شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

ساهم/ ي في صياغة المستقبل!
عندما تصبح 15 سيجارة أفضل من الوِحْدَة!

عندما تصبح 15 سيجارة أفضل من الوِحْدَة!

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

حياة

الأربعاء 12 سبتمبر 201803:37 م

تحذير: "احترس التدخين يدمّر الصحة ويسبب الوفاة". تحذيرٌ آخر: "التدخين يحرق أعضاء الجسد بأكثر من 25 مرضاً بما في ذلك السرطان والأمراض القلبية"... تنوعت الصور التحذيرية على علب السجائر كما تنوعت نصوصها، بأمرٍ من منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة في العالم، حتى اعتقدت المجتمعات بأن لا منافس لها في ما تسببه من ضرر على الصحة.

ما نشره موقع "Vice" مؤخراً، نقلاً عن دراسة أجرتها شركة التأمين الصحي "Cigna"، قد يُسهم في كسر الصورة النمطيّة، فـ"الوحدة أسوأ من تدخين 15 سيجارة في اليوم"، حسب ما بيّنت الدراسة، التي أكدت أن "الشعور بالوحدة يؤثر على معدل الوفيات، تماماً كما يؤثر تدخين نحو 15 سيجارة في اليوم على معدل الوفيات".

لطالما أُشيع بأن الوحدة ترافق كبار السن وأنهم الأكثر عُرضة لها، لكن هذا ما نفته الدراسة التي أُجريت على 20 ألف شخص، وأظهرت أن "الجيل زد" (Generation Z) والمسمى أيضاً بجيل ما بعد الألفية (18 إلى 22 عاماً) هو الجيل "الأكثر وحدة"، إذ ظهر أن 48% من "جيل زد" يعانون الوحدة، بينما يعاني منها 39% فقط بين أولئك الذين تخطوا الـ 72.

"كيف تُقاس درجة الوحدة؟"، ربما تتساءل الآن.

هُناك ما يُسمى بـ Loneliness Scale وهو مقياس الشعور بالوحدة، إذ يتم عرض 10 "حالات" منها "لا أجد من أتحدث إليه"، "مللت من فعل كل شيء بمفردي" و"لا أحد يفهمني".

عليك اختيار واحدة من بين 4 خيارات (نعم أشعر بذلك، أشعر بذلك ولكن ليس بشكل مستمر، أشعر بذلك نادراً جداً، لا أشعر بذلك أبداً)، ولكل إجابة "عدد نقاط مختلفة".

إن كانت النتيجة نحو "20"، فهذا المعدل المتوسط للشعور بالوحدة، وإن كانت ما يقارب الـ 25، فأنت تعاني من الوحدة بشكل مرتفع، أما إن كانت النتيجة 30 وما فوق، فعليك أن تتخلص من تلك المشاعر في أسرع وقت لما تشكله من خطر عليك!

من مخاوف الشعور بالوحدة ضعف مناعة الجسم، عدم القدرة على التركيز، الشعور بالاكتئاب، وزيادة الوزن. وبحسب موقع "وِب طب" فإن الوحدة المطولة قد تزيد من فرص الإصابة بالزهايمر.

"احترس التدخين يدمّر الصحة ويسبب الوفاة"... عبارة شهيرة نراها على علب السجائر، ولكننا لا نرى ما يشابهها للتحذير من "الوحدة". قم بقياس "وحدتك"، إن كانت النتيجة "30" وما فوق، فعليك أن تجد حلاً!
علّمونا في المدارس أضرار التدخين وأضرار السمنة ونسوا درس "أضرار الوحدة"، ليتبين في ما بعد أن الوحدة أسوأ من تدخين 15 سيجارة في اليوم!

من ناحية أخرى، كشفت الدراسة أن الشباب الأكثر استعمالاً لمواقع التواصل الاجتماعي يعانون الوحدة ذاتها التي يشعرها أولئك الذين نادراً ما يستخدمونها، إذ أن الأمر لا يتعلق بالعالم الافتراضي.

ويأتي ذلك ليناقض ما أثبتته دراسات أخرى تُظهر مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على نفسيات الشباب الذين بقصد أو غير قصد يقارنون حياتهم بما يشاهدونه خلال تصفحهم "العالم الافتراضي"، ولذلك يشعرون بالكآبة، ومن ثم الوحدة.

وقد نقلت "Cigna" حلول لا جهد فيها للتخفيف من الوحدة، أبرزها النوم، قضاء بعض الوقت مع العائلة، ممارسة الرياضة وتجنب العمل لساعات طويلة. أما الوسيلة الأكثر واقعية للتخفيف من الوحدة فهي الاستغناء عن مواقع التواصل التي أضرّت بمفهوم التواصل لسوء استخدامنا لها.


رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image