قال تقرير نشرته وكالة رويترز للأنباء اليوم 16 سبتمبر إن المملكة العربية السعودية ستطرح بدءاً من الشهر القادم عقاراتٍ مملوكةً للملياردير السعودي "معن الصانع"، صاحبِ مجموعة سعد السعودية الشهيرة، في مزادٍ علنيّ بهدف سداد أموال الدائنين التي تقدرها السلطات السعودية بمليارات الريالات. وقُبض على الصانع عام 2017 بسبب عدم سداده ديوناً ترجع لعام 2009 بعد انهيار شركته. بحسب أقوال السلطات السعودية وقتها. ورغم أن قضية الصانع لا علاقة مباشرةً لها باحتجاز المملكة العام الماضي للعشرات من رجال الأعمال والشخصيات البارزة في فندق ريتز كارلتون بالرياض بسبب تهم فساد، إلا أن مراقبين يتخوفون من أن يتكرر الأمر مع رجال أعمالٍ آخرين، لاسيما جدال واسع بشأن حوكمة الشركات لتفادي ما وصل إليه معن الصانع دون رقيب. منذ عام 2009 ودائنون يلاحقون مجموعة سعد "سعد غروب" المملوكةَ للصانع في المحاكم السعودية، والتي تتخذ من المنطقة الشرقية مقراً لها، ووصف البعض ملاحقة الصانع القضائية بأنها أطول نزاعٍ لسداد الديون في المملكة. وبحسب ما أكد مصدران لم توضح رويترز شخصياتهما واكتفت بوصفهما بالمطلعَين، فإن ما يُعرف بتحالف إتقان، الذي كلفته محكمةٌ من ثلاثة قضاة العام الماضي بتسوية الخلاف، سيبيع الأصول على مدى خمسة أشهر في مزاداتٍ بالمنطقة الشرقية والرياض وجدة. ويقول المصدران إن المزاد الأول سيجري أواخر أكتوبر لقطع أرضٍ غيرِ مستغلة وأراضٍ تجارية ومزرعةٍ ومبانٍ سكنية تدر دخلاً في الخبر والدمام. ويتوقع أحد المصدرين أن تتراوح حصيلة البيع بين مليار وملياري ريال سعودي (من 267 مليون دولار أمريكي إلى 533 مليون دولار). وبحسب ما قاله أحد الدائنين كان من المفترض أن يبدأ المزاد من فترة، لكن تم تأجيله "بسبب حالة الضعف في السوق العقارية المحلية". ومن المتوقع أن تذهبَ حصيلةُ المزادات المقبلة إلى 34 دائناً معظمهم من البنوك. وفي مارس الماضي بدأت المرحلة الأولى من بيع أصولٍ مملوكةٍ لمجموعة سعد بمزادٍ علني، حيث عرِضَت نحو 900 سيارةٍ في المزاد، من بينها شاحناتٌ وحافلاتٌ وحفاراتٌ ورافعات وعرباتُ جولف. نجح هذا المزاد في جمع نحو 125 مليون ريالٍ استُخدمت لسداد ديون رجل الأعمال المحتجز من بينها أجورُ عاملين متأخرةٌ. ولم تعلق السلطات السعودية على تقرير رويترز، كما لم يتحدد إذا ما كان سيجري الإفراجُ عن الصانع بعد بيع أصوله أم لا.
السعودية ستطرح بدءاً من الشهر القادم عقاراتٍ مملوكةً للملياردير السعودي المُحتجز "معن الصانع"، ومن المتوقع أن تتسببَ الخطوةُ في إثارة مخاوف بعض المستثمرين في السعودية بشأن حوكمة الشركات
المرحلة الأولى من بيع أصولٍ مملوكةٍ لمجموعة سعد كانت بمزادٍ علني نجح في جمع نحو 125 مليون ريالٍ سعودي استُخدمت جميعها لسداد ديون رجل الأعمال المحتجز من بينها أجورُ عاملين متأخرةٌ
من هو معن الصانع؟
رجل أعمال سعودي، اسمه بالكامل معن بن عبد الواحد الصانع، من مواليد عام 1955، بدأ حياته كطيار في الجيش الكويتي قبل أن يستقر في السعودية. مؤسس ورئيس مجموعةِ سعد متعددةِ النشاطات، التي كانت تمتلك 3% من أسهم مجموعة بيركلي البريطانية، كما كان عضواً في مجلس إدارة مجموعة سامبا المالية، ونائب رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية. وتعد "سعد للاستثمار" إحدى شركات مجموعة سعد وكانت تملك حصص كبيرة في عدّة مصارف عالمية وقد بدأت باكورة نشاطاتها مطلع الثمانينيات، من خلال شركة سعد للتجارة والمقاولات، الشركة الأم للمجموعة، التي عملت بعد ذلك على تطوير عملها بشكلٍ حيوي وسريع. تنوعت أنشطة الشركة سريعاً وباتت تشمل معظم قطاعات الاقتصاد، لتحقق انتشاراً تعدى نطاق الإقليمية إلى العالمية شاملاً دول القارة الأوروبية، واليابان، واستراليا، والهند، والصين وعددٍ من الدول الإفريقية. مارست المجموعة نشاطاتها من مقرّها الرئيسي في مدينة الخبر بالمملكة العربية السعودية، ومن فروعها في مدينة الرياض وجدة، وفي دولة البحرين، وجنيف ولندن وباريس. وكانت المجموعة تخطط لتوسيع وتطوير أنشطتها في مختلف القطاعات، منها، المقاولات والإنشاءات، العقارات وتطوير المباني والممتلكات، الخدمات الطبية، هندسة المعدات الطبية، التعليم المدرسي والتدريب المهني، النقل والشحن والسياحة والسفر، الهندسة الزراعية، التمويل والاستثمار، تصميم وصناعة الأثاث والمفروشات. إضافة إلى أنشطةٍ عديدة أخرى. وضعته مجلة فوربس الأمريكية ضمن قائمتها لأغنى 100 رجل في العالم عام 2007. كما وضعته مجلة أريبيان بزنس في المركز الخامس في قائمتها لأغنى 50 عربياً عام 2007. وسبب تعثره الرئيسي خلافٌ نشب مع مجموعة القصيبي، ولا يزال عالقاً حتى اليوم، وهو صهر لمؤسس المجموعة واستغلّ العلاقة العائلية. وتقدَّر مديونية الصانع بين 40 و60 مليار ريالٍ. وفي وقت سابق من العام الجاري، تواصلت شركة الاستشارات المالية ريماس التي تقدم المشورة للصانع مع عدد من الدائنين للاتفاق على تسويةٍ قد تشمل مبادلة الديون بأصولٍ عقارية لكن الشروط ما زالت قيد التفاوض. وكانت السلطاتُ السعودية قد احتجزت عشراتِ الأمراء وكبارَ المسؤولين ورجال الأعمال عندما أطلق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حملةً على الفساد أوائل نوفمبر من العام الماضي. واتهم المشتبه بهم بارتكاب جرائمَ مثل غسل الأموال والرشوة وابتزاز المسؤولين. وأرادت السلطات وقتها التوصل لتسوياتٍ ماليةٍ مع معظم المشتبه بهم كي تنجح في جمع نحو 100 مليار دولارٍ للحكومة بهذه الطريقة، ما يمثل مكسباً كبيراً للمملكة بعد تقلصِ المواردِ المالية بفعل انخفاض أسعار النفط. وجب الذكر هنا أن السعودية أقرت في 24 فبراير الماضي أول قانون شامل للإفلاس.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
HA NA -
منذ 3 أياممع الأسف
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت بكل المقال والخاتمة أكثر من رائعة.
Eslam Abuelgasim (اسلام ابوالقاسم) -
منذ أسبوعحمدالله على السلامة يا أستاذة
سلامة قلبك ❤️ و سلامة معدتك
و سلامك الداخلي ??
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينعظيم