عشرةُ آلافِ إصابةٍ بالكوليرا كلَّ أسبوع في اليمن، حسبَ ما أعلنته منظمةُ الصحة العالمية في أحدث تقريرٍ لها، مُطلقةً صيحة فزعٍ من تسارع انتشار الوباء مجدّداً في البلد المنكوب. فقد تضاعفَ معدل الإصابة بالكوليرا مقارنةً بما كان عليه خلالَ الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، حيث سُجِّلَت أكثرُ من 154 ألفَ حالةِ إصابةٍ في كل أنحاء اليمن ووفاة 196 شخصاً بسبب المرض. يقول الطبيب نبيل بدر لرصيف22 إن خطورةَ وباءِ الكوليرا تكمنُ في قدرته على قتل أيّ إنسان لا سيما الطفل إن لم يحصل بشكل سريعٍ على العلاج المطلوب. ويشكلُ الأطفال تحت سنِّ الخامسةِ نحو ثلثِ الإصابات المشتبَه بها في اليمن. ويؤكد بدر أن المرض ينتقلُ عن طريق المياه، مضيفاً أن العلاج الذي صار رخيصاً ومتوفراً في أغلب الدول، لا يمكن للمرضى في البلاد التي تمرُّ بنزاعاتٍ ومشاكل سياسيةٍ الحصولَ عليه بسهولة لأسبابٍ كثيرةٍ منها عدمُ قدرةِ المنظمات الدولية على جمعِ بياناتٍ دقيقةٍ بشأن عدد المصابين وأماكن وجودهم، إضافةً إلى استهدافِ المنشآت الصحية التي توفرُ العلاجَ للمرضى في بعض الحالات. في حال اكتُشِفَت الكوليرا مبكراً يمكن علاجُ المصاب بما يُعرفُ طبياً بأملاح معالجة الجفاف التي تُعطى عن طريق الفم، لكن يختلف الأمرُ تماماً في حالات اكتشاف الإصابة خلالَ وقتٍ متأخر، حيث يتطلبُ العلاجُ وقتها الحقنَ بمحاليل في الوريد ومضاداتٍ حيويةً قوية. وتحذِّر الصحةُ العالميةُ من خطورة الكوليرا هذه المرة لأن أمطار الخريف ستزيد خطرَ الإصابة بالمرض. وأكدت منظمةُ الصحة العالمية أنه أُبلِغَ عن الاشتباه بإصابة أكثر من 185 ألفَ شخصٍ في اليمن بالكوليرا حتى سبتمبر الماضي. وذكر تقرير المنظمة أنه أُبلِغَ عن 1.2 مليون حالة اشتباهٍ بالإصابة بالكوليرا، تسببت بوفاة 2515 شخصاً منذ ظهور الوباء في اليمن في أبريل عام 2017. وتؤكد الصحة العالمية ملاحظتَها تزايدَ عدد حالات الكوليرا في اليمن منذ يونيو، إلا أن هذه الزيادة تفاقمت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وتشير أرقامُ المنظمة إلى أن الأسبوعَ الأخير من أغسطس سجَّل 9425 حالة كوليرا مشتبهٌ بها، وبعد أسبوع ارتفع الرقم إلى 11478 حالةً. كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قد أكدت أن هناك نحو 1.8 مليون طفلِ يمني يعانون من سوء التغذية، ما يجعلهم عرضةً للإصابة بالأمراض. ويهدد سوءُ التغذيةِ الحاد حياةَ 400 ألفِ طفلٍ يمني. وذكرت هيئة إنقاذ الطفولة في وقتٍ سابق أن الغاراتِ الجويةَ التي شنَّها التحالف العربي بقيادة السعودية أواخرَ يوليو الماضي ألحقت أضراراً بإحدى منشآت الصرف الصحي ومحطةٍ للمياه تزود ميناءَ الحديدة بالماء، ما أدى إلى ارتفاع حالاتِ الاشتباهِ بالإصابة بالكوليرا في المراكز التي تدعمها الهيئة. وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية فإن 16% من حالات الإصابة بالكوليرا في اليمن مسجلةٌ في الحديدة، حيث نصفُ المنشآت الصحية فقط تعمل. وفي مسعى لتجنب انتشار المرضِ في اليمن بدأت منظمةُ الصحة العالمية واليونسيف وشركاءُ آخرون منذ 30 سبتمبر بمساعدة الحكومةِ اليمنية على توفير جرعةٍ من التلقيح بالفمّ في ثلاثة مراكزَ في أكثر محافظتين تعرضاً للإصابة بالمرض، الحديدة وإب. وأوقع النزاعُ في اليمن منذ مارس 2015 أكثرَ من عشرة آلاف قتيلٍ معظمُهم مدنيين، كما تسبب بأسوأ أزمةٍ إنسانية في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
أسبابٌ كثيرةٌ تجعلُ البلدان التي تمر بنزاعاتٍ سياسية، تعاني في سبيل الحصول على علاج للأمراض، منها استهدافِ المنشآت الصحية التي توفرُ العلاجَ للمرضى
منظمة الصحة العالمية تطلق صيحةَ فزعٍ من تسارع انتشار الكوليرا مجدّداً في اليمن، الوباء القادر على قتل أيّ إنسان لا سيما الطفل إن لم يحصل بشكل سريعٍ على العلاج المطلوب
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ يومالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يومينوالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت