إن تطوير لعبة ما هو مهمة شاقة تحتاج إلى الكثير من الوقت والجهد خاصة في حال كانت هادفة وتريد إيصال رسالةٍ سياسيةٍ معيّنةٍ، وهذا هو حال العديد من الألعاب التي تصور الواقع العربي وتخبطه في الأزمات السياسية.
وفي حين أن بعض هذه الألعاب يتم "شحن" نسخها الأصلية كما هي إلى العالم العربي، باستثناء تلك التي تتعارض مع المعتقدات المحلية المتعلقة بالكحول، والسلوك الجنسي أو النعرات الطائفية، فإن بعض الألعاب الأخرى يتم "تعريبها" من خلال إطلاق نسخة معدلة يضفى عليها الطابع المحلي وتأخذ بعين الاعتبار الطريقة الخاصة التي ينظر بها العرب نحو موضوعٍ معيّنٍ.
مشاعر اللاعبين المسلمين
من الشائع في هذه الأيام تصوير المسلمين بمظهر الأشرار في الألعاب الإلكترونية، كما من النادر تمثيل أصوات أكثر من مليار شخص من حول العالم، وذلك يعود إلى الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى هذه الفئة من الناس.من الشائع في هذه الأيام تصوير المسلمين بمظهر الأشرار في الألعاب الإلكترونية، كما من النادر تمثيل أصوات أكثر من مليار شخص من حول العالم، وذلك يعود إلى الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى هذه الفئة من الناس.
عندما بدأت الحرب في غزة ورأيت صور الأطفال القتلى بين أحضان أهلهم، صدمت وامتلكني شعورٌ غريب، هو مزيج من الحزن والخوف والتعاطف والغضب، وكل ما كنت أفكر فيه: ماذا لو حدث ذلك معي. من هنا ابتكرت ليلى.هذه عيّنة عن بعض الاستنتاجات التي توصل إليها بعض الخبراء أثناء حديثهم عن "التمثيل الإسلامي في ألعاب الفيديو" وذلك في مؤتمر مطوري الألعاب الذي عقد في سان فرانسيسكو. ووفق موقع venture beat، إن الهدف من حلقة النقاش هذه ليس إطلاق الشكاوى بل إظهار وجهة النظر الشرقية للألعاب الغربية، وتعليم المطورين كيفية فهم واحترام مشاعر اللاعبين المسلمين وابتكار ألعاب من زوايا جديدة.
ألعاب إلكترونية عربية
ومن المنظور الغربي ونظرته إلى العرب والثقافة الإسلامية، ننتقل إلى الحديث عن بعض المبرمجين الذين قاموا بابتكار وتطوير ألعاب إلكترونية تتميز بطابعها الشرقي وتجسد الحروب والنزاعات الدائرة في البلاد وكيفية الهروب بحثاً عن فرصٍ أفضل. من بين هذه الألعاب: ليلى وظلال الحرب: هذه اللعبة مبنية على أحداثٍ حقيقيةٍ حصلت في العام 2014 وهي من تصميم مهندس البرمجيات الفلسطيني "رشيد أبو عيدة". عندما يعيش المرء في منطقة حرب وشبح الموت يطارد الجميع مع انتشار القصف في كل مكان، تصبح الخيارات أكثر صعوبةً، ومع نفاد الوقت لا يمكن فعل أي شيء سوى مواجهة المصير للحفاظ على الحياة الخاصة وحياة العائلة في خضم الحرب الظالمة. من هنا تبرز أحداث حقيقية صعبة تضع المرء أمام طريقين: البقاء على قيد الحياة أو الموت، وهذا ما حصل مع بطل هذه اللعبة إذ يحاول جاهداً مساعدة زوجته وإبنته ليلى على الهروب من الحرب في غزة. وعن السبب الكامن وراء صنع هذه اللعبة، يخبر "رشيد" على الموقع الرسمي للعبة "ليلى وظلال الحرب" أنه أب لطفلين، لا يستطيع أن يتخيل حياته من دونهما إلا أنه "في فلسطين ليس هناك من أحد آمن"، على حدّ قوله، مضيفاً:" عندما بدأت الحرب في غزة ورأيت صور الأطفال القتلى بين أحضان أهلهم، صدمت وامتلكني شعورٌ غريب، هو مزيج من الحزن والخوف والتعاطف والغضب، وكل ما كنت أفكر فيه: ماذا لو حدث ذلك معي. من هنا اخترت مشاركة هذه المشاعر في هذه اللعبة لايصال رسالةٍ تتعلق بمسألة كيف نعيش كفلسطينيين في ظل هذا الوضع". يعتبر "أبو عيدة" أن "ليلى وظلال الحرب" هي أكثر من مجرد لعبة "إنها حالة وتتطلب المساعدة". Path Out: إنها مغامرة ذاتية ملأى بالمفاجآت والتحديات والمفارقات المتناقضة مما يسمح للاعبين بإعادة عرض رحلة الفنان السوري عبدالله كرم، الذي نجا من الحرب الأهلية في سوريا في العام 2014. في المرحلة الأولى، يتذكر كرم الحياة قبل الحرب والقرار الذي اتّخذه بشأن رحلة الهروب المحفوفة بالمخاطر من مسقط رأسه حماة إلى الحدود التركية عبر محافظة حلب التي مزقتها الحرب. وهكذا يتبع اللاعبون مسار عبدالله للتعرف على حياته وعائلته ومحيطه في مغامرةٍ تحتوي على العديد من المهمات والتحديات التي تستند إلى أحداثٍ حقيقيةٍ، بدءاً من محاولة العثور على مصباحٍ كهربائي وصولاً إلى تجنب الألغام الأرضية. وقد أراد كرم تعزيز العلاقة بين اللاعب الحقيقي وبطل هذه اللعبة بهدف مساعدة الناس على فهم معنى أن يكون المرء لاجئاً، وشرح ذلك، بالقول:" هذا هو السبب في كون اللعبة مجانية، وذلك لمشاركة هذا المنظور وإخبار الجميع، بصرف النظر عن حجم الصورة السيئة التي في رأسكم عن اللاجئين، أن هذه هي الصورة الأخرى". تقبرني يا حبي / Bury me, my love: بالرغم من أن المصمم ليس عربياً بل فرنسي تجسد هذه اللعبة الحرب الدائرة في سوريا ومعاناة اللاجئين السوريين. وهي مستوحاة من أحداثٍ حقيقيةٍ، إذ تكشف قصة نور أثناء رحلة هروبها من سوريا إلى أوروبا، وكيفية تواصلها مع زوجها من خلال الواتساب. وبحسب موقع arte فإن هذه اللعبة تحكي قصة أولئك الذين يحاولون البحث عن حياةٍ أفضل، وخاصة الأشخاص الذين يموتون وهم يحاولون تغيير مصيرهم.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
نُور السيبانِيّ -
منذ 20 ساعةالله!
عبد الغني المتوكل -
منذ يوموالله لم أعد أفهم شيء في هذه الحياة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ أسبوعتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت