وللبيض يوم عالمي كذلك، حيث يحتفي العالم بهذا العنصر الغذائي بحلول الثاني عشر من أكتوبر كل عام، بعدما تم إقراره عام 1996 في فيينا. في ذلك العام، دعت "اللجنة العالمية للبيض" لتكريس يوم من أجل "رفع الوعي العالمي حول مكانة البيض في السلّم الغذائي البشري"، ولترسيخ هذه المناسبة كموعد سنوي للاتصال المباشر بين المهنيين والمستهلكين لمزيد من التوعية المتواصلة بشأن قطاع إنتاج البيض. واللجنة العالمية للبيض هي لجنة تضم الجهات العاملة في إنتاج وصناعة البيض حول العالم وتتيح لهم لقاء جامعاً كل سنة لـ"الاستفادة والتعلم من خبرات بعضهم البعض". ومع الوقت، بدأ المختصون في التغذية استغلال هذا اليوم لفتح النقاش حول المزايا الصحيّة لهذا الغذاء الشعبي والتقليدي، وسط شكوك عديدة لاحقته لجهة ضرره بالصحة واحتوائه على بكتيريا مضرة مثل السالمونيلا. وهذه السنة يعود النقاش حول البيض ليجدّد التأكيد على فوائده باعتباره عنصراً مفيداً لجسم الإنسان، إذ يحتوي على فيتامينات "إي" و"دي" و"بي 2" و"بي 12" واليود والأحماض الأمينية وملح حمض الفوليك، حسب ما علّق خبير التغذية البريطاني ريانون لامبيت. وفيما يُقال إن البيض خطير على الصحة ويسبّب أمراض في القلب إذ يضم نسبة من الدهون المشبعة والكولسترول، أوضح خبير التغذية أن البيض يحتوي على هاتين المادتين لكنهما لا ترتفعان في الجسم بسبب تناوله بل تزيدان جراء أكل أطعمة أخرى.
عام 1996، دعت "اللجنة العالمية للبيض" لتكريس يوم من أجل "رفع الوعي العالمي حول مكانة البيض في السلّم الغذائي البشري"
يبقى لاستخدام البيض في الرسائل السياسية حصة كبيرة، وقد تحوّل البيض تقليدياً إلى وسيلة احتجاج أساسية يلجأ إليها العامة في رشق خصومهم، سياسيين كانوا أو مجرمين يعدمون في الساحات العامة
في اليوم العالمي للبيض، يعود الحديث عن أهمية هذا المكون الغذائي والثقافي، بينما يبقى "السؤال التاريخي" يثير الجدل بين الفلاسفة ورجال الدين: أيهما أولاً، البيضة أم الدجاجة؟ويقول المدافعون عن البيض إن المشكلة لا تكمن في تناوله، وإنما في الكمية المستهلكة، في وقت يحتاج إنتاج البيض إلى إشراف السلطات الصحية في كل دولة ومراقبتها تفادياً لانتشار البكتيريا. ويشير هؤلاء إلى الاستخدامات المتعددة والشيّقة للبيض في المطابخ والثقافات المتعددة حول العالم. كما يأخذ البيض أهميّة في توجيه الرسائل الاقتصادية والسياسية على اختلافها. في عام 2014، على سبيل المثال، كان شعار اليوم العالمي للبيض "اكسر بيضة وساعد في كسر الجوع في العالم" (Crack an egg and help to crack world hunger)، حيث احتفل العالم في هذا اليوم تحت شعار التخلص من الجوع والعوز الغذائي وسوء التغذية. وفي العام نفسه، أطلقت اللجنة العالمية للبيض مشروعين من أجل "تغيير حياة سكان بلدان الجنوب الأفريقي" من خلال البيض، كأحد أهداف اللجنة العالمية التي تُعنى بمُساعدة مواطني البلدان النامية للوصول إلى البيض كمُنتج هام وصحي، واستخدامه لمحاربة سوء التغذية ومُساعدة الأشخاص ناقصي التغذية في الوصول إلى وجبة مُستدامة. يُساعد في ذلك ما يحتويه البيض من مواد مغذية تساهم في سد الحاجيات الغذائية المرتبطة بالنمو والمحافظة على الجسم في صحة جيدة، وبكلفة قليلة، حيث أن القيمة الغذائية لبيضتين تعادل ما توفره 100 غرام من اللحوم. كما دخل البيض في العديد من المسابقات والجوائز، إذ دخلت تركيا على سبيل المثال عام 2010 موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدما صنعت "عجة"(Omelette) بلغ وزنها 4.4 طن واستُخدمت فيها 110 آلاف بيضة. وهناك في بريطانيا، كذلك مسابقة مسابقات لأطول رمية بيضة وإمساكها. وهناك مسابقة "بيض الروليت الروسي" وفيها يجلس متسابقان أمام بعضهما ويتناوبان على اختيار واحدة من بين ست بيضات، خمس مسلوقة وواحدة نيئة، وضربها علىرأسيهما. ويفوز المتسابق الذي يتفادى البيضة النيئة. ويبقى لاستخدام البيض في الرسائل السياسية حصة كبيرة، وقد تحوّل البيض تقليدياً إلى وسيلة احتجاج أساسية يلجأ إليها العامة في رشق خصومهم، سياسيين كانوا أو مجرمين يعدمون في الساحات العامة. لا يوجد سبب واضح وراء لجوء الناس إلى البيض لإهانة الآخر، ولكن يربط البعض ذلك بكثرته وسهولة الحصول عليه، إضافة إلى وزن البيضة الخفيف الذي يسهّل رشقها، من دون نسيان الرائحة الكريهة الذي يحدثه التصاق السائل الذي يخرج منها. ومن أحدث المشاهد التي علقت في الذاكرة لرشق سياسي بالبيض، كانت حين تلقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أثناء جولاته الانتخابية في يونيو الماضي بيضة من أحد المتظاهرين في كوستاريكا، ولم تكن البيضة الأولى التي يتلقاها إذ سبق وأن رشقه متظاهرون بالبيض أثناء توليه وزارة الاقتصاد عام 2016. في اليوم العالمي للبيض، يعود الحديث عن أهمية هذا المكون الغذائي والثقافي، بينما يبقى "السؤال التاريخي" يثير الجدل بين الفلاسفة ورجال الدين: أيهما أولاً، البيضة أم الدجاجة؟
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...