في محاولة لمواكبة العصر وتلبية رغبات النساء واحترام حريتهنّ في الاختيار، طرح تطبيق "تندر" خاصية جديدة تسمح للمرأة بالقيام بالخطوة الأولى من خلال تحديد واختيار الرجال الذين ترغب في التحدث إليهم دون غيرهم.
وفي حال لاقت النجاح المطلوب، فإن هذه الميزة الجديدة، الموجودة حالياً في النسخة الهندية من تطبيق "تندر" سوف يتم طرحها أيضاً في الولايات المتحدة الأميركية قبل أن تنتشر في العالم كله.
الاختبار الأول في الهند
لعلّ الهدف الأساسي من خاصية "My Move" التي أطلقها "تندر" هو الحدّ من المحادثات العشوائية وتوفير بعض الأمان للسيدات، لأن هذه الميزة الجديدة تمنح المرأة القدرة على تحديد الأشخاص الذين تنوي التحدث إليهم، وبالتالي فإن المحادثة بين الطرفين تحصل بعد أن يكون كلاهما قد وافق على ذلك. via GIPHY وبطبيعة الحال، فإن هذا الأمر يعزز التطابق الناجح، بحيث يكون كل طرف قد نجح في السحب لليمين على صورة المشترك للإدلاء بالإعجاب قبل الانخراط في المحادثة وتبادل الرسائل، شرط أن تقرر المرأة ذلك بدايةً. كما أوضح موقع "رويترز" أن "تندر" أجرى اختباراً على هذه الميزة لعدة أشهر، كما أنه يعتزم نشرها في جميع أنحاء العالم، في حال ثبت نجاحها. أما عن سبب توفر هذه الخاصية في الهند أولاً، فقد أشار الموقع إلى أن المجتمع الهندي منقسم دينياً وعرقياً، كما أن "الزواج المدبر" هو القاعدة المتبعة هناك، هذا بالإضافة إلى أن آلاف التقارير حول العنف الجنسي والاغتصاب في الهند قد أثارت الكثير من المخاوف حول سلامة النساء في أجزاء عديدة من البلاد، خاصة أن الأرقام الرسمية تشير إلى أن هناك حوالي 40 ألف حالة اغتصاب في الهند في كل عام.الهدف الأساسي من خاصية "My Move" التي أطلقها "تندر" هو الحدّ من المحادثات العشوائية وتوفير بعض الأمان للسيدات.
هذه الميزة الجديدة تمنح المرأة القدرة على تحديد الأشخاص الذين تنوي التحدث إليهم، وبالتالي فإن المحادثة بين الطرفين تحصل بعد أن يكون كلاهما قد وافق على ذلك.تعليقاً على هذا الموضوع، قالت "تارو كابور"، التي تشغل منصب المدير العام لمجموعة (Match Group (MTCH.O أن هذه الميزة جرى اختبارها في الهند بسبب حاجة "تندر" إلى جذب المزيد من النساء إلى التطبيق من خلال جعلهنّ يشعرن بالمزيد من الراحة والأمان، وقد شرحت ذلك بالقول:" نحن منصة تستند إلى الاحترام المتبادل والموافقة والاختيار"، وأضافت:" إننا نركز على جعل التجربة أكثر أماناً بالنسبة إلى النساء".
تلبية احتياجات النساء
في فبراير، كان موقع MarketWatch قد كشف، لأول مرة، عن عزم تطبيق "تندر" إطلاق ميزةٍ جديدةٍ تهدف إلى إرضاء المستخدمات الإناث.من خلال هذه التطبيقات تصبح المواعدة أشبه بلعبة فيديو ترفع مستوى الأدرينالين وتجعل المرء يشعر بأنه فاز بشيءٍ ما، الأمر الذي يجعله يرغب في مواصلة اللعبة.وبالرغم من أن هذه الخاصية جديدة على "تندر"، ولا تزال قيد البحث والدراسة، فإن مفهوم تشجيع النساء على القيام بالخطوة الأولى ليس جديداً في عالم تطبيقات المواعدة، لكون تطبيق "Bumble"، مثلاً يستخدم الأسلوب ذاته منذ إطلاقه في ديسمبر 2014 من قبل المؤسسة السابقة في شركة تندر "Whitney Wolfe Herd"، والتي سبق أن رفعت دعوى ضد الشركة بسبب التمييز والتحرش الجنسي. وبالرغم من التشابه بين التطبيقين، فإن خاصية "تندر" الجديدة ستكون مختلفة عن التطبيق الآخر لكونها تسمح للنساء باللجوء إلى تقنية التعارف التقليدي أو إلى اختيار حصر المحادثة بدلاً من جعل هذا الأمر "المعيار" الوحيد المتّبع.
ولكن ما الفائدة من ذلك؟
اعتبرت "ماندي جينسبرغ"، الرئيسة التنفيذية في شركة "ماتش غروب"، التابعة لشركة "تندر" التي تملك أيضاً موقع المواعدة الشائعة مثل Match.com وOkCupid أن هذه الميزة الجديدة مهمة لناحية إعطاء المرأة مزيداً من التحكم في كيفية تفاعلها مع مسألة التطابق، مشددةً على أن هذه الخطوة "ليست ردة فعل تجاه أي منافس"، في إشارة إلى تطبيق bumble وتابعت:" علينا أن نستمع باستمرار إلى ما تريده النساء وتلبية احتياجاتهن ليس فقط على تندر بل على جميع المنتجات". واللافت أن هذه الخاصية الجديدة أثارت إعجاب العديد من المستخدمين والمستخدمات، إذ قال أحد الأشخاص على سبيل المثال:" إن طبقة إضافية من الأمن لا تسبب الكثير من الضرر للرجل، باستثناء مسألة التقليل من فرصه في الانخراط في المحادثة".الخطوة الأولى: بين الخشية والشجاعة
تحدث موقع refinery29 عن مسألة تفاعل الدماغ مع تطبيق "تندر" من خلال الاستناد إلى فيلم وثائقي. فقد كشف الفيلم أن الكثير من المستخدمين وتحديداً الرجال يستخدمون تطبيقات المواعدة من أجل التسكع وتمضية أوقات مسلية، مشيراً إلى أنه من خلال هذه التطبيقات تصبح المواعدة أشبه بلعبة فيديو ترفع مستوى الأدرينالين وتجعل المرء يشعر بأنه فاز بشيءٍ ما، الأمر الذي يجعله يرغب في مواصلة اللعبة. via GIPHY وفي هذا الشأن، قال "آدم ألتر"، المتخصص في علم النفس الاجتماعي في جامعة "نيويورك":"عند لعب القمار، تخبرك الآلة أنك فزت من خلال رنين الأجراس والأضواء، والعديد من التطبيقات التي نستخدمها تشمل العناصر نفسها". ولكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الخصوص: من يجب أن يقوم بالخطوة الأولى: المرأة أم الرجل؟ صحيح أن بعض الرجال يحبون أن تقوم المرأة بالخطوة الأولى على تطبيقات المواعدة انطلاقاً من مبدأ المساواة بين الجنسين، إلا أن تجربة الكاتبة "لاين مور" مع هذا الموضوع لم تكن موفقة. ففي مقالٍ لها في صحيفة الواشنطن بوست تخبر "مور" أنها قامت بإرسال الرسالة الأولى في معظم تفاعلات المواعدة عبر الإنترنت، إلا أنه في 9 مرات من أصل 10، تصرف الرجال معها وكأنهم يخضعون لمقابلةٍ ما، فعندما تقول نكتة يكتفون بكتابة "هاها" ولا شيء آخر، وعندما تطرح سؤالاً ما يجيبون من دون أن يطرحوا عليها أي سؤال بالمقابل، الأمر الذي كان يدفعها في نهاية المطاف إلى الإصابة بالإحباط والتخلي عن المحادثة. وبالرغم من أن الإقدام على الخطوة الأولى تعني أنكم لست مضطرين إلى التعامل مع تدفق الرسائل، فإن فكرة المبادرة تجعل بعض الناس يشعرون بالقلق، وفي هذا الصدد يقول الدكتور "وايت فيشر"، أخصائي علم النفس لموقع bustle: "شيء واحد على النساء تذكره على الإنترنت هو أن الرجال غالباً ما يكونون خائفين أيضاً في اتخاذ الخطوة الأولى"، مضيفاً: "يخشى العديد من الرجال أن يتم رفضهم أو ألا يحصلوا على إجابة، لذلك ينتظرون ويأملون أن يبادر شخص ما إلى الاتصال بهم"، من هنا فإن "فيشر" ينصح النساء بالتحلّي بالشجاعة ومحاولة إرسال العديد من الابتسامات والرسائل كل أسبوع لزيادة فرصهنّ في إقامة علاقةٍ ناجحةٍ.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...