بينما نُفّذَ هجومٌ مُسلحٌ على عرضٍ عسكري للحرس الثوري في مدينة الأحواز، غربَ إيران، بدأت معركةٌ افتراضيةٌ موازية بين مسؤولين إيرانيين وجيرانهم على الضفة الأخرى من الخليج العربي. بداية الاشتباكات الكلامية ظهرت حينما أعلن مستشارٌ سابق لولي عهد إمارة أبوظبي تأييده للهجوم الذي أسقط ما لا يقل عن 29 قتيلاً وعشرات الجرحى خلال الموكب العسكري، رافضًا تسميته "هجوماً إرهابياً" من جانبها، وجهت إيران اتهاماتٍ إلى دول خليجية "صغيرة" بدعم الجماعة مُنفذة الاعتداء، بتحريضٍ من الولايات المتحدة. وتوعدت بردٍ في إطار حماية مصالحها القومية. مستشار ولي عهد أبوظبي السابق لم يكن الإماراتيَّ الوحيد الذي أعلن تأييده صراحةً للهجوم. فهناك تغريداتٌ أخرى، بعضها لرئيس مركز الإمارات للدراسات السياسية، ابتسام الكتبي. الكتبي، التي تعد عضوًا في الهيئة الاستشارية لمجلس التعاون الخليجي، كتبت في حسابها على تويتر: "مقتل ٨ من عناصر الحرس الثوري الإيراني في هجومٍ على العرض العسكري بالأحواز عملٌ جريءٌ يشير إلى تنامي قوة المقاومة الإيرانية الداخلية وتآكل هيبة الحرس في ذات الوقت". بينما استبعد مراقبون للشؤون الخليجية احتماليةَ مشاركة دولٍ خليجية في الهجوم. وقال المحلل السياسي الأردني، الدكتور نصير العمري، إن السعودية "أجبن من أن ترتب عملية الأحواز"، لكنها حرضت عليها عبر وسائل إعلامها، مُعتبرًا أن دوامةَ الحقد والانتقام، في المنطقة، يجب أن تتوقف، وأن زعزعة إيران من الداخل ستقود إلى زعزعة الدول العربية، حسب قوله.
عبد الخالق عبد الله "سيندم"!
جاء العرض العسكري في الأهواز بالتزامن مع عروضٍ أخرى شهدتها إيران ضمن ما يسمى بـ"الأسبوع المقدس"، إحياءً لذكرى بداية الحرب العراقية – الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، أطول حرب خاضتها إيران في تاريخها الحديث (1980 – 1988). بعد وقتٍ قصيرٍ من الهجوم كتب الأكاديمي الإماراتي، عبد الخالق عبد الله، في حسابه على تويتر: "10 قتلى عسكريين في هجوم على عرض عسكري بمدينة الأهواز جنوب غربي إيران. الهجوم على هدف عسكري ليس بعمل إرهابي ونقل المعركة إلى العمق الإيراني خيار معلن وسيزداد خلال المرحلة القادمة". الرجل الذي عمل من قبل مُستشارًا لولي عهد أبوظبي نشر أيضًا صورًا للحدث، إحداها لجنودٍ من فرقة الموسيقى العسكرية، كانوا يحملون آلاتهم أمام منصة العرض، لدى سقوطهم على الأرض لحظة وقوع الهجوم، وكتب مُعلقاً: "هجومٌ عسكري ضد هدفٍ عسكري ليس بعملٍ إرهابي". وبعد بضع ساعاتٍ من الهجوم، أعلن المتحدث باسم حركة "النضال العربي لتحرير الأحواز"، يعقوب حر التستري، مسؤوليتها عنه، بحسب وكالة رويترز. تعرف الحركة باسم "منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية"، وهي جماعة عربية مناهضة للحكومة الإيرانية، تضم عدداً من الفصائل المسلحة. في حين واصل عبد الخالق تغريداته، قائلاً إن الحرس الثوري الإيراني "الإرهابي"، وفق تعبيره، تلقى "ضربةً موجعةً في عقر داره من قبل أحرار الأحواز". بينما استهجن مسؤولون إيرانيون تعليقات الأكاديمي الإماراتي، من بينهم سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران وقائد الحرس الثوري السابق، محسن رضائي، الذي قال عبر حسابٍ منسوبٍ له في تويتر، إن عبد الخالق انتهك بتصريحاته القانون الدولي، وأنه أكد تورط أجانب في هجوم الأهواز، وعليه الانتظار للندم. ومثله، قال رئيس مدينة طهران، محسن رفسنجاني، إنه إذا كان العرض المنظم بحضور مدنيين عُزل "هدفا مُبررًا" فإن معسكرات الإمارات تعتبر هدفاً أكثر من مبرر، وفقاً لما أوردته تقارير صحافية. وقبيل مغادرته طهران لحضور اجتماعاتِ الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وجَّهَ الرئيس الإيراني اتهاماتٍ إلى "الدول الدمية الصغيرة في المنطقة (التي) تدعمها أمريكا وتحرضها وتزودها بالإمكانات اللازمة"، في إشارةٍ إلى دول خليجية قال إنها دعمت جماعاتٍ عربيةً في إيران. وشدد على أن إيران ستردُّ على ما وصفه بجرائم إرهابية "في سياق القانون والمصلحة الوطنية"، وأنها ستسعى للتغلب على عقوبات واشنطن وتجعلها "تندم على موقفها العدواني"."هل الإمارات متورطة في الهجوم؟"
تقع الأحواز ذات الغالبية العربية من السكان في إقليم خوزستان، جنوبي غرب إيران. وظلت هذه المنطقة على مدار التاريخ نقطةً محوريةً للصراعات بين الإمبراطوريات الكبرى. ولقرونٍ طويلةٍ بقيت الأحواز، القريبة من مدينة البصرة العراقية، تحت سيطرةٍ عربية. وأشعل اكتشاف النفط فيها مطلع عشرينيات القرن الماضي النزاع العالمي عليها. وقتها أطاح الاحتلال البريطاني بحاكمها خزعل جابر الكعبي، ومن بعده ابنه عبد الكريم، وضُم إقليم عربستان إلى إيران. وربما يحمل هجوم الأحواز الأخير رمزيةً خاصة، فالعرض العسكري الإيراني بالمدينة كان في ذكرى بدء الحرب العراقية – الإيرانية، التي نشبت بسبب نزاع البلدين على الإقليم. ومع العاصفة التي أثارتها تغريداتُ عبد الخالق عبد الله، تصاعدت التساؤلاتُ حول حقيقةِ وقوف دولٍ خليجيةٍ وراء هجوم الأهواز. من جانبها، استدعت وزارة الخارجية الايرانية القائمَ بالأعمال الإماراتي بسبب تصريحاتٍ أدلى بها مسؤولٌ إماراتي، وفقَ ما أورده التليفزيون الحكومي في إيران.استهجن مسؤولون إيرانيون تعليقات الأكاديمي الإماراتي، من بينهم قائد الحرس الثوري السابق، محسن رضائي، الذي قال إن عبد الخالق انتهك بتصريحاته القانون الدولي، وأنه أكد تورط أجانب في هجوم الأهواز، وعليه الانتظار للندم.
مستشار ولي عهد أبوظبي السابق لم يكن الإماراتي الوحيد الذي أعلن تأييده صراحةً للهجوم. فهناك تغريداتٌ أخرى، بعضها لرئيس مركز الإمارات للدراسات السياسية، ابتسام الكتبي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومينفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومينعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعرائع