تماهياً مع قرار ترامب إعلان القدس عاصمة إسرائيل، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الثلاثاء 16 أكتوبر، أن بلاده "منفتحة تجاه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها من تل أبيب إليها". وعلى غرار قرار ترامب في ديسمبر2017 نقل السفارة الأمريكية والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قد تغيّر هذه الخطوة سياسة أستراليا الخارجية المتبعة منذ عقود، وتؤجج التوترات مع بعض حلفاء أستراليا وجيرانها، منهم إندونيسيا التي تربطها بها علاقات تجارية وطيدة. يقول مراقبون إن موريسون لا يزال متردداً في تنفيذ قرار نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، لا سيما أنه أعلن أنه يريد مشاورة حلفائه قبل اتخاذ هذه الخطوة. واتهمت عدة أوساط داخلية وخارجية موريسون بأنه يخالف سبعين عاماً من السياسة الخارجية الأسترالية الهادئة، كما نشرت وسائل إعلام أن الخطوة هذه قد تتسبب في تعليق إندونيسيا اتفاقاً تجارياً ثنائياً بين البلدين اعتراضاً على نية أستراليا نقل سفارتها. وبعد ساعات قليلة من إعلان انفتاحه على فكرة نقل السفارة، قال موريسون إنه يرغب في "استطلاع آراء" قادة المنطقة في هذه القرار "قبل أن تكون للحكومة وجهة نظر محددة حول هذه القضية". ونقل موقع فضائية الحرة الأمريكية عن مسؤولين أستراليين قولهم إن قرار نقل السفارة الأسترالية إلى القدس كان مطروحاً قبل عدة أشهر. ويتزامن حديث موريسون مع اختبار مهم بانتظاره، إذ يأتي قبل أيام قليلة من انتخابات تشريعية فرعية في دائرة انتخابية يهيمن عليها اليهود في سيدني. وتشير استطلاعات الرأي إلى تراجع مرشح الحزب الليبرالي الذي ينتمي إليه موريسون سفير أستراليا السابق في إسرائيل.

ترحيب إسرائيلي واعتراض فلسطيني

وكان متوقعاً أن ترحب إسرائيل بحديث موريسون، إذ كتب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على حسابه الرسمي في تويتر: "أبلغني (في إشارة إلى رئيس الوزراء الأسترالي) أنه يفكر في الاعتراف رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأسترالية إلى القدس. أنا ممتن جداً له على ذلك". وتعليقاً على إعلان موريسون، قال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي الذي يقوم بزيارة رسمية إلى جاكرتا اليوم الثلاثاء، إن أستراليا "ستنتهك القانون الدولي" وقرارات مجلس الأمن الدولي إذا نقلت السفارة. وأضاف "أستراليا تجازف بعلاقاتها التجارية وبصفقاتها مع بقية العالم وخصوصاً مع العالم الإسلامي". وتابع "آمل أن تعيد أستراليا النظر في قرارها قبل القيام بتحرك من هذا النوع لأغراض تتعلق بالانتخابات". ونقل التلفزيون الأسترالي الحكومي "أيه بي سي" عن مسؤول في جاكرتا قوله إن اتفاقاً تجارياً مهماً بين البلدين قد يجمد. وبحسب ما نشرته وكالة رويترز، فقد أكدت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في جاكرتا، دعم إندونيسيا لحل الدولتين في صراع الشرق الأوسط، محذرةً أستراليا من المجازفة بزعزعة الأمن. وأضافت مارسودي أنها تطالب أستراليا ودولاً أخرى بدعم محادثات السلام، وعدم اتخاذ خطوات تهدد عملية السلام واستقرار الأمن العالمي. وقال موريسون للبرلمان: "سنواصل العمل بشكل وثيق وبتعاون مع حلفائنا وشركائنا في جميع أنحاء العالم حول هذه القضية".