فجَر كتاب جديد مفاجأة في قضية تفجير طائرة "بان أمريكان" فوق قرية لوكيربي في إسكتلندا عام 1988، بعدما أُغلق ملفها بإدانة ضابط الاستخبارات الليبية، عبدالباسط المقرحي، والذي حكم عليه عام 2001 بالسجن مدى الحياة، لكن لأسباب إنسانية وصحية، أطلق سراحه عام 2009 وتوفي بعد ذلك بثلاث سنوات في ليبيا.
الكاتب دوجلاس بويد قال في كتابه الجديد "لوكيربي: "الحقيقة، إن إيران هي من أعطت الأوامر بإسقاط طائرة بوينج 747 خلال رحلتها رقم 103، التي راح ضحيتها 259 مسافراً كانوا على متنها، و11 شخصاً من سكان قرية لوكيربي الإسكتلندية"
التفاصيل المثيرة في الكتاب تأتي بعد 30 عاماً من الحادث، منها قرابة 10 سنوات عانى خلالها الليبيون من الحصار الاقتصادي والسياسي جراء "لوكربي"، وحظر تام لحركة الطيران من ليبيا وإليها، فضلاً عن تعويضات دفعها نظام القذافي لأسر الضحايا بلغت 1.7 مليار جنيه إسترليني.
هل كانت تصفية سياسية ضد ليبيا؟
تناولت صحف بريطانية عدة قصة الكتاب الجديد، واعتبرت ما ورد "في حال تم تأكيده" سيشكل "فضيحة" للقضية برمتها، التي استخدمت لتجريم ليبيا آنذاك. وذكر الكتاب أن الولايات المتحدة تحمي منفذ تفجير لوكربي الحقيقي، الذي أمر بزراعة مُتفجرات في طائرة "بان أمريكان" عام 1988، في عمل إرهابي أمر به آية الله الخميني المُرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وليس معمر القذافي. وبحسب الكتاب، فإن المُفجر الحقيقي اسمه أبو إلياس، ويعمل حالياً في مدرسة في واشنطن، باسمه الجديد باسل بشناق، مُشيراً إلى أن أمريكا تحميه بموجب قانون حماية الشهود. وفي 2003، أقر القذافي بالمسؤولية عن الحادث، ودفع تعويضات بقيمة 1.7 مليار جنيه استرليني. وقالت صحيفة "اكسبريس" البريطانية إن ما ذكره الكتاب يثير المزيد من التساؤلات حول صدقية الشاهد الرئيسي توني جوتشي، صاحب محل ملابس في مالطا الذي زعم أن عبدالباسط المقرحي اشترى منه الملابس التي وضع فيها المتفجرات لإسقاط الطائرة. وفي وقت سابق، ذكرت تقارير أن جوتشي تلقى أموالاً ليدلي بهذه الشهادة. وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن أبا إلياس تم تسميته كمشتبه فيه رئيسي في الهجوم، لاقتحامه متجرًا للأجهزة في هيثرو، واتهم بزرع القنبلة، لاقتحامه مخزن الأمتعة قبل وقت قصير من إقلاع الرحلة 103. وأشارت إلى أنه بعد سنوات تم إقناع العالم بقبول قصة مختلفة تماماً، إذ في سبتمبر 1989 قالت وكالة الاستخبارات الأمريكية "إن تفجير رحلة بان أمريكان كان مفهوماً ومرخصاً ومُمولاً من قبل علي أكبر مهتاشامبور، وزير الداخلية الإيراني الأسبق". وفي 2001، دانت محكمة إسكتلندية، انعقدت في هولندا، المقرحي وحكمت عليه بالسجن المؤبد قبل أن تطلق سراحه الحكومة الاسكتلندية في عام 2009 لأسباب صحية بعد تشخيصه بأنه مصاب بسرطان البروستاتا.ذكر الكتاب أن الولايات المتحدة تحمي منفذ تفجير لوكربي الحقيقي، الذي أمر بزراعة مُتفجرات في طائرة "بان أمريكان" عام 1988، في عمل إرهابي أمر به آية الله الخميني المُرشد الأعلى للثورة الإيرانية، وليس معمر القذافي.
ليبيون: من سيعوضنا عن سنوات الحصار والأموال التي دفعناها؟
أثارت تفاصيل الكتاب حالة من الغضب بين الليبيين الذين قالوا إن بريطانيا والولايات المتحدة مطالبتان باعتذار رسمي لهم، ودفع تعويضات مادية لجبر الضرر والمهانة اللذين لحقا بالشعب الليبي طوال عقود جراء "هذه المكيدة"، حسب تعبيرهم. وتساءل أحدهم: "من الذي سيعوض الليبيين عن سنوات الحصار التي عاشوها والأموال التي دفعتها دولتهم كتعويضات لأسر الضحايا؟ ومن الذي سيعوض عبد الباسط المقرحي وأسرته عن بهدلته وسجنه واتهامه الظالم؟ وكيف يستعيد انسان ما ضاع من عمره؟". https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=722329581434895&id=100009735795904 https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=1929802783982172&id=100008574061289رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...