شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

لنبدأ من هنا!

"سنستهدف إسرائيل إذا هاجمتنا واشنطن"... هل تهديدات إيران المتكررة للدولة العبرية "كلام في كلام"؟

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 22 أغسطس 201805:26 م
في تصريح جديد ضمن سلسلة طويلة من التصريحات المشابهة، حذّر رجل الدين الإيراني البارز أحمد خاتمي في 22 أغسطس من أن بلاده ستستهدف الولايات المتحدة الأمريكية وحليفتها إسرائيل، إذا تعرّضت لأي ضربات. وقال خاتمي، وهو خطيب الجمعة في طهران ونائب رئيس مجلس خبراء القيادة الإيرانية، إن "ثمن الحرب مع إيران باهظ جداً بالنسبة لأمريكا. يدركون أنهم إذا ألحقوا أقل ضرر بهذا البلد، سيتم استهداف الولايات المتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة، النظام الصهيوني". ولم يحدد رجل الدين الإيراني إذا كانت هذه الهجمات ستشنّها إيران مباشرة أم ستتم عبر جماعات مرتبطة بها مثل حزب الله اللبناني. وكثيراً ما يُطلق مسؤولون وقادة دينيون في إيران تهديدات بضرب إسرائيل، إذا واجهت بلدهم أية أخطار خارجية، بسبب أنشطتها النووية ونفوذها في الشرق الأوسط. واعتبر الباحث في الشؤون الدولية محمد عمر أن إيران تعلم جيداً ما يمثله موضوع أمن إسرائيل بالنسبة إلى الغرب بشكل عام وللإدارة الأمريكية بشكل خاص، لذلك كثيراً ما توجّه مثل هذه التهديدات حين تشعر بنوايا سيئة تجاهها. وأضاف لرصيف22 أن "مثل هذه التصريحات تظل مجرد تهديدات للاستهلاك الإعلامي، ولا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تسعى بشكل جاد لتنفيذها لأنها تعلم جيداً أن ثمن ذلك قد يكون نهاية النظام الحاكم في طهران لأن الغرب لن يسمح أبداً بأن تواجه حليفته المفضلة في الشرق الأوسط إسرائيل ما يهدد وجودها". وتابع الباحث في الشؤون الدولية أن "نظام طهران يتعامل مع الولايات المتحدة وإسرائيل باعتبارهما عدواً حقيقياً يسعى إلى ترويض طهران، ويقوم بمجهود كبير لتغيير نظامها، وهو يعلم أن أمن إسرائيل، ورقة ضغط يمكن استخدامها بين الحين والآخر". وكان نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري قد وصف الولايات المتحدة وإسرائيل بأنهما "ألد أعداء الجمهورية الإسلامية"، مضيفاً لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية أنهما "سببا المشاكل الاقتصادية، لكن إيران ستتغلب عليهما بمساعدة حلفائها ودبلوماسيتها الذكية". بحسب عمر، لن تسمح الولايات المتحدة بأي شكل بأن تتخذ طهران خطوات فعلية تهدد أمن إسرائيل، ولو حصل ذلك، من الممكن أن يصدر عن واشنطن رد فعل قد يرقى إلى شنّ عمل عسكري. وفي مايو 2017، قال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس إن بلادة لن تتساهل بعد اليوم مع محاولات إيران تعريض أمن إسرائيل للخطر. ووصف بنس الدعم الأمريكي لأمن إسرائيل، خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأنه وصل إلى مستوى قياسي، مشيراً إلى أن بلاده ستلاحق تنظيم داعش "لكي لا يتمكنوا من تهديد شعبنا، وأعز حلفائنا إسرائيل".
تصريح جديد ضمن سلسلة طويلة من التصريحات التي يهدد فيها إيرانيون بتدمير إسرائيل... "مجرد تهديدات للاستهلاك الإعلامي، ولا يمكن لإيران أن تسعى بشكل جاد إلى تنفيذها"
وأضاف بنس أن الإدارة الأمريكية الحالية لن تسمح لإيران بتطوير أسلحة نووية، و"هذا وعدنا الرسمي لكم، لإسرائيل، ولجميع العالم". وأعادت واشنطن فرض عقوبات على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي المبرم بين قوى عالمية وطهران عام 2015، وقالت إن الاتفاق متساهل جداً مع إيران ولن يمنعها من تطوير قنبلة نووية. وبعد دخول حزمة عقوبات حيّز التنفيذ في أغسطس، قال ترامب إن بلاده ستفرض حزمة أخرى من العقوبات، ستكون أقوى، في نوفمبر وتستهدف مبيعات النفط الإيراني وقطاع البنوك. وفي 22 أغسطس قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون بشكل واضح إن واحداً من أسباب بقاء بلاده في سوريا هو "قلق واشنطن من وجود الفصائل والقوات الإيرانية على الأراضي السورية". وتعتبر إسرائيل أن وجود قوات إيرانية بالقرب من حدودها في سوريا تهديداً مباشراً لأمنها.

"سندمر تل أبيب وحيفا"

لم يكن تهديد خاتمي الذي تناول استهداف إسرائيل اليوم هو الأول من نوعه. مثله الكثير. ففي مايو الماضي، قال خاتمي نفسه إن بلاده ستدمر تل أبيب وحيفا، إذا تصرفت إسرائيل بحماقة، على حد تعبيره. وقال خاتمي في خطبة دينية في جامعة طهران: "سنطور قدراتنا الصاروخية رغم الضغوط الغربية... لتعرف إسرائيل أنها إذا تصرفت بحماقة فسيتم تدمير تل أبيب وحيفا بالكامل". وفي 21 أغسطس، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون الرسمي على الهواء مباشرة "إن الولايات المتحدة لا تجرؤ على ضرب إيران، لأنها تدرك القوة العسكرية لنا والثمن الباهظ للصراع". وتساءل: "لماذا لا تهاجمنا الولايات المتحدة؟ بسبب قوتنا. إنهم يعرفونها ويعرفون التداعيات". والتداعيات التي يقصدها روحاني قد يكون من ضمنها ما يتعلق بأمن إسرائيل التي كثيراً ما يتحدث مسؤولون إيرانيون عن توجيه ضربات لها. وفي 20 فبراير، وجّه أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، تهديدات صريحة إلى إسرائيل بـ"تسوية تل أبيب بالأرض"، في مهرجان نظمه الحرس الثوري. وأضاف: "في حال أقدم الكيان الصهيوني على أصغر تحرّك ضد الجمهورية الإسلامية، فإيران ستسوي تل أبيب بالأرض ولن نمنح (رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين) نتنياهو فرصة الهرب". لكن يظل أغرب تهديد إيراني لإسرائيل هو ما جاء في مشهد تخرّج ضباط في كلية عسكرية في إيران، حين ظهرت صورة تُظهر علم إسرائيل على نعل أحد الجنود. وجذبت الصورة انتباه مسؤولي الحكومة الإسرائيلية، الذين أعادوا نشرها على حساباتهم الرسمية، وقالوا إن إيران و"حزب الله" يستلهمون ذلك من "ألمانيا النازية".

إسرائيل أيضاً تهدد

وفي الأول من أغسطس، هددت إسرائيل بدورها برد عسكري إذا حاولت إيران إغلاق باب المندب، لكن وقتها اعتبر مراقبون أن هذا التهديد يمكن اعتباره رداً على تهديدات طهران المتكررة لتل أبيب، خصوصاً أن إيران لم تهدد بإغلاق مضيق باب المندب، لكنها قالت إنها ستغلق مضيق هرمز إذا تم منعها من تصدير النفط. وقال نتنياهو: "إذا حاولت إيران إغلاق مضيق باب المندب فأنا متأكد من أنها ستجد نفسها في مواجهة تحالف دولي سيكون مصمماً على الحيلولة دون حدوث ذلك، وهذا التحالف سيشمل أيضاً كل الأفرع العسكرية لإسرائيل". واتخذت تهديدات إسرائيل لإيران أشكالاً أخرى غير مباشرة، منها التهديد باغتيال حليف إيران في سوريا، الرئيس السوري بشار الأسد. ففي أبريل الماضي، حذّر وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز من أن حياة الأسد ستكون مهددة، إذا سمح لإيران بشن حرب على إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية. وأضاف شتاينتز، العضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر، والذي يتعامل مع القضايا الاستراتيجية: "من غير الوارد بالنسبة لنا أن يسمح الأسد بطريقة أو بأخرى بإعلان حرب من بلاده، وأن يبقى هو أو نظامه موجوداً، إذ أنه لن يبقى جالساً في قصره بهدوء، وستكون حياته نفسها مهددة". ونفّذت إسرائيل في الأعوام الماضية الكثير من الغارات ضد مواقع في سوريا يرابط فيه جنود إيرانيون، وحدثت عدة مواجهات بين الطرفين على الأراضي السورية، كما نفّذت عشرات الاغتيالات والغارات ضد ما تقول إنه شحنات أسلحة كاسرة للتوازن يحاول حزب الله نقلها إلى الأراضي اللبنانية.

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image