نال خطاب قصير ألقاه فتى فلسطيني في جلسة جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، في 11 سبتمبر، تصفيقاً شديداً من كافة الحضور.
في كلمة مقتضبة، حث الفتى أحمد إبراهيم بكر الذي يبلغ من العمر 14 عاماً الحضور ومتابعي خطابه في كل مكان على دعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التي تواجه حالياً أزمة مالية خانقة، إثر إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قطع المساعدات الممنوحة لها.
وبثقة شديدة، قال بكر الذي يشغل منصب رئيس البرلمان الطلابي على مستوى الأردن إنه يمثل أصوات وتطلعات 526 ألفاً من طلاب مدارس الأونروا في القدس وسوريا ولبنان والضفة الغربية وغزة والأردن.
وتابع الفتى الصغير موجهاً حديثه للحضور: "أنا هنا اليوم لأدعوكم لمساعدتنا على إبقاء مدارسنا مفتوحة. أحمل في طيات خطابي أمل كل فتى وفتاة يرى في استمرار التعليم الأمل الوحيد لتحقيق أحلامهم. ساعدونا لتحقيق أحلامنا كبقية أطفال العالم".
ويدرس بكر في مدرسة أساسية تقع في مخيم البقعة، شمال العاصمة الأردنية عمان، وانتُخب رئيساً للبرلمان الطلابي عام 2017، وبعدها أصبح عضواً في البرلمان الطلابي المركزي للأونروا في كافة مناطق عملها.
وأشار الفتى إلى أنه انضم في الأسبوع الماضي إلى المفوض العام للأونروا بيير كرينبول في افتتاح أبواب مدارس الوكالة في الأردن، مضيفاً: "عندما افتتحت المدارس في الوقت المحدد كانت هذه لحظة احتفال لنا، أريد أن أشكركم من أعماق قلبي على دعمكم لنا".
وفي 29 أغسطس الماضي، افتحت الوكالة أيضاً مدارسها في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة بعد أن حصلت على أموال لتعويض العجز الناتج عم وقف تمويل الولايات المتحدة، مانحها الرئيسي، لها.
"أدعوكم لمساعدتنا على إبقاء مدارسنا مفتوحة. أحمل في طيات خطابي أمل كل فتى وفتاة يرى في استمرار التعليم الأمل الوحيد لتحقيق أحلامهم. ساعدونا لتحقيق أحلامنا كبقية أطفال العالم"وكانت هناك تخوفات تحيط بموعد بدء العام الدراسي بعد أن أعلنت الأونروا أنها لا تملك مالاً لدفع رواتب المعلمين في مدارسها في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية والأردن وسوريا ولبنان والبالغ عددهم 22 ألف معلم. وفي 16 يناير 2018، جمّدت واشنطن نحو 300 مليون دولار من مساعداتها إلى الأونروا، البالغة حوالي 365 مليون دولار. وفي 31 أغسطس، قررت الإدارة الأمريكية وقف كافة مساعداتها المالية للوكالة.
خطر الحرمان من التعليم
وفي نفس الجلسة، ألقى مفوض عام الأونروا بيير كرينبول كلمة حول واقع الوكالة حذّر فيها من أن عدم وجود مصادر أخرى لتمويلها سيتسبب بحرمان مئات آلاف الطلاب اللاجئين من تلقي التعليم. وفي الثالث من سبتمبر، قال كرينبول إنه لا يمكن ببساطة "إلغاء وجود" ملايين اللاجئين الفلسطينيين، وذلك رداً على قرار قطع المساعدات الأمريكية ومزاعم تفيد بأن عمل الوكالة لا يؤدي إلا إلى إطالة أمد محنتهم. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد اعتبر أن الأونروا تطيل أمد اللجوء، مضيفاً أنه يتعيّن أخذ أموالها "واستخدامها حقاً في المساعدة على إعادة تأهيل اللاجئين الذين يبلغ عددهم الحقيقي شريحة لا تذكر من العدد الذي ذكرته الأونروا". كما انتقدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت الأونروا بسبب ما قالت إنه "توسع مجتمع المستفيدين أضعافاً مضاعفة وإلى ما لا نهاية"، في تكرار لوجهة نظر إسرائيل القائلة إن أحفاد لاجئي عام 1948 ينبغي ألا يحصلوا على وضع أجدادهم. وتأسست الأونروا عام 1949 بعد حرب 1948 التي أجبرت 700 ألف فلسطيني على ترك منازلهم، وتقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة. ومعظم هؤلاء اللاجئين من نسل نحو 700 ألف فلسطيني طردوا من منازلهم أو فروا من حرب عام 1948 التي انتهت بإعلان قيام دولة إسرائيل.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...