شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

قدّم/ ي دعمك!

"في الشهر التالي عين الملك ابنه وليًا للعهد".. كيف مهد "كوشنر" طريق بن سلمان لقيادة السعودية؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الخميس 13 سبتمبر 201804:05 م
"في الشهر التالي (يونيو 2017)، عيَن الملك سلمان، 81 عامًا، ابنه (محمد بن سلمان)، 31 عامًا، وليًا جديدًا للعهد، وفي الصف التالي لقيادة المملكة.. كان جاريد كوشنر على حق". هذا ما كشفه كتاب "الخوف" للصحافي بوب وودوارد، من كواليس عن التمهيد لتصعيد بن سلمان من الصفوف الوسطى للقيادة إلى ولاية العهد، وكيف دخل صهر الرئيس الأمريكي بسببه في صدام مع مسؤولي وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ووزيري الدفاع والخارجية. وتطرق الكتاب، بحسب ما أوردته صحيفة "هاآرتس"، إلى جهود كوشنر، الذي يعد أبرز مستشاري دونالد ترامب، في تشجيعه على تعزيز التحالف بين السعودية وإسرائيل.

كوشنر عرَاب التحالف بين السعودية وإسرائيل

في كتابه، قال بوب وودوارد، مُفجر فضيحة "ووتر جيت" التي أطاحت الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في سبعينات القرن الماضي، إن كوشنر عمل على تشجيع التحالف بين الرياض وتل أبيب، وفي بعض الأحيان ضد نصيحة كبار المسؤولين الآخرين في البيت الأبيض. جهود كوشنر بدأت خلال الأشهر الأولى من إدارة ترامب في أوائل 2017، حيث قدم اقتراحًا رسميًا للرئيس بالقيام بجولة خارجية، يجب أن تتضمن محطتين، هما السعودية وإسرائيل، بحجة إرسال رسالة تشير إلى التزام الولايات المتحدة بإقامة علاقات أوثق بين الدولتين. ناقش كوشنر الفكرة مع ديريك هارفي، وهو قائد عسكري مُتقاعد كان مسؤولاً عن سياسة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي خلال السنة الأولى لرئاسة ترامب.
صهر الرئيس دعا بن سلمان لزيارة البيت البيض.. وبعد شهر من زيارة ترامب للرياض أصبح وليًا للعهد
"أخبر كوشنر هارفي أنه لديه معلومات مهمة وموثوق بها مُفادها أن مفتاح السعودية كان نائب ولي العهد، وهو محمد بن سلمان، صاحب الشخصية الكاريزمية البالغ من العمر 31 عاماً والمعروف باسم MBS"
وحينذاك، قال هارفي لـ "كوشنر" إن اختيار الرياض كأول عاصمة أجنبية سيزورها ترامب "ستلائم تمامًا ما نحاول القيام به، لنؤكد من جديد دعمنا للسعوديين، وأهدافنا الإستراتيجية في المنطقة"، بحسب ما جاء في كتاب بوب وودوارد. ويضيف وودوارد أن فكرة "جعل السعودية أول رحلة رئاسية يمكن أن تقطع شوطًا طويلا للإشارة إلى أن إدارة ترامب لديها أولويات جديدة. قمة في السعودية ستفيد أيضًا إسرائيل. كان لدى السعوديين والإسرائيليين، الذين كانوا أعداء لفترة طويلة لإيران، علاقات مفتوحة ومُهمة في الأبواب الخلفية".

كيف تنبأ كوشنر بأن مفتاح السعودية في يد بن سلمان؟

وبعد إشارته إلى أن كوشنر لديه علاقات قوية على أعلى المستويات في الحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحدث وودوارد عن خلاف وقع بين كوشنر ومسؤولين أمريكيين كبار آخرين حول من هو الشخصية الأكثر أهمية للعمل معه في السعودية. وقال وودوارد إن كوشنر لديه قراءة مختلفة، بينما اعتقد كبار مسؤولي الاستخبارات الأمريكية أن السعودي الأكثر تأثيراً كان ولي العهد آنذاك، رئيس الاستخبارات السابق محمد بن نايف. "أخبر كوشنر هارفي أنه لديه معلومات مهمة وموثوق بها مُفادها أن مفتاح السعودية كان نائب ولي العهد، وهو محمد بن سلمان، صاحب الشخصية الكاريزمية البالغ من العمر 31 عاماً والمعروف باسم MBS"، بحسب ما أوضح وودوارد في كتابه. في حين لم يوافقه الرأي بعض مسؤولي الـ"سي آي ايه": "كانت الرسالة بينهم هي أن كوشنر من الأفضل أن يكون حذرًا. ففي رأيهم كان الرجل الحقيقي ولي العهد حينذاك، محمد بن نايف، 57 عامًا، الذي كان يعرف باسم MBN. وكان ابن أخ الملك الذي له الفضل في تفكيك تنظيم القاعدة في المملكة باعتباره وزيرًا للداخلية. وبالتالي فإن إظهار المحاباة للـ MBS الأصغر من شأنه أن يسبب الخلاف داخل العائلة المالكة". ولم يحدد وودوارد المصادر الاستخباراتية التي اعتمد عليها كوشنر في تقييمه أن بن سلمان كان أكثر بروزًا من ولي العهد الفعلي، نايف. ومع ذلك، فإن مستشار الرئيس للشرق الأوسط ديريك هارفي، بناء على اتصالاته الخاصة في الشرق الأوسط، بما في ذلك الإسرائيليون، يعتقد "أن كوشنر كان على حق، كان بن سلمان هو المستقبل". ودفع كوشنر وهارفي في اتجاه عقد قمة كبرى في السعودية خلال زيارة ترامب، كمحاولة لإعادة العلاقات الأمريكية - السعودية إلى مركز السياسة الخارجية الأمريكية، وأصبح بن سلمان نقطة الاتصال الرئيسية لتنظيم زيارة ترامب. وقتذاك، كان وزير الدفاع، جيمس ماتيس، متشككًا بشأن اقتراحات كوشنر، ومثله مسؤولان آخران في الإدارة العليا، ووزير الخارجية، ريكس تيلرسون، فضلًا عن مستشار الأمن القومي آنذاك، إتش آر ماكماستر (رئيس هارفي)، الذي يشارك ماتيس خبرته الواسعة في العمل في الشرق الأوسط. وحذر تيلرسون، الذي عمل مع القيادة السعودية خلال سنوات عمله كمدير تنفيذي لشركة إكسون موبيل، من رغبة كوشنر في التفاوض على عدد من الصفقات الكبيرة مع بن سلمان. وقال وودوارد إن تيلرسون يعتقد أيضًا أن "التفاعل مع بن سلمان يجب أن يُؤخذ مع حبة ملح. يمكن للولايات المتحدة أن تعمل بجد على تنظيم القمة، ولا تحصل على شيء في النهاية". وفي حين لم يكن هناك من "أحد يدعم فكرة عقد قمة" في ربيع 2017، فقد حدثت حسب خطة كوشنر في النهاية بدعم من الرئيس، على الرغم من اعتراضات كبار المسؤولين الآخرين. و"عندما بدا الأمر كما لو كانوا قريبين، فإن كوشنر دعا بن سلمان إلى زيارة البيت الأبيض"، وفق وودوارد. وتمت الزيارة في مارس 2017، أي قبل شهرين من جولة ترامب إلى الشرق الأوسط. وقتذاك، تناول بن سلمان الغداء مع ترامب في غرفة الطعام بالبيت الأبيض، وهي عادة مُخصصة للاجتماعات بين الرئيس والقادة الأجانب. ويقول وودوارد: "انتهك هذا البروتوكول وسط قلق مسؤولي وزارة الخارجية والسي آي ايه. غداء الرئيس في البيت الأبيض مع نائب ولي العهد من رتبة متوسطة لم يكن من المفترض القيام به". بعد شهرين، وصل ترامب إلى الرياض وتحرك من هناك إلى القدس، مما جعل السعودية وإسرائيل محطتين أوليين في جولته الخارجية الافتتاحية كرئيس. وبالتالي، جرت الأمور بالضبط كما خطط لها كوشنر. "في الشهر التالي (يونيو 2017)، عين الملك سلمان، 81 عامًا، ابنه، 31 عامًا، ولي جديد للعهد، وفي الصف التالي لقيادة المملكة".

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image