كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية في تقرير نشرته في 17 سبتمبر عن وجود اتصالات سرية بين أنقرة وتل أبيب بهدف إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين وأتراك قولهم إنه إذا لم تحدث مفاجأة في اللحظات الأخيرة، فمن المتوقع أن يعيد البلدان سفيريهما بعد فترة الأعياد اليهودية.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد طلبت تعيين سفير إسرائيلي جديد في تركيا، على أن يبدأ عمله في أوائل صيف 2019.
وبحسب الصحيفة العبرية، أرسلت تركيا ملحقاً اقتصادياً إلى تل أبيب للمرة الأولى منذ سنوات، في محاولة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
ويقول تقرير الصحيفة إن هناك عدة عوامل يمكن اعتبار أنها وراء رغبة البلدين في استئناف المحادثات بينهما، منها قرب انتهاء الحرب الأهلية السورية، واعتبار البلدين الرئيس السوري بشار الأسد عدواً مشتركاً لهما، إضافة إلى الدور الذي تلعبه إيران في سوريا.
وقال متابعون لوسائل الإعلام التركية للصحيفة إن أنقرة امتنعت بشكل مفاجئ عن إدانة إسرائيل بسبب الضربات الجوية الأخيرة المنسوبة إلى الجيش الإسرائيلي في سوريا.
وتعتقد الصحيفة أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يمرّ بمرحلة خلاف مع الإدارة الأمريكية، ويواجه أزمة اقتصادية في بلاده أدت إلى انخفاض قيمة العملة التركية، يدرك جيداً أن الوقت الحالي ليس الأنسب على الإطلاق لزيادة خلافاته الدبلوماسية مع إسرائيل.
هل قامت الإمارات بوساطة بين تركيا وإسرائيل؟
بحسب "يديعوت أحرونوت"، أقلعت طائرتان رسميتان إسرائيلية وتركية من مطار بن غوريون الدولي، في وقت متزامن، حددته الصحيفة، بناء على تقارير ملاحية، بالتاسعة من صباح يوم الأحد الواقع في 16 سبتمبر، توقفتا لوقت قصير في سلطنة عُمان، قبل توجههما إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ويتابع التقرير أن الطائرتين هبطتا في أبوظبي في تمام الثانية والنصف بعد الظهر، قبل أن تقلعا منه صباح يوم الاثنين، لكن التقرير لا يؤكد أن لرحلتي هاتين الطائرتين علاقة بالمحادثات السرية بين تركيا وإسرائيل، ويشير إلى أن الغرض من رحلتهما غير معروف حتى الآن. ويتنامى دور الدبلوماسية الإماراتية في السنوات الأخيرة، وقد ظهر بوضوح بعد نجاحها في إنهاء خلافات وقطيعة استمرت عشرين عاما بين إثيوبيا وإريتريا.يديعوت أحرونوت: أقلعت طائرتان رسميتان إسرائيلية وتركية من مطار بن غوريون الدولي، في وقت متزامن، صباح يوم الأحد الواقع في 16 سبتمبر، وتوقفتا لوقت قصير في سلطنة عُمان، قبل توجههما إلى الإماراتوتلفت الصحيفة العبرية إلى أن كلاً من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان توجها إلى باكو، عاصمة أذربيجان، في 15 سبتمبر. ودعي ليبرمان لزيارة أذربيجان بهدف إجراء محادثات مع رئيسها إلهام علييف وعدد من كبار المسؤولين في البلاد التي تقيم علاقات أمنية وثيقة مع إسرائيل، وتُعَدّ واحدة من أهم مشتري الأسلحة الإسرائيلية. كما وصل أردوغان إلى باكو بصحبة وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، وكان المركز الإعلامي في الرئاسة التركية قد قال إن أردوغان سيشارك في مراسم ذكرى تأسيس جيش القوقاز الإسلامي وتحرير باكو، كما سيجري مباحثات مع مسؤولي أذربيجان، ويبحث معهم سبل تعزيز العلاقات الاستراتيجية والتعاون مع باكو. لكن الصحيفة العبرية تقول، نقلاً عن مصادر دبلوماسية لم تسمها، إن زيارة أردوغان وليبرمان في وقت متزامن إلى باكو كانت مصادفة، كما لم يحاول الأذربيجانيون القيام بأية محاولات للتوسط بين الجانبين.
خلافات حادة في الأشهر الأخيرة
يأتي حديث "يديعوت أحرونوت" عن الاتصالات السرية بين تركيا وإسرائيل بعد نحو أربعة أشهر من طرد تركيا للسفير الإسرائيلي في أنقرة إيتان نائيه على خلفية مقتل 61 متظاهراً فلسطينياً خلال تظاهرات مسيرة العودة. وقتها، احتجت إسرائيل على ما قالت إنه معاملة غير لائقة من أنقرة لسفيرها الإسرائيلي المطرود، بعد ظهوره على وسائل إعلام تركية وهو يخضع للتفتيش على الملأ في المطار. ورداً على طريقة معاملة سفيرها، استدعت وزارة الخارجية الإسرائيلية القائم بالأعمال في السفارة التركية لديها، كما طردت القنصل العام التركي في القدس وتبادل أردوغان عبارات حادة على تويتر مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتركيا من أشد منتقدي استخدام إسرائيل للقوة ضد المحتجين على حدود غزة، كما عارضت قرار الولايات المتحدة فتح سفارتها الجديدة في القدس. وكان الرئيس التركي قد وصف قيام إسرائيل بقتل محتجين فلسطينيين في مايو الماضي بأنه إبادة جماعية واتهم الدولة العبرية بأنها دولة إرهابية، وأعلنت حكومته وقتها حداداً لمدة ثلاثة أيام. ووصف مراقبون الأزمة وقتها بأنها الأسوأ منذ أن اعتلى جنود إسرائيليون سفينة مساعدات كانت تحاول كسر حصار بحري على غزة عام 2010، وقتلوا عشرة ناشطين أتراك، الأمر الذي أدى إلى تخفيض العلاقات الدبلوماسية حتى عام 2016.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
Apple User -
منذ 4 ساعاتHi
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ 3 أيامرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ 3 أيامحبيت اللغة.
أحضان دافئة -
منذ 4 أياممقال رائع فعلا وواقعي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعمقال جيد جدا