شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!
زعيم

زعيم "حراك الريف" ناصر الزفزافي... من السجن المغربي إلى مرشّح لجائزة أوروبيّة

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 10 أكتوبر 201802:36 م

"الأفكار لها أجنحة، ما حدش (لا أحد) يقدر يمنعها توصل للناس" جملة سينمائية شهيرة صاغها المخرج المصري يوسف شاهين عبر واحد من أهم أعماله وهو فيلم "المصير" (1997)، وتُعبّر الجملة حالياً بدرجة كبيرة عن زعيم "حراك الريف" في المغرب ناصر الزفزافي، المسجون بتهمة "المشاركة في مؤامرة تمس أمن الدولة"، بعدما أُعلن عن وجود اسمه ضمن قائمة المرشحين لنيل "جائزة ساخاروف" الدولية.

وفي التاسع من أكتوبر الجاري، أعلن البرلمان الأوروبي في بيان أن التنافس على جائزة ساخاروف، التي يمنحها سنوياً لتكريم شخصيات تميزت بالدفاع عن حقوق الإنسان، بات محصوراً بين ثلاثة مرشحين هم ناصر الزفزافي، المخرج الأوكراني المسجون في موسكو أوليغ سنتسوف، ومجموعة منظمات إغاثية تنشط في إنقاذ المهاجرين غير القانونيين في البحر المتوسط.

والأوكراني سنتسوف كان يعمل مخرج أفلام وثائقية كما أنه ناشط معارض للكرملين، وجرى اعتقاله من منزله في القرم عام 2014 بعدما ضمت موسكو شبه الجزيرة إليها، ثم أصدرت بحقه محكمة روسية حكماً بالسجن لمدة 20 عاماً بعد إدانته بالإرهاب.

وتتهمه السلطات الروسية بتزعم مجموعة مرتبطة بحركة "برافي سكتور" (القطاع الأيمن) الأوكرانية القومية المتشددة المتهمة بضرب المنظمات الموالية لروسيا والبنى التحتية في القرم.

أما المرشح الثالث لنيل الجائزة الحقوقية فهو مجموعة منظمات غير حكومية "تحمي حقوق الإنسان وتنقذ أرواح مهاجرين في البحر المتوسط". ومن بين هذه المنظمات "أطباء بلا حدود" و"Save the children" (أنقذوا الأطفال).

وسيعلن يوم الخميس 25 أكتوبر الجاري عن اسم الفائز بالجائزة، التي سيرفق بها أيضاً جائزة مادية بقيمة 50 ألف يورو.

وساخاروف هي جائزة هامة أسسها البرلمان الأوروبي عام 1988، وتحمل اسم العالم السوفياتي المنشق أندريه ساخاروف (1921-1989). تُمنح الجائزة سنوياً لشخصيات عُرفت بسعيها الدائم والجاد للدفاع عن كل ما يتعلق بحقوق الإنسان وحرية التعبير، ومن بينهم كان المدوّن السعودي رائف بدوي الذي حصل عليها عام 2015.

من هو ناصر الزفزافي؟

اسمه ناصر الزفزافي، مواطن مغربي يقترب من الأربعينيات، يطلق عليه الكثير من المغاربة زعيم حراك الريف، ويقضي حالياً عقوبة بالحبس لمدة 20 سنة في سجن في الدار البيضاء بعد إدانته بتهمة "المشاركة في مؤامرة تمس بأمن الدولة"، خلال حركة الاحتجاج التي هزت مدينة الحسيمة، الواقعة شمال البلاد ونواحيها، بين خريف 2016 وصيف 2017 على خلفية مقتل بائع سمك طحناً في شاحنة نفايات.

ينفي الزفزافي كل التهم التي وجهتها له سلطات بلاده، وتعتبر منظمات دولية عدة أن ما قام به هو احتجاج سلمي، يعد حقاً من حقوق كل إنسان.

وكان الزفزافي اعتُقل مع ناشطين آخرين يوم 29 مايو 2017 في قرية دوار لحرش على بعد حوالي 50 كلم من الحسيمة، وهو الأبرز ضمن مجموعة تتكون من 127 متظاهراً وناشطاً اعتقلوا خلال الحملة الأمنية التي استهدفت الاحتجاجات التي كانت في معظمها سلمية.

وفي يونيو الماضي، ذكرت منظمتا "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" في بيان مشترك أن الزفزافي تعرّض للضرب المبرح، وأصيب بكدمات في ظهره من قبل قوات الشرطة المغربية. وإضافة إلى الزفزافي، اشتكى عدد من متظاهري وناشطي الريف من اعتداءات قوات الشرطة بعد الاعتقال.

"الأفكار لها أجنحة، ما حدش يقدر يمنعها توصل للناس". جملة سينمائية شهيرة صاغها المخرج يوسف شاهين، تُعبّر حالياً عن زعيم "حراك الريف" المسجون في المغرب ناصر الزفزافي بعدما أُعلن عن وجود اسمه ضمن قائمة المرشحين لنيل "جائزة ساخاروف"
يتنافس على "جائزة ساخاروف" هذا العام زعيم "حراك الريف" المسجون في المغرب ناصر الزفزافي، المخرج المسجون في موسكو أوليغ سنتسوف، ومجموعة منظمات إغاثية تنشط في إنقاذ المهاجرين غير القانونيين في البحر المتوسط.

وفي يوليو الماضي، تظاهر آلاف الأشخاص في الدار البيضاء للتنديد بالأحكام التي صدرت بحق ناشطي حراك الريف، ومن ضمنهم الزفزافي، ودعا المحتجون إلى الإفراج عنهم. وضم الحشد ناشطين يساريين ونقابيين وبعضاً من أقرباء المعتقلين.

من جانبها تنفي السلطات المغربية ممارسة أي انتهاكات بحق ناشطي حراك الريف، وتقول إن محاكماتهم كانت عادلة، بينما لم تصدر حتى هذه اللحظة تعقيباً على ترشيح البرلمان الأوروبي "زعيم حراك الريف" لنيل جائزة ساخاروف.

إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image