مزعجةٌ هي مَشاهد معاناة جرحى غزة الذين بُترت أطرافهم جراء القصف الإسرائيلي، تلك المشاهد من شأنها أن ترسل رسائل "سيئة" عن سمعة إسرائيل، هذا بالضبط ما جعل السفيرة الإسرائيلية في باريس تطالب التلفزيون الفرنسي بإلغاء بث تحقيق عن هؤلاء الجرحى.
وبحسب ما كشفته مجلة "الاكسبرس" الفرنسية فإن سفيرة إسرائيل، أليزا بين نون، أرسلت خطاباً رسمياً إلى رئيسة التلفزيون الفرنسي، ديلفين أرنوت، طالبة منها عدم بث تحقيق متلفز أنجزه برنامج "أنفوييه سبيسيال" (مبعوث خاص)، عن قطاع غزة، قبل عرضه الاثنين 15 أكتوبر.
هذا التحقيق الذي يحمل عنوان "غزة.. شباب مقعدون"، يوّثق حياة فئة من شباب قطاع غزة، أغلبهم تحت الـ18 سنة تعرضوا لإصابات خطيرة، وبترت أطراف معظمهم، جراء طلقات النيران الحية من بنادق الجيش الإسرائيلي خلال "مسيرات العودة" التي جرت أيام الجمعة منذ نهاية شهر مارس.
وقالت المجلة الفرنسية إن خطاب أليزا بين نون يكشف قلقها مما وصفته بـ"التداعيات الضارة والخطيرة" لهذا التحقيق على الجالية اليهودية في فرنسا.
ووصفت السفيرة الإسرائيلية التحقيق المتلفز بأنه يقدم "وجهة نظر غير متوازنة" كما يضع "الدولة العبرية في صورة سلبية أمام الرأي العام الفرنسي".
وبررت السفيرة طلبها بمنع عرض الفيلم بأنه قد يتسبب "بمشاكل للجالية اليهودية في فرنسا" ملمحةً إلى احتمال تعرضهم لمخاطر أمنية من قبل أشخاص قد يضايقهم ما يتناوله التقرير.
وزعمت السفيرة أن التحقيق قد "يحث على الكراهية ضد إسرائيل وشعبها، ومن المحتمل أن تكون لديه تداعيات مباشرة أيضاً قد تكون جسدية على الفرنسيين المنتمين إلى الديانة اليهودية".
كذلك قالت السفيرة في خطابها إنها تحتفظ بحق الرد عقب بث الوثائقي، لكن حتى موعد عرض التحقيق بالفعل يوم أمس الاثنين لم يعلق التلفزيون الفرنسي بشأن مطالب السفيرة الإسرائيلية، بحسب "الاكسبرس".
ويذكر موقف إسرائيل من تحقيق "غزة.. شباب مقعدون" بمواقف سابقة لإسرائيل استخدمت فيها نفوذها لمنع بث تحقيقات تلفزيونية، أبرزها ما نشر عن صفقة قطرية إسرائيلية نجحت بموجبها إسرائيل في منع بث فيلم أنتجته فضائية الجزيرة القطرية حول نفوذ اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة.
وفي أغسطس الماضي، نشر موقع إذاعة مونت كارلو الدولية تقريراً مطولاً للصحافي الفرنسي آلان غريش يبيّن فيه أن وراء منع عرض الجزيرة للتحقيق صفقة عقدتها الدوحة مع "الجناح الأيمن للوبي الصهيوني" قررت من خلالها عدم بث الفيلم "مقابل توقف اللوبي عن التحريض على قطر داخل الإدارة الأميركية".
وبحسب مراقبين، أرادت قطر من إنتاج الفيلم تهديد إسرائيل بعرضه محاولة كسب ودّ واشنطن وتأييدها في الأزمة الخليجية مع عدة دول، منها الرياض وأبوظبي.
وظهرت على "يوتيوب" مقاطع فيديو من الوثائقي تم تسريبها إلى وسائل الإعلام في الأيام الأخيرة حول قصة "مندس" الذي أوكلت قناة الجزيرة اليه مهمة الدخول في أوساط الجماعات الموالية لإسرائيل في الولايات المتحدة منذ عام 2016 وتمكن من جمع معلومات مهمة.
مزعجةٌ هي مَشاهد معاناة جرحى غزة الذين بُترت أطرافهم جراء القصف الإسرائيلي، تلك المشاهد من شأنها أن ترسل رسائل "سيئة" عن سمعة إسرائيل، هذا بالضبط ما جعل السفيرة الإسرائيلية في باريس تطالب التلفزيون الفرنسي بإلغاء بث تحقيق عن هؤلاء الجرحى.
"وراء منع عرض الجزيرة للتحقيق صفقة عقدتها الدوحة مع الجناح الأيمن للوبي الصهيوني قررت من خلالها عدم بث الفيلم مقابل توقف اللوبي عن التحريض على قطر داخل الإدارة الأميركية" يقول الصحافي الفرنسي آلان غريش
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...