أنا لست إنساناً، أنا أصطاد البشر ثم آكل ما أقتل. في مقال للكاتب جايمس ألتوشر على صفحته الإلكترونية الخاصة، اعتبر أننا كبشر أصبحنا كالحيوانات التي ننتظر أن يقوم أسيادها باطعامها. أما الأسياد فليسوا سوى أصحاب العمل، والحكومة، والشركات الضخمة ووسائل الإعلام التي تزودنا بجرعاتٍ عشوائيةٍ من الخوف والجشع، إضافة إلى المصارف التي تضغط على أعضائنا الحميمية حين نحاول التحرر منها. من هنا أكد "جايمس التوشر" أن مذاق الحياة يصبح ألذ عندما نأكل ما نقتل، أي عندما نكافح ويدفع لنا شخص ما المال بشكلٍ يناسب الخدمة التي نقدمها ومقابل الفكرة التي نبتكرها والقدرة على تنفيذها. via GIPHY
وقد اعتبر "جايمس" أن عبارة "نأكل ما نقتل" تعني أن أعظم متعة هي في الذهاب إلى الغابة وإتقان القدرة على الصيد والبقاء على قيد الحياة دون اللجوء إلى مساعدة "الأسياد" الذين يتظاهرون فقط بأنهم يضمنون سلامتنا. وأشار الكاتب إلى أنه سواء كنتم مقاولين، أو موظفين، أو طلاباً، أو أرباب منزل أو كتاباً، فإنه آن الأوان لنسيان جميع الطرق التي وعدكم العالم بها فيما خص الأمان والراحة، لا سيما أن المعرفة البشرية مزقت عائلاتنا، وحساباتنا المصرفية وولدت لدينا شعوراً بالاستقرار الزائف على طريقة "ديزني"، بحسب "التوشر".
سبل التغيير
يخبر "جيمس" أنه تم تسريح صديقه المقرب من العمل بعد أن أمضى 10 سنوات من عمره وهو يعمل بجهد، واللافت أنه تلقى قرار الطرد من خلال البريد الإلكتروني إذ طُلب منه التوقف عن العمل والذهاب إلى المكتب لتوضيب أغراضه، وبالتالي طرح صديقه عليه السؤال التالي:"ماذا عليّ أن أفعل الآن؟". via GIPHYالتواصل مع الناس: إذا قمتم مثلاً بجعل شخص "أ" يتعرف على شخص "ب" وتمكن هذا الأخير من أن يحل له مشكلة موجودة في حياته، فإنكم تكونون قد قمتم للتو باتصالٍ جيدٍ، ففي الواقع كل عملية اتصال هي في الحقيقة عبارة عن سلسلة أخرى في الشبكة المنسوجة بإحكام، والتي من شأنها أن تمسك بكم في حال سقطتم.
مذاق الحياة يصبح ألذ عندما نأكل ما نقتل، أي عندما نكافح ويدفع لنا شخص ما المال بشكلٍ يناسب الخدمة التي نقدمها ومقابل الفكرة التي نبتكرها والقدرة على تنفيذها.
آن الأوان لنسيان جميع الطرق التي وعدكم العالم بها فيما خص الأمان والراحة، لا سيما أن المعرفة البشرية مزقت عائلاتنا، وحساباتنا المصرفية وولدت لدينا شعوراً بالاستقرار الزائف على طريقة "ديزني".تقديم الأفكار بشكل مجاني: إذا لم يكن لديكم شبكة إجتماعية بعد، فهذا يعني أنكم بحاجة إلى بنائها، وليس هناك من أحد مستعد لمساعدتكم مجاناً، لأن جميع البشر يحاولون البقاء على قيد الحياة حتى أصحاب الثروات الطائلة يحاولون بدورهم حماية أنماط حياتهم. via GIPHY
من هنا ينبغي لكم أن تبنوا "عضلات أفكاركم" وتعملوا بجد من أجل التوصل إلى أفكارٍ يمكن أن تساعد هؤلاء الأشخاص حقاً وارسلوها لهم من دون مقابل، فحتى إن لم تحصلوا على جواب فهذا من شأنه أن يساهم في تمرين ذهنكم، أما في حال حصلتم على رد فعندئذ ستكسبون المال.
حاولوا إيجاد مخرج معيّن: بغض النظر عن مكان وجودكم: وظيفة، شركة ناشئة، كتاب... حاولوا دوماً تنويع مخارجكم المحتملة وابدأوا فوراً في العمل عليها، صحيح أنكم لن تتركوا وظيفتكم في وقتٍ قريبٍ إلا أنكم قد تصلكم رسالة إلكترونية يدعوكم فيها صاحب العمل إلى جمع أمتعتكم والمغادرة. من هنا قوموا ببناء "علامتكم الشخصية" واستفيدوا من شبكة اتّصالات مديركم واجروا مكالمات وقوموا بإرسال رسائل إلكترونية وحاولوا الخروج بأفكارٍ جديدةٍ تتخطى حدود وظيفتكم.
لا تتفوهوا بكلمة سيئة عن أي شخص: لا تخونوا أحداً. لا تطعنوا أحداً في ظهره ولا تثرثروا على الناس، قد يظن البعض أن هذه الأمور تتعارض مع مبدأ "كلوا ما تقتلون" ولكن الطعن في الظهر يعني وجود عقلية "ناقصة". هناك دائماً ما يكفي لكم ولغيركم، والمنافسة ليست بينكم وبين الآخرين إنما هي معركة مع الوقت الذي تقتلونه، المرض الذي تخلقونه، المعرفة التي تتجاهلونها، الروابط التي تفشلون في بنائها، الصحة التي تضحون بها على طول الطريق، غياب القدرة على توليد الأفكار، الأشخاص من حولكم الذين لا يدعمون جهودكم... تجنبوا كل ذلك ولا تقوموا بإلحاق الأذى بأحد.
لا تأبهوا لآراء الناس: سوف يكرهكم الناس لمجرد أنكم صيادون ولكن يجب أن لا تهتموا لآراء الآخرين وإلا فسوف تخسرون.
اخلقوا الحظ: الحظ لا يأتي بطريقةٍ سحريةٍ من الهواء، فعندما يفوز عدّاء في سباق بواحد من أصل 10 فرص، يكون قد درس جيداً المنافسة، وحضر لها بتأنٍ وكان نظامه الغذائي أفضل من غيره، وكان مرتاحاً أكثر من الآخرين، وبالتالي عندما تكونون مستعدين جيداً فإن الحظ سيحالفكم. via GIPHY
المكافأة لا علاقة لها بالمخاطرة: يقول الناس "لا خطر، لا مكافأة"، ولكن هذا ليس صحيحاً، إذ لدينا عائلة لنطعمها، ولا يمكن المخاطرة بأولادنا والتنويع لا يعني تنويع الاستثمارات النقدية إنما تنويع جميع مصادر الوفرة: الفرص، المعرفة، الأصدقاء، الشبكات، الاستثمارات، المخاطر والصحة (الجسدية، العاطفية، العقلية والروحية) فإذا نسيتم أن تجلبوا سكينكم إلى "رحلة الصيد"، فيكون معكم المسدس، وإذا نسيتم "الزج" بأفكاركم بالكامل في اللعبة فيكون لديكم شبكة علاقاتٍ خاصة بكم.
تحمل المسؤولية عن كل فشل: يقول بطل العالم السابق في الشطرنج "ميخائيل بوتفنيك" في كتابه "100 لعبة مختارة" إن الطريقة الوحيدة للوصول إلى أعلى مستوى من النجاح هي تطوير القدرة على انتقاد الإخفاقات الخاصة بنا.
الصدق: إذا لم تسألوا عما تريدونه، فمن المرجح أنكم لن تحصلوا عليه، وإذا لم تبوحوا بما تؤمنون به فلن تستطيعوا أن تميزوا أنفسكم عن ال99% من الأشخاص الذين يخفون الحقيقة عن أنفسهم ورغباتهم. ففي الواقع إن لم تقفوا وتبرهنوا أنكم مميزون فلن يفكر أحد في اعتباركم شخصاً مميزاً، بمعنى آخر إن التحلي بالصدق حول ما تشعرون به، وتؤمنون به، وتفكرون به سوف يجعلكم كائنات "متعددة الأبعاد".
الصبر: إنها الصفة الأهم، فالجميع بحاجة إلى النضوج عن طريق القيام بالمهمات اليومية للحفاظ على سلامة العقل والجسد والعاطفة والشق الروحاني، وبالتالي فإن الصبر هو الفضيلة التي تأخذكم إلى "الجنة". ويوجه الكاتب نصيحة أخيرة: لا تقلقوا بمسألة الإضافة أو الطرح من مجموع المعرفة البشرية، لأن المعرفة البشرية ليست بهذه الأهمية، من هنا كونوا أفضل من البشر.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يوممتى سوف تحصل النساء في إيران على حقوقهم ؟!
مستخدم مجهول -
منذ يومفاشيه دينيه التقدم عندهم هو التمسك بالتخلف
مستخدم مجهول -
منذ يومعظيم
Tester WhiteBeard -
منذ يومينtester.whitebeard@gmail.com
مستخدم مجهول -
منذ يومينعبث عبث
مقال عبث من صحفي المفروض في جريدة او موقع المفروض محايد يعني مش مكان لعرض الآراء...
مستخدم مجهول -
منذ 6 أيامرائع