"حرمةُ بيتِ العصمة والنقاء" حجةٌ ساقتها السلطاتُ الإيرانيةُ لإغلاقِ صحيفةٍ بعدما نشرت تقريراً اعتبرته مُسيئاً إلى السيدة "رقيّة" ابنة الإمام الحسين بن علي. التقرير المنشور في صحيفة "صداي إصلاحات" أو "صوت الإصلاح"، يوم الجمعة الماضي، تطرّقَ إلى قصةِ عملية تحولٍ جنسيّ لفتاةٍ إيرانية أصبحَ اسمها "مهدي" بدلاً من "رقية". حينها، أرسلَ النائب العام خطاباً إلى المدعي العام محمد علي جعفري، يريد "حظرَ النشر والتحقيقَ مع مرتكبي هذا العمل"، بحسب وكالة أنباء الطلبة (إسنا).
"رقية أصبحت مهدي بعد 22 عاماً"
ربما لو نشرتِ الصحيفةُ المُقربةُ من تيارِ الإصلاحيين، تقريرَها الذي تصدر صفحتَها الأولى، في وقتٍ آخر لتفادت وقفَها وإحالةَ رئيس تحريرها إلى المحاكمة. وقالت تقاريرُ صحافيةٌ إن التقرير أثار غضبَ تيارِ المحافظين، لاسيما نشره تزامناً مع الثالث من شهر محرم عاشوراء، المعروف بـ"حضرة رقية"، وهو يوم عطلةٍ في عموم إيران للعزاء في ابنة الإمام الثالث للشيعة. كما يُعتبر المهدي اسماً للإمام الشيعي الثاني عشر الذي عاش منذ القرن التاسع. "رقيّة أصبحت مهدي بعد 22 عاماً" كان هذا عنوان تقرير الصحيفة عن فتاةٍ غيَرتْ جنسها إلى ذكر. ردُّ فعل السلطات كان سريعاً، حيث أمر المدعي العام بوقف الصحيفة ومصادرةِ عددها "في أعقاب تدنيس المرقد المقدس لحضرة السيدة رقيّة". واعتبرَ المدعي العام، أن عنوانَ وصورةَ التقرير التعبيرية التي أظهرت شاباً خفيف الذقن يضع أحمر شفاه "عارٌ واضحٌ وتدنيسٌ لمقام أهل البيت ذوي العصمة والنقاء".صحيفة إيرانية تنشر تقريراً حول قصةِ عملية تحولٍ جنسيّ لفتاةٍ إيرانية أصبحَ اسمها "مهدي" بدلاً من "رقية"، تزامناً مع الثالث من شهر محرم عاشوراء، المعروف بـ"حضرة رقية". وهو يوم عطلة في عموم إيران للعزاء في ابنة الإمام الثالث للشيعة
كل من يحاول الفهم في إيران يتم تجريمُه، والحكومة تضع عدسةً مُكبرة على كل عنوانٍ رئيسي في الصحف، مع ذلك لا تعطي اهتماماً لقضايا الفقر والظلم والفساد
"خطأ غير مقصود"
في المقابل، قال رئيسُ تحرير صحيفة "صوت الإصلاح"، هادي قصايزاده: "عندما نشرتُ واخترتُ هذا العنوان، لم أكن مُهتماً بالمناسبة المرتبطة باليوم، وفي الحقيقة كان هذا خطأً ارتُكب عن غير قصدٍ، ولم يكن متعمداً بأي شكلٍ من الأشكال". وخلال تصريحات قصايزاده لوكالة أنباء فارس، أوضحَ أنه متدينٌ وقارىءٌ للقرآن، وأن صحيفته ليست قريبةً من التيار الإصلاحي، إنما "فقط اسمها هو صوت الإصلاح". وبين مؤيدٍ ومعارضٍ لقرار إغلاق الصحيفة، تباينت ردودُ الفعل على تويتر بين مستخدميه في إيران. قال البعض إن التقرير الأخير واحدٌ من تقاريرٍ مسيئةٍ نشرتها "صوت الإصلاح"، مثلما أساءت لشهداء إيران من قبل. بينما علق آخرون أنَّ كلَّ من يحاولُ الفهم في إيران يتم تجريمُه، وأن الصحيفة لم تستحقَّ الحظر. قائلين إن الحكومة تضع عدسةً مُكبرةً على كل عنوانٍ رئيسي في الصحف، مع ذلك لا تعطي اهتماماً لقضايا الفقرِ والظلم والفساد. وتحتلُ إيران المرتبةَ 164 من بين 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة بمنظمة "مراسلون بلا حدود". وفي أغسطس الماضي، حكمت المحاكمُ الإيرانية على سبعة صحافيين وأمرت بجلدهم علناً بسبب تغطيتهم لاحتجاجاتِ الأقليّة الدرويشية. وقالت لجنة حماية الصحافيين إن "الجملَ المروعةَ خلقتْ موقفَ السلطات الإيرانية المنحرفَ تجاه الصحافيين".رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
mahmoud fahmy -
منذ 5 ساعاتكان المفروض حلقة الدحيح تذكر، وكتاب سنوات المجهود الحربي، بس المادة رائعة ف العموم، تسلم ايديكم
KHALIL FADEL -
منذ يومراااااااااااااااااااااااااائع ومهم وملهم
د. خليل فاضل
Ahmed Gomaa -
منذ يومينعمل رائع ومشوق تحياتي للكاتبة المتميزة
astor totor -
منذ 6 أياماسمهم عابرون و عابرات مش متحولون
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعفعلاً عندك حق، كلامك سليم 100%! للأسف حتى الكبار مش بعيدين عن المخاطر لو ما أخدوش التدابير...
Sam Dany -
منذ أسبوعانا قرأت كتاب اسمه : جاسوس من أجل لا أحد، ستة عشر عاماً في المخابرات السورية.. وهو جعلني اعيش...