صورةُ منظمةٍ قوية، تلك التي أرسلتْها منظمةُ الزول المصدرةُ للنفط "أوبك" للعالم خلال اجتماعها الأخير في الجزائر، يوليو الجاري، حين تكاتفَ مصدرو النفط ورفضوا بكلّ ثقةٍ طلبَ الرئيسِ الأمريكي دونالد ترامب زيادةَ حجمِ الإنتاج. كان ترامب قد كتبَ بشكل متعجرفٍ وبلغةٍ آمرة عبر حسابه في تويتر: "نحمي دولَ الشرق الأوسط، ومن غيرنا لن يكونوا آمنين، مع ذلك يواصلون دفعَ أسعارِ النفط لأعلى! سنتذكرُ ذلك، على منظمة "أوبك" المحتكرةِ للسوق دفعَ الأسعار للانخفاض الآن!" لكن هذه اللغةَ الآمرةَ والفوقية قابلتْها أوبك بالتجاهل. ويرى الخبيرُ الروسي دميتري ميغونوف، في مقالٍ نشره في "إزفستيا" الروسية، أن مستقبلَ سوقِ النفط بات بيدِ السعودية وروسيا. وكتب: "الحدُّ المصطنع من الإنتاج أدى إلى لجوءِ المشترين للبحث عن خياراتٍ أخرى. وأدى ذلك إلى الاقتصاد في استهلاك الوقود، وازدهارِ مصادرِ الطاقة الأخرى، والأهم من ذلك، إلى زيادةِ حجمِ الإنتاج في المناطق غير المرتبطة بأوبك". وأوضح في مقاله: "لا يوجد من يستطيع ضخَّ مليون برميلٍ إضافيةٍ يومياً لتوازن السوق، عدا المملكة العربية السعودية وروسيا". يبدو مستقبلُ النفط ومصيرُ منظمة أوبك من منظورٍ روسي، بيد السعودية وروسيا، المتباعدتين سياسياً، لكن نقاطَ تشابهٍ عديدةٍ تجمعهما: النفوذُ الإقليمي والطموحُ بمزيدٍ من بسط النفوذ في الشرق الأوسط ورغبةٌ جامحة لتقاسم سوقِ النفط. عودةً إلى مقال ميغونوف يشرحُ كيف تتمتع البلدانُ "بقدراتٍ كامنة يمكن استخدامُها لزيادة إمداداتِ النفط في العالم. ومن ناحية أخرى، يمكنهما، بلا أدنى صعوبة خفض الإمدادات". روسيا التي لا تنتمي لأوبك، تلقت في يونيو الماضي دعوةً من السعودية للانضمام إلى المنطمة كعضوٍ مراقب. دعوةٌ ردت عليها موسكو، "روسيا لا تخططُ للانضمام إلى أوبك كعضو مكتمل العضوية". وكانت روسيا والسعودية قد تعاونتا لإعادة الاستقرار في سوق النفط رغمَ التنافر السياسي، وتوصلتا إلى اتفاقٍ بخفضِ إنتاجِ النفط في 2016، لمواجهة تخمةِ المعروضِ التي هبطَت بأسعارِ الطاقة إلى ما دون 30 دولاراً للبرميل آنذاك. ونوه وزيرُ الطاقة السعودي خالد بن عبد العزيز الفالح في أبريل الماضي بدورِ موسكو معترفاً "بالدور الروسيّ الفعالِ والمتعاون الذي أسهم بشكل كبير في توقيع اتفاقيةِ خفض الإنتاج ونجاحِها خلال الأشهر الماضية". وتشهد أسعارُ النفط ارتفاعاً مطردًا بلغَ أوجَهُ الأسبوعَ الماضي لتقفزَ إلى أعلى مستوىً لها منذ أربع سنواتٍ إذ بلغ سعر خام برنت نحو 82.55 دولاراً للبرميل الثلاثاء الماضي، قبل أن يتراجعَ إلى 81.80 دولاراً للبرميل فى تعاملات الأربعاء.
مستقبلُ سوقِ النفط باتَ بيدِ السعودية وروسيا، المتباعدتين سياسياً، لكن نقاطَ تشابهٍ عديدةٍ تجمعهما. فلا يوجد من يستطيع ضخَّ مليون برميلٍ إضافيةٍ يومياً لتوازن السوق، عدا المملكة العربية السعودية وروسيا
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ 4 أيامحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ أسبوعرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ أسبوعمقال رائع فعلا وواقعي