"أنشأت شركة Netflix العالمية فرعاً لها في مصر، ومن المقرر أن تشارك خلال الفترة المقبلة في عدد كبير من الأعمال الإنتاجية على مستوى السينما".
خبر استقبله الكثير من الشباب بترحاب كبير، خصوصاً أن الغالبية منهم الآن باتت تفضل عروض الشبكة على الذهاب إلى دور العرض، التي لم تعد توفر لهم ما يبحثون عنه.
ليلى جويلاني ليارد، المتحدثة باسم Netflix في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا سبق أن قالت: "تتمتع مصر بتراث عريق وثري في صناعة الأفلام والسينما، واسمها رديف للترفيه الذي يتخطى الحدود، ومنذ إطلاق خدمتنا هنا قبل عامين، استقبل الجمهور المصري Netflix بأذرعٍ مفتوحة وإقبال كبير لمشاهدة المحتوى الرائد الذي نوفره، وكانت لديه رغبة قوية في الاستمتاع بخدمتنا الترفيهية".
تصريح استقبله الكثير من الموزعين بانزعاج كبير، خصوصاً أنهم رأوا في زحف الشبكة إلى مصر خطراً يهدد بإغلاق دور العرض وسد الطرق على عشاق الشاشة الكبيرة لزيارة السينمات، رغم أنها أحد أهم الطقوس التي عرفها المصريون منذ الكشف عن هذا الاختراع المثير: السينما.
قليل من الإيجابيات
يقول المخرج الشاب عمرو أبو الخير: يجب أن لا نغفل أن الشبكة تتيح عرض الكثير من الأفلام التي يقتصر عرضها على المهرجانات الدولية، كما أنها تبقى منصة مهمة لكل المخرجين الشباب الذين لا يجدون سبيلاً إلى الوصول إلى المنتجين وإقناعهم بتمويل أفلامهم. وتفتح ذراعها لاستقبال وعرض أعمالهم. ويضيف لرصيف 22: يمكن القول من خلال ما أتابعه من أعمال الشبكة، إننا على موعد مع نقلة نوعية مهمة في السينما والدراما العربية خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن أغلب جيلي يشكو من سذاجة الطرح الذي تقدمه أفلامنا العربية التي نرى فيها تكراراً للأفكار واستهتاراً بوعي المشاهد، أما بخصوص فكرة التأثير على ذهاب الجمهور للسينما، فأنا أعتقد أن الأمر مجرد تهويل، لأن الناس هنا تحب السينما، والموضوع بالنسبة لها ارتباط بالخروج للسينما أكثر منه حرصاً على متابعة عمل ما أو فنان بعينه."نحن على موعد مع نقلة نوعية مهمة في السينما والدراما العربية خلال الفترة المقبلة، خصوصا أن أغلب جيلي يشكو من سذاجة الطرح الذي تقدمه أفلامنا العربية"
يرون أن Netflix تسحب البساط من تحت الأقدام، وتتسلل ببطء للقضاء على ما تبقى من دور عرض، وبالتالي لا يصبح أمام المشاهد المصري سوى بديل واحد: الشبكة وكفى.كلام إيجابي يطرب آذان القائمين على Netflix ، ويؤكد لهم أن شركتهم تضرب كل العصافير بحجر واحد، فهي تغزو سوقاً جديداً تحقق منه مكاسب كبرى، وفي الوقت ذاته تحظى برضا وثقة الجمهور، وتتفادى كذلك هجوم من يرون أنهم طرقوا الأبواب دون استئذان، وخطفوا من الأفواه "لقمة عيش ثمينة.. وشحيحة". المثير أن المخرج الشاب عمرو أبو الخير وقف وحيداً يدافع عن Netflix، وما يمكن أن تقدمه من إضافات للفن العربي في مواجهة طابور طويل رأى أصحابه أن Netflix تسحب البساط من تحت الأقدام، وتتسلل ببطء للقضاء على ما تبقى من دور عرض، وبالتالي لا يصبح أمام المشاهد المصري سوى بديل واحد: الشبكة وكفى.
كثير من السلبيات
هاني مبروك طالب بكلية التجارة جامعة القاهرة، يقول: "بدل ما كل واحد من الأسرة اللي مكونة من خمس أفراد ينزلوا ويروحوا السينما ويصرفوا مواصلات قد كده، ويقطعوا خمس تذاكر، دلوقتي بقى متاح قدامهم أنهم يشوفوا أحدث الأفلام بسعر أقل، ده غير الأفلام اللي ما نشوفها ونسمع عنها غير في المهرجانات الكبيرة وبس وبتوفرها الشبكة" . via GIPHY ويواصل لرصيف 22: " Netflix بتسهل على المشاهد أنه يتعرف على ثقافات تانية وعالم تانية بتفكر برات الصندوق، مش مجرد أفلام قائمة على مشهدين أكشن ورقصة وكام أغنية، وفي النهاية الخير ينتصر والبطل يتجوز البطلة، فوقوا بقى يا جماعة إحنا بقينا في 2018 ولسه بنشوف نفس أفكار أفلام الأبيض والأسود". وتضيف رحاب عبد الظاهر، خريجة كلية الألسن لرصيف 22: "دلوقتى الشاشات الحديثة في البيوت بقت تقريبا هي وشاشة السينما واحد، يعنى بتوفر خاصية الــ3D ده بخلاف الحجم الكبير، والذي يجعلك أقرب إلى الإحساس بأنك في قاعة سينما فعلا. Netflix والشبكات على شاكلتها أحدثت طفرة وثورة فنية مهمة، وأنا أصدق تماماً أن السينما مش هيبقى لها وجود خلال 10 سنين على الأرجح، كله هيكتفي بالمشاهدة في بيته". وتستطرد: "السينما كانت حلاوتها في اللمة وحالة التفاعل المشتركة مع بعض، دلوقتى أصلا كل واحد عايش في بوتقة لوحده بسبب التكنولوجيا وحالة العزلة اللي بتزداد بين الناس يوم بعد يوم، يعني حتى لو رحت السينما هتلاقي كل واحد في حالة وكأنك عايش في صحرا، طيب ما تبقى الفرجة في البيت أحسن!". via GIPHY أما محمد جمال، مهندس ديكور، فقال: حتى الفيشار بقينا بنعمله في البيت عشان نوفر أجواء السينما. مش بروح السينما غير في الأعياد وكمان معدناش بنواظب على الموضوع ده، بسب الزحمة، وبرأيى أن المشاهدة في البيت دلوقتى أفضل وأوفر من كل الاتجاهات، يعنى السينما بتعرض فيلم كل أسبوع أو إتنين أو ثلاثة، لكن في شبكة زي Netflix ممكن أشوف عدد أكثر بكثير. ويختتم: السينما المصرية والعربية عموماً تعاني الكثير من المشاكل، لذا وجب على أهل السينما حلها، والبحث عن سبل تضمن لهم منافسة السينما العالمية. via GIPHY ويقول الناقد الفني عاطف النبوي: مقتنع بأن نشاط Netflix سيفسد الصناعة، لأنه سيؤدي إلى إغلاق دور عرض، وهروب منتجين من السوق، كما أنها ستحول دون ذهاب الجمهور إلى السينما، "يعني هي الشبكة بتجيب له أفضل أفلام وأحدثها قدامه، وفي بيته، إيه بقى اللي ممكن يخليه ينزل ويروح يدفع فلوس عشان يشوف فيلم أقل على مستوى الكتابة والتمثيل والرؤية، وكل حاجة؟". ويؤكد: الحل طبعاً ليس الوقوف في وجه التكنولوجيا أو المطالبة بإلغائها، بل في تطوير السينما نفسها، وأقصد هنا الكتاب والمخرجين الذين حصروا أنفسهم في أنماط وقوالب معينة يرفضون الخروج منها، هؤلاء ينبغي لهم الآن التحرك فوراً في مواجهة الخطر الذي يهددهم، والذي يفرض عليهم تحطيم كل التابوهات والتحليق خارج سرب التقليد، وفتح نوافذ مناخ إبداعي أكثر رحابة حتى يستطيع إجبار المتلقى على النزول من بيته لمشاهدة عمل يستحق فعلاً أن ينزل من أجله.حكاية Netflix
تأسست على يد ريد هاستنجر، وهي خدمة بث تتيح للمشتركين مشاهدة مجموعة متنوعة من العروض التلفزيونية والأفلام والوثائقيات وغيرها من الأعمال الحائزة جوائز دون أي فواصل أو إعلانات تجارية. via GIPHY بدأ نشاط الشبكة عام 1997، وتخصصت في تأجير وبيع الأقراص المدمجة للأفلام والمسلسلات، وبعد مرور عشر سنوات أعلنت الشركة التوجه للبث الحي عبر الإنترنت. وفي 2013 أنتجت الموسم الأول لمسلسل «House of cards»، بطولة كيفن سبيسي وربن رايت، وإخراج المخرج الكبير ديفيد فينشر، ومع النجاح الكبير للتجربة قررت Netflix أن تخوض تجربة الإنتاج السينمائي بالتعاون مع كبار النجوم في هوليوود. ويتابع الشركة 125 مليون مشترك. توفر ناتفليكس لمستخدميها الإصدارات الحديثة من الأفلام والمسلسلات التي تناسب جميع الأعمار، والأطفال. وللانضمام إلى Netflix يجب أولاً الاشتراك في الخدمة لمدة شهر بالمجان، ثم بمقابل مادي شهري.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.