شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

انضمّ/ ي إلى ناسك!
البطل مريضٌ حقيقي..

البطل مريضٌ حقيقي.. "يوم الدين" من مهرجان كان إلى سينما بسيطة بصعيد مصر

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الاثنين 3 سبتمبر 201806:35 م
مركزية الفن إحدى المشكلات الثقافية في مصر، حيثُ تفتقر محافظة المنيا الصعيدية إلى دُور العرض السينمائي، والاهتمام الحكومي بنشر الفن والثقافة فيها، الأمر الذي دفع صنّاعَ فيلم "يوم الدين" لاختيارِها لتكون أولَ محطةٍ لعرض العمل المصري جماهيرياً قبل طرحه في سينمات القاهرة وباقي الدول العربية. يحكي "يوم الدين" عن رجلٍ مصريٍّ بسيط في كل تفاصيل حياته حتى بأحلامه، هو بشاي، مريضُ الجذام الذي شُفي لكن جسدَه لا زال يحمل آثاره، قبل ذلك عاش سنواتٍ طويلةً في مستعمرةٍ للمرض واقعةٍ في منطقة "أبو زعبل" على أطراف القاهرة، وسط عشرات المصابين بنفس مرضه، ليقرر يوماً ترك المستعمرة بحثاً عن عائلته وجذوره، يصاحبه في رحلته الغريبة طفلٌ نوبي وحمارٌ هزيل. عدم اهتمام الحكومة المصرية وصناع السينما التجارية بمحافظة المنيا لم يكن السببَ الوحيد الذي جعل مخرج "يوم الدين" يختار المدينة التي شهدت العديد من حوادث العنف الطائفي. السبب الآخر أن بطل الفيلم، راضي جمال، وهو مريض جذامٍ حقيقي، ابنُ محافظة المنيا. يقول مخرج الفيلم أبو بكر شوقي لرصيف22 إنه قرر عرض الفيلم الأول في المنيا حتى يحضره بطله وسطَ أفراد عائلته الحقيقيين الذين بحث عنهم في رحلته طوال أحداث الفيلم. يعرض شوقي خلال أحداث فيلمه الروائي الأول حكاية بشاي الذي تركته عائلته بسبب مرضه، ثم قرر مغادرة العالم الصغير الذي تربى وعاش فيه سنين طويلة، مستعمرة مرضى الجذام، ليكتشف عالماً أوسع بكثير، هو مصر الصاخبة المليئة بالبشر والأحداث والحكايات. يقول شوقي إن أول عرضٍ لفيلم "يوم الدين" سيكون يوم 23 سبتمبر في مدينة المنيا، بعدها بثلاثة أيام سيعرض في القاهرة وباقي أنحاء مصر وبعض الدول العربية. خلف "يوم الدين" فريقٌ كامل من عشاق السينما المستقلة، المنتجة دينا إمام، يشاركها المنتج محمد حفظي، صاحب شركة "فيلم كلينيك" المتخصصة في توزيع الأفلام المستقلة، والتصوير لفيدريكو سيسكا، كما يشارك في بطولته أحمد عبد الحافظ في دور الطفل النوبي الذي يصاحب البطل في رحلته طوال أحداث الفيلم. عُرض "يوم الدين" عالمياً أول مرة في مهرجان كان السينمائي الدولي، بحضور مخرجه أبو بكر شوقي وباقي فريقه، منافساً على جائزة السعفة الذهبية، وفاز بجائزة فرانسوا شاليه "Francois Chalais" المهمة. وكان اختيار الفيلم المصري للمشاركة في مهرجان كان في مايو الماضي مفاجأة للكثيرين، لسببين رئيسيين، أولهما أن العمل نُفِّذ بهدوء شديد، ودون دعاية ضخمة كحال باقي الأفلام المصرية التجارية، ثانيهما أن بطل الفيلم ليس لديه أية خبراتٍ تمثيلية سابقة، كما لا يحوي العمل وجوهاً فنية معروفة.
صنّاع فيلم "يوم الدين" يختارون محافظة المنيا لتقديم أول عرضٍ له في مصر، رغم افتقار المدينة لدور السينما، ما السبب وراء ذلك؟
يحكي "يوم الدين" عن رجلٍ مصريٍّ بسيط في كل تفاصيل حياته حتى بأحلامه، هو بشاي، مريضُ الجذام الذي شُفي لكن جسدَه لا زال يحمل آثاره..
"يوم الدين" أولُ عملٍ سينمائيٍّ مصري ينضم إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان منذ نحو خمس سنوات، عندما شارك فيلم "بعد الموقعة" للمخرج يسري نصر الله، في دورة عام 2013. يحكي شوقي أن فكرة الفيلم ليست حديثةً، بل هي مشروعٌ مؤجل في عقله منذ حوالي عشر سنوات، وفكر فيه حين أخرج فيلماً تسجيلياً بعنوان "المستعمرة" عام 2008، يحكي عن كواليس الحياة في مستعمرة الجذام، وهناك تعرف شوقي على راضي جمال، الذي أصبح صديقه، ثم بطل "يوم الدين". وسيمثلُ الفيلم مصرَ في فعالياتِ مهرجان لندن السينمائي، الذي من المقرر إقامتُه في الفترة من 10 حتى 21 أكتوبر المُقبل. تقع مستعمرة الجذام على مساحة 12 ألف فدانٍ تقريباً، وتبرع بأرضها الملك فاروق، واختيرت منطقة "أبو زعبل" تحديداً لإقامة المستعمرة لأنها أكثر المناطق بعداً عن القاهرة. يبلغُ عدد مرضى المستعمرة أكثرَ من 700 مريضٍ أغلبهم رجالٌ، ويقول الطبيب المصري أحمد عبد الحليم لرصيف22 إن المرض يحدث بفعلِ بكتيريا بطيئة التكاثر، ويؤثر بشكلٍ أساسي على جلد الإنسان، ويصل التأثير أيضاً إلى الأعصاب والغشاء المخاطي للقناة التنفسية العلوية والعينين.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image