على الرغم من مقاطعة المعارضة البحرينية للانتخابات، بلغ عدد المرشحين إلى المجلس النيابي 314 مرشحاً. معظم هؤلاء أخذوا نصيبهم من انتقادات الجمهور. التعليقات شملت برامجهم الانتخابية وشعاراتهم وخلفياتهم، وبلغ الأمر بالبعض حد السخرية منهم.
فتحت مقاطعة جمعيات المعارضة البحرينية السياسية للانتخابات التشريعية المقبلة المجال للترشح أمام الكثيرين، من موالين للسلطة ومستقلين ومعارضين معتدلين. بقرارها مقاطعة الانتخابات، تخلّت جمعيات المعارضة عن 18 مقعداً مضموناً في المجلس النيابي ومقاعد أخرى كانت ستشهد منافسة شرسة.
وبعد أن فُتح باب الترشح في منتصف الشهر الماضي، تقدم العشرات بترشيحاتهم لاغتنام فرصة الحصول على مقعد نيابي، والاستفادة من دعم الحكومة لهذه الانتخابات، ورغبتها الشديدة في نجاحها. وبعد نظر المحكمة المختصة، محكمة الاستئناف العليا المدنية، في طلبات الطعن وقرارها استبعاد بعضها، بلغ عدد المرشحين إلى المجلس النيابي 314 شخصاً.
مرشحون كثر لم يتقدموا بترشيحاتهم إلا طمعاً بالوجاهة وبالراتب الضخم الذي سيدرّه عليهم الكرسي النيابي في حال الفوز.
إحدى المرشحات تصر على الترشح إلى المجلسين البلدي والنيابي في الوقت نفسه وكأنها لا تريد أن تفوّت على نفسها أي احتمال لشغل منصب تمثيلي. مرشح آخر يُعرّف عن نفسه للجنة الانتخابية بأنه راقص على إحدى القنوات الفضائية الطربية. وعندما سُئل رجل أعمال عن سبب ترشحه، كانت إجابته "بس جذي"، أي "بدون سبب" باللهجة البحرينية. هذا بينما يستخدم أحد المرشحين حساباً على موقع "تويتر" تحت اِسم Hot Love، أي "الحب الساخن"، ويزين مرشح آخر لافتاته الانتخابية بصورة نمر، إلى جانب صورته، معتبراً أن النمر يمده بالقوة.
من نظرة سريعة على أسماء المرشحين ومؤهلاتهم، يتضح أن الكثير من الإعلاميين وموظفي العلاقات العامة قد تقدموا بترشيحاتهم إلى المجلس النيابي، وهو ما عزاه مراقبون إلى "معرفتهم بأن البرلمان الحالي ما هو إلا عبارة عن تصريحات وعلاقات عامة، بحكم محدودية صلاحيات البرلمان وعدم قدرته على تلبية الحد الأدنى من تطلعات المواطنين".
فمن العاملين في مجال الإعلام، ترشح جمال داوود المدير السابق للمطبوعات والنشر في هيئة شؤون الإعلام. وأعاد النائب محمود المحمود، وكيل وزارة الإعلام سابقاً ورئيس تحرير صحيفة "ديلي تريبيون" Daily Tribune الصادرة باللغة الإنجليزية، ترشيح نفسه. هذا بالإضافة إلى ترشح المخرج حسن السماهيجي، وعلي المقلة، الموظف السابق في وزارة الإعلام، وعبد الله بوغمار، الموظف في هيئة شؤون الإعلام، والصحافي جميل المحاري، والمسؤولة السابقة في هيئة الاذاعة والتلفزيون البحرينية فوزية زينل، والكاتب الرياضي خالد ابراهيم.
أما موظفو العلاقات العامة الذين رشحوا أنفسهم، فهم محمد الأحمد، رئيس قسم الإعلام في مجلس النواب، والذي أطلق لحيته قبل موسم الانتخابات بقليل لينضم إلى التيار السلفي، بالإضافة إلى أشرف العصار الذي يعمل موظف علاقات عامة بجمعية المهندسين البحرينية، وزينب عبد الأمير التي تعمل في فريق الإعلام والعلاقات العامة بوزارة الأشغال، وحسين بوخماس الذي يشغل وظيفة في قسم الإعلام بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وحسين اسماعيل الذي يتولى منصب موظف علاقات عامة في إحدى الجامعات الخاصة في المملكة.
ومن بين الأسماء التي تقدمت بترشيحاتها، نشطاء في الفضاء الالكتروني، كعبد العزيز مطر الشاوش، وهو ناشط إلكتروني على موقع تويتر واشتهر خلال العام 2011 وبعده بتغريداته المناصرة للحكومة البحرينية. كذلك تقدم بترشيحه محمد الزياني، وهو ناشط "تويتري" وعسكري متقاعد، وسلفي مستقل. كذلك ترشح عبد الرحمن الشيخ معرفاً نفسه بأنه صاحب قناة "وين بالبحرين" الاجتماعية، وهي قناة على موقع يوتيوب.
وعلى الرغم من السجالات التي أثارتها صور النواب البحرينيين الذين تسللوا إلى الأراضي السورية لدعم مجموعات معارضة سورية مسلّحة، فقد عاود عدد منهم ترشيح نفسه، كالنائب عبد الحليم مراد، رئيس جمعية الأصالة السلفية، وعادل المعاودة، النائب الثاني لرئيس مجلس النواب. كذلك، عاود النائب سلمان الشيخ ترشيح نفسه برغم فضيحة إشهاره السلاح في وجه أشخاص قال إنهم تحرشوا بفتاة كانت ترافقة إلى أحد النوادي الليلية.
وأثار ترشح عدد من المعارضين القدامى استنكار المعارضين الحاليين. فقد ترشح أحمد مطر، أحد أعضاء الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي، والذي كان أول رئيس للاتحاد الوطني لطلبة البحرين في الخارج، وهو اعتقل في سبعينات القرن الماضي أكثر من خمسين مرة، بناءً على تصريحات نارية له. كذلك ترشح خليفة صليبيخ، عضو "جبهة التحرير البحرانية" في سبعينات القرن الماضي، والذي تعرض للاعتقال آنذاك لكونه معارضاً، إلا أنه تحول اليوم إلى موالاة السلطة.
وفي عداد المرشحين، مَن أثارت وظائفهم السابقة سخط الكثيرين وتهكمهم، على اعتبار أن من سيشرع قوانين البلاد ويدير تشريعاتها في البرلمان المقبل هم من خليفات ومؤهلات أقل ما يقال عنها إنها متواضعة جداً. هذا هو الحال مع المرشح عبد الله بن حويل الذي كان يشغل وظيفة السائق الشخصي لأمير البحرين، وعلي شمطوط الذي كان يشغل وظيفة حارس في وزارة التربية والتعليم قبل فوزه في الانتخابات التكميلية السابقة، وابراهيم العصفور، الرئيس السابق لجمعية أصحاب سيارات الأجرة، ووحيد الدوسري الرئيس الفخري لجمعية الصيادين، ومحمد جاسم الدخيل رئيس جمعية صيادي السمك في منطقة المحرق.
وترشح أيضاً فنانون وطباخون، كالفنان التشكيلي أحمد باقر، صاحب عدد من المؤلفات في الفن والتصوير الضوئي والذي آثر استخدام قناة خاصة به على يوتيوب للوصول إلى ناخبيه بدلاً من نصب خيمة لاستقطابهم كما يفعل منافسوه. وترشح المحامي أحمد قاهري الذي يمارس الطهو كهواية والمعروف في الشارع البحريني باسم "طباخ بحريني"، وجعفر حبيب، المغنّي ولاعب كرة قدم متقاعد. جعفر حبيب ليس "الرياضي" الوحيد المرشح إلى البرلمان. فقد عاود النائب عادل العسومي، رئيس اتحاد كرة السلة البحريني، ترشيح نفسه، وترشح كذلك رئيس الاتحاد البحريني الحالي لكرة اليد علي اسحاقي، ورئيس الاتحاد السابق عبد الرحمن بوعلي. هؤلاء قد يجدون في المرشح علي العربي، المعلق والمذيع الرياضي، مشجّعاً لهم على العمل التشريعي.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...