رغم أنه في دورته الثانية، إلا أن مهرجان الجونة السينمائي نجح بحسب كثير من المراقبين في جذب الأنظار إليه، مستحوذًا على اهتمام أغلب وسائل الإعلام المحلية والدولية، بعد أن استقطب وبشكل لافت أهم صناع السينما وفنانيها، فهل يهز المهرجان الوليد عرش مهرجان القاهرة العريق؟
لسنوات طويلة كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هو الحدث الفني الأهم في مصر والعالم العربي، فالمهرجان الذي انطلق لأول مرة في أغسطس من عام 1976 علي أيدي الجمعية المصرية للكتاب والنقاد السينمائيين برئاسة كمال الملاخ، بقي لسنوات وحيدًا في الساحة دون منافس محلي أو عربي.
وبعد رحيل سعد الدين وهبة تولى الممثل حسين فهمي رئاسة المهرجان لمدة أربع سنوات من عام 1998 وحتى عام 2001، إلى أن تولى إدارته الكاتب شريف الشوباشي حتى عام 2005 ثم الممثل عزت أبو عوف.
لكن في السنوات الأخيرة عانى مهرجان القاهرة من الإهمال والبيروقراطية، والفساد، وأصبح بعض النجوم يفضلون عدم حضوره، وغالبًا ما يشكو المسؤولون من قلة الدعم والاهتمام الحكومي اللازم قائلين إنهم يحاربون من أجل إنجاحه.
بدأت مهرجانات عربية أخرى تسحب البساط من تحت أقدام المهرجان المصري العريق، لتوفر الإمكانات المالية الضخمة لها، وتنظيمها المبهر ما يجعل النجوم يتسابقون على حضورها، بينما أصبح القاهرة السينمائي أقرب لمهرجان هرِم يقل عدد حضوره عاماً بعد عام.
أسباب عدة جعلت القاهرة السينمائي يتراجع، من ضمنها إصرار الحكومة المصرية على السيطرة عليه، ما أزاح سينمائيين كثيرين لهم وجهة نظر معارضة.
سبب آخر يتمثل في أن المهرجان كما يعبر عنه اسمه تتم كل أنشطته وحفل افتتاحه في القاهرة، العاصمة المصرية التي تعاني مشاكل عدة أبرزها التلوث والتحرش والزحام الشديد، وكلها أمور تتسبب في عزوف الضيوف الأجانب عن الحضور.
وربما يتمثل المشكل الأكبر في سوء التنظيم، فكثيراً ما يشكو الفنانون من الظروف السيئة التي تم فيها استقبالهم وتردي السكن الذي خصصته لهم إدارة المهرجان.
في المقابل، نجح مهرجان الجونة السينمائي في الحصول على رضا المشاركين فيه، لكونه أولًا حظي بموقع سياحي جميل تحيط به طبيعة فاتنة، وهي منطقة الجونة الساحرة التي تجمع الجو النقي وزرقة البحر.
السبب الثاني يتمثل في إشراف القطاع الخاص بشكل تام على مهرجان الجونة، ولا دخل للحكومة المصرية به من قريب أو بعيد، وبالتالي ابتعدت عنه بدرجة كبيرة المجاملات والبيروقراطية.
وفي الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة السينمائي التي أقيمت في ديسمبر 2017 تولت شبكة قنوات "DMC" الخاصة رعاية المهرجان، في محاولة لإنقاذه. وبالفعل خرجت الدورة مختلفة إلى حد ما عن السنوات السابقة.
وبحسب عدلي يكمن تفوق مهرجان الجونة الواضح في الدعم الكبير الذي يحظى به من عائلة "ساويرس" أغنى وأهم العائلات االمصرية في المجال الاقتصادي، على عكس مهرجان القاهرة الذي ترعاه الدولة المصرية ودائماً ما ترصد له إمكانات أقل بكتير مما يتوفر حاليا للجونة، وبالتالي كان يخرج في أغلب الأوقات بمستوى ضعيف، سواء من حيث الفعاليات أو الأفلام المشاركة أو حتى في حفل افتتاحه وختامه.
ويلفت عدلي النظر لنقطة مهمة، تتمث في أن مهرجان الجونة رغم أنه مبهر وناجح إلا أنه ببعض التركيز سنكتشف أن الكثير من نجوم الصف الأول في مصر لم يحضروا دورته الحالية، وغم تميزه تنقصه بعض الأمور.
وطرح بعض المغردين أسئلة على نجيب ساويرس عبر حسابه الرسمي على تويتر لمعرفة سبب عدم حضور العديد من نجوم الصف الأول فرد بأن الدعوة وجهت لهم لكنهم لم يحضروا.
يقول عدلي إن رغم غياب نجوم الصف الأول عن الجونة، إلا أنه يُعتبر من أجمل ما حدث لمصر في السنوات الأخيرة، لأنه يعكس صورة مشرقة عن مصر وفنها وشعبها.
تكامل لا تنافس
تقول الممثلة المصرية ريهام عبد الغفور إن مهرجان الجونة بدأ قوياً ولا زال محافظاً على مستواه للعام الثاني على التوالي، معتبرة أن سبب نجاحه يكمن في التنظيم الجيد الذي جعل كل فنان مشارك فيه يشعر أنه ملك متوج من شدة الاهتمام به. لكن عبد الغفور في حديثها مع رصيف22 لم تذهب إلى حد القول بأن الجونة سيسحب البساط من تحت أقدام مهرجان القاهرة السينمائي قائلة إن صناعة السينما المصرية كانت في حاجة ملحة لأكثر من مهرجان، معتبرة أن المهرجانين متكاملان وليسا متنافسين. "المهرجانين يمكن أن يكملا بعضهما البعض، وبالتأكيد سيستفيد القاهرة السينمائي من مهرجان الجونة والعكس صحيح، فالقاهرة يمتلك سنوات طويلة من الخبرة، والجونة يمتلك الشكل النهائي المبهر" تقول عبد الغفور. ويعتبر الناقد السينمائي المصري محمد عدلي أن مهرجان الجونة أصبح بالفعل منافسا قويا جداً لمهرجان القاهرة، قائلًا: "كان مهرجان القاهرة يمر بأضعف مراحله في السنوات الأخيرة" لكنه يضيف لرصيف22 "مؤخراً بدأت قنوات فضائية خاصة تتبناه، وتشرف على تنظيمه، وتجلب رعاة من الشركات الكبرى لإنقاذه، وهو ما ساهم إلى حد ما في إنعاشه، ولولا هذه الخطوة لانتهى تماماً".تقول الفنانة ريهام عبدالغفور لرصيف22 إن مهرجان الجونة لم يسحب البساط من تحت أقدام مهرجان القاهرة السينمائي لافتة إلى أن صناعة السينما المصرية كانت في حاجة ملحة لأكثر من مهرجان، معتبرة أن المهرجانين متكاملان وليسا متنافسين.
في السنوات الأخيرة عانى مهرجان القاهرة من الإهمال والبيروقراطية، والفساد، وأصبح بعض النجوم يفضلون عدم حضوره، وغالباً ما يشكو المسؤولون من قلة الدعم والاهتمام الحكومي اللازم قائلين إنهم يحاربون من أجل إنجاحه.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.