دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بيع أسلحةٍ أمريكية للسعودية قائلاً إنه حتى لو ثبُت أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، فإن الولاياتِ المتحدةَ "ستعاقبُ نفسَها" إذا أوقفت مبيعاتِ السلاح للمملكة. وقال الرئيسُ الأمريكي للصحافيين السبت 13 أكتوبر "إذا لم يشتروها منا (الأسلحة)، فسيشترونها من روسيا أو من الصين، فكّروا في ذلك، 110 ملياراتِ دولارٍ، كلُّ ما سيفعلونه أنهم سيعطونها لدولٍ أخرى، واعتقد أن هذه ستكون حماقةً كبرى". يأتي حديثُ الرئيس الأمريكي في وقتٍ أعلنت شركاتٌ غربية كبيرة أنها ستقاطع أحدَ المؤتمرات الاستثمارية في السعودية، إضافة إلى أن بعض تلك الشركات أوقفَ بالفعل تعاونَه مع مؤسساتٍ سعودية ومشاريعَ ضخمة كان يرعاها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على خلفية الاهتمام والقلق الدولي بشأن مصيرِ الصحافي السعودي جمال خاشقجي. لكن يبدو أن الأرباحَ الضخمةَ التي تحققها الولايات المتحدة من بيع أسلحة للسعودية ليست ضمنَ أوراق الضغط التي يرغبُ ترامب استخدامَها ضد السعودية. ففي السنوات الأخيرة أقام ترامب علاقاتٍ وثيقةً مع السعودية، لكنه يتعرض حالياً لضغوط دولية وداخلية لاتخاذ موقفٍ مما حدث لخاشقجي، ما جعله أمس يعلن أنه سيعاقبُ السعودية إذا أظهرت التحقيقاتُ أن حكومتها قتلته، بل إن نواباً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حدّ سواء طالبوا ترامب بتحرّكٍ أمريكي حازم. وقال بعضُ النواب الأمريكيين إن على واشنطن أن توقفَ مبيعاتِ الأسلحة للرياض إذ ثبتت صحةُ هذه الاتهامات، لكن ترامب يعارض هذا الأمر بشدّة. ولم تتغير علاقةُ الرئيس الأمريكي بالمملكة رغم وجود قلقٍ أمريكي متصاعد بالفعل بشأن مقتل مدنيين على أيدي التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في الحرب الأهلية باليمن. وبلغةٍ صريحةٍ قال ترامب في لقاءٍ عُقد مع صحافيين في البيت الأبيض السبت "في الحقيقة أعتقد أننا سنكون نعاقبُ أنفسنا إذا فعلنا ذلك". مضيفاً "هناك أمورٌ أخرى يمكننا أن نفعلها وهي مؤثرةٌ للغاية وقوية جداً وسنفعلها" دون أن يخوضَ في تفاصيل عن طبيعة تلك الإجراءات. ويقول مراقبون إن الإدارةَ الأمريكية الحالية نجحت في استنزاف دولٍ خليجيةٍ عدة مادياً عقبَ الأزمة الخليجية غير المسبوقة التي قاطعت فيها كلٌّ من السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر دولةَ قطر بعد اتهامها بتمويل الإرهاب وعقد علاقاتٍ مع إيران، وهو ما تنفيه الدوحةُ بشدّة. وبموجب القانون الأمريكي، يمكن للكونجرس أن يوقفَ المبيعاتِ العسكريةَ الضخمة لأيّة دولة. وتسمح عمليةُ مراجعةٍ غير رسمية لنواب بارزين باستخدام إجراءٍ يعرف "بالتعليق" لتعطيل الصفقات إذا كان لديهم مخاوفُ، كأن تكون الأسلحة التي يجري توريدها ستُستخدم في قتل مدنيين. شركاتُ الدفاع الأمريكية الكبرى، من بينها لوكهيد مارتن ورايثون من بين المستفيدين من علاقات واشنطن الوثيقة مع الرياض وسوف تتضرّرُ من وقف أيّة صفقةِ أسلحة ضخمة. كان ترامب قد أعلنَ يوم السبت أن إدارتَه فازت بطلبيةٍ قيمتها 110 ملياراتِ دولارٍ من السعودية وأن الصفقةَ مع التعهدات السعودية الأخرى بزيادة الاستثمارات في الولايات المتحدة تساوي مئاتِ آلافِ الوظائف. ومن غير الواضح ما هي الإجراءاتُ التي يمكنُ أن يتخذها ترامب ضدَّ السعودية أكبرِ مصدرٍ للنفط في العالم وأحدِ حلفائه الكبار. وتنوي إدارةُ ترامب إعادةَ فرض عقوباتٍ على صادرات النفط الإيرانية بدايةً من الخامس من نوفمبر، وحثّ ترامب السعوديةَ على زيادة إنتاجِها من الخام للمساعدة في تعويض نقصِ الإمدادات الإيرانية. وقال ترامب إنه سيتحدث على الأرجح مع العاهل السعودي الملك سلمان مطلعَ الأسبوع "لأنني أعتقد أنه من المناسب بالنسبة لي أن أسألَه عمَّا يجري". جمال خاشقجي من المنتقدين البارزين للسلطاتِ السعودية، مقيمٌ بالولايات المتحدة وكاتبُ مقالاتٍ لصحيفة واشنطن بوست. اختفى في الثاني من أكتوبر بعد دخوله القنصليةَ السعودية في إسطنبول، وتعتقد الحكومة التركية أنه قُتل داخل القنصلية ثم نُقل جثمانه. لكن في الثالث عشر من أكتوبر رفضت السعودية المعلوماتِ التي تتداولها وسائلُ إعلامٍ عن أوامرَ صدرت بقتل جمال خاشقجي معتبرةً أنها "أكاذيبٌ ومزاعمُ لا أساسَ لها من الصحة". وأعلن وزيرُ الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف أنّ "ما تمّ تداولُه بوجود أوامرَ بقتله (خاشقجي) هي أكاذيبٌ ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسّكةِ بثوابتها وتقاليدها والمراعيةِ للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية".
دافع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بيع أسلحةٍ أمريكية للسعودية قائلاً إنه حتى لو ثبُت أن الصحافي السعودي جمال خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، فإن الولاياتِ المتحدةَ "ستعاقبُ نفسَها" إذا أوقفت مبيعاتِ السلاح للمملكة.
دافع ترامب عن بيع أسلحةٍ أمريكية للسعودية قائلاً "إذا لم يشتروها منا، فسيشترونها من روسيا أو من الصين.. فكّروا في ذلك، 110 ملياراتِ دولارٍ، كلُّ ما سيفعلونه أنهم سيعطونها لدولٍ أخرى، واعتقد أن هذه ستكون حماقةً كبرى".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع