ دولية كبيرة متزايدة، تحولت السعودية من إنكار معرفتها بمصير خاشقجي (ولي العهد محمد بن سلمان قال في 3 أكتوبر إن خاشقجي غادر القنصلية) إلى إعلان "وفاته في شجار بالأيدي" ثم تساقطت الاعترافاتُ صباح الأحد بالحديث عن "محاولة إخفاء الفريق المنفذ للعملية آثارَ الجريمة". لكن دون جثة لا يمكن معرفةُ: كيف قُتل جمال خاشقجي. رحل جمال خاشقجي... هذه باتت حقيقةً، لكن كيف رحل؟ وأين جثته؟ لا أحد يكشف حتى الآن الحقيقةَ كاملةً. بقي لنا شخصٌ مجهولٌ تتحدث عنه الرياض: متعاونٌ محلي (تركي)، مرة تقول إنه سائقٌ ومرة تقول إنه متعاونٌ دون إفصاح عن وظيفته…ربما هو الحلقة المفقودة في هذه الجريمة، فهل يعثر عليه فريقُ التحقيق التركي؟ ومتى تفصحُ أنقرة عن التسجيلات التي كثُر الحديثُ عنها على مدار 20 يوماً؟ هل كانت تركيا تتجسس على القنصلية؟ ولهذا الكشفُ عن تسجيلاتها يحرجها، لأنها خرقتِ القانونَ الدولي والأعرافَ الدبلوماسية؟ أسئلةٌ كثيرة تبقى إلى حدِّ هذه الساعة دون أجوبة. 

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image