لم ينتهِ عطاء الروائي نجيب محفوظ (1911 - 2006) بعدما غيّبه الموت عن عالمنا قبل 12 سنة، بل ترك وراءه 18 قصة لم يتم نشرها بعد ضمن مجموعاته القصصية، ليمنح العالم "بغيابه" المزيد من الإبداعات.
هذا ما كشفته ابنته أم كلثوم التي أوضحت لصحيفة "الأهرام" أن الكاتب الصحافي محمد شعير اكتشف قصصاً كتبها الأديب - الحائز على جائزة نوبل - في منتصف التسعينات، كان قد نشر البعض منها في مجلة "نصف الدنيا"، والباقي بقي محفوظاً في أرشيفه ولم يُنشر في مجموعاته القصصية.
من بين ما نُشر في المجلة، كانت القصص التي شكّلت في ما بعد مجموعتيه القصصيتين "القرار الأخير" و"صدى النسيان"، "بينما لم تُنشَر بقية القصص في مجموعات، كما أن هناك قصتين لم تُنشرا من قبل سواء في مجلات أو كتب"، بحسب ما قاله شعير الذي اكتشف ما تركه محفوظ أثناء عمله على ثلاثية تَسردُ "سيرة" الروائي نجيب محفوظ.
ليست سيرة حياته بتفاصيلها بل سيرة كتابته لرواياته، أي أن شعير يعمل على رواية الرواية موضحاً "هي رحلة البحث عن التفاصيل المنسية، حول البشر، والزمن، والتحولات، ودوائر الصراع المكتوم داخل حارتنا المأزومة".
"أولاد حارتنا.. سيرة الرواية المحرمة" هو الجزء الأول من الثلاثية، إذ يروي الكاتب فيه ما هو "مُهمل" في سيرة الرواية الشهيرة "أولاد حارتنا"، كاشفاً عن كواليس كتابتها.
وشرح موضحاً أن الرواية "بدت على مدى أكثر من نصف قرن كنزاً سياسياً، تتصارع عليه كل القوى السياسية، والدينية وتحاول توظيفه لمصلحتها الخاصة، ورمزاً لمعارك ثقافية وسياسية واجتماعية، تتخذ كل فترة شكلاً جديداً، وشملت ساسة ورجال دين، وأباء، وقتلة، ومؤسسات، وتبلغ ذروتها بمحاولة اغتيال على يد شاب لم يقرأ حرفاً باستثناء فتاوى شيوخه".
وقال شعير إنه لم يكن ينوي كتابة سيرة محفوظ، بل أراد كتابة "سيرة للحداثة العربية في محاولة للإجابة على سؤال: لماذا فشلت، أو تراجعت؟"، متخذاً من نجيب محفوظ "تكأة نقدية" بحسب قوله، حتى وجد نفسه منجذباً نحو محفوظ نفسه وعصره وزمانه، لافتاً إلى أن "أولاد حارتنا" قد لخّصت تاريخ الرقابة في العالم العربي.
لم ينتهِ عطاء الروائي نجيب محفوظ بعدما غيّبه الموت عن عالمنا قبل 12 سنة، بل ترك وراءه 18 قصة اكتشفها بالصدفة صحافي يكتب عنه، ليمنح العالم المزيد من إبداعات الأديب الحائز على نوبل
أثناء عمله على رواية الرواية، اكتشف الكاتب الصحافي محمد شعير 18 قصةً في أرشيف الأديب - الحائز على جائزة نوبل - نجيب محفوظ الذي كان قد نشر البعض منها في مجلة "نصف الدنيا"، والباقي بقي محفوظاً في أرشيفه ولم يُنشر في مجموعاته القصصية...
يُذكر أن محفوظ وُلد عام 1911 في القاهرة، والتحق بجامعة القاهرة عام 1930 لدراسة الفلسفة. نُشر أول مقال له عام 1930 بعنوان "احتضار معتقدات، وتولد معتقدات"، وعندما كان في السنة الجامعية الثانية، قام بترجمة كتاب مصر القديمة لـ"جيمس بيكي".
تدور أحداث جميع رواياته في مصر، ويتكرر فيها مشهد الحارة المصرية التي كانت تعادل العالم بنظره. من أشهر أعماله "الثلاثية" و"أولاد حارتنا" التي مُنعت من النشر في مصر عند صدورها، كما لديه سيناريوهات سينمائية عدة منها "ريا وسكينة" و"جعلوني مجرماً".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...