شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اشترك/ ي وشارك/ ي!

"ستموت في المسبح مثله"... تهديد جديد لروحاني يلمّح إلى أن رفسنجاني مات قتلاً

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الاثنين 27 أغسطس 201805:24 م
تسبب تهديد جديد للرئيس الإيراني حسن روحاني بالقتل، من شخص مقرّب من المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، في إعادة الحديث مرة أخرى عن سبب موت الرئيس الإيراني الأسبق ورئيس مصلحة تشخيص النظام السابق هاشمي رفسنجاني. فقد هدد المنشد الإيراني منصور أرضي روحاني بأنه سيلقى حتفه في مسبح، مثل رفسنجاني، واصفاً الرئيسين الحالي والأسبق بالخونة. وجاء تهديد أرضي خلال تجمع شعبي أقيم بمناسبة يوم عرفة في طهران. وتقول الرواية الرسمية الإيرانية إن رفسنجاني الذي توفي في يناير 2017 مات بعد تعرّضه لنوبة قلبية، نُقل على أثرها إلى أحد مستشفيات العاصمة طهران. لكن هناك رواية أخرى غير رسمية منتشرة ترى أن رفسنجاني اغتيل في مسبح "فرح" في طهران. ومسبح "فرح" كان واحداً من العقارات المملوكة لزوجة الشاه الإيراني فرح بهلوي، قبل قيام الثورة الإسلامية، ثم تمّت مصادرته لصالح مسؤولين إيرانيين كبار. ونشرت مواقع إعلامية أن أرضي هدد في كلمته روحاني بالقتل قائلاً إن "ذلك الشخص (رفسنجاني) مات في المسبح وهذا الشخص (روحاني) أخيراً سيموت في المسبح أيضاً". وفي افتتاحيتها التي صدرت في 27 أغسطس انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" الإيرانية المقربة من روحاني مَن وصفتهم بالكبار، في إشارة إلى أن مَن هدد رئيس البلاد بالقتل هو شخص مقرّب من خامنئي. وجاء في افتتاحية الصحيفة أنه "على الكبار الذين يقفون وراء أرضي أن يدركوا الأوضاع الحساسة الحالية التي تمرّ بها البلاد، وأن الخطر يستهدف بقاء النظام الإيراني، لذلك عليهم أن يمنعوا المتطرفين من الحديث".

ليس التهديد الأول

قبل هذا التهديد بنحو عشرة أيام، خرج رجال دين في الحوزة العلمية في مدينة قم الإيرانية في تظاهرة ضد الفساد الاقتصادي في مدينتهم، لكن التظاهرة اتخذت بعداً آخر بسبب رفع لافتة تهديد لروحاني كُتب عليها: "يا مَن ترفع شعار المفاوضات... مسبح فرح في انتظارك"، في إشارة إلى الرواية التي ترى أن رفسنجاني اغتيل في مسبح "فرح".
تقول الرواية الرسمية الإيرانية إن رفسنجاني مات بعد تعرّضه لنوبة قلبية... لكن هناك رواية أخرى غير رسمية منتشرة ترى أنه اغتيل في مسبح "فرح" في طهران
وشبّه المتظاهرون طريقة إدارة حكومة حسن روحاني للبلاد بالطريقة التي اعتمدتها سابقاً حكومة رفسنجاني. وتسبب انفتاح روحاني المبكر على التفاوض مع الولايات المتحدة والغرب في موجة معارضة شديدة له ولسياساته من جانب الحرس الثوري الإيراني ورجال الدين المتشددين والسياسيين المحافظين.

وفاة رفسنجاني الغامضة

وفي فبراير 2017، وصفت فاطمة، ابنة رفسنجاني، الذي توفي عن عمر ناهز 83 عاماً، أسباب وفاة والدها بالغامضة، مضيفة أن الأدلة التي قدّمتها مجموعة من الأطباء عن أسباب الوفاة "ليست مقنعة ومخالفة للحقائق المتوافرة لدينا". وتعتقد فاطمة أن والدها "كان في وضع صحي جيّد قبل وفاته، وتم فحصه من قبل طبيب إيراني مخضرم مقيم في الولايات المتحدة". وبحسب قولها، فإن مكتبه في مقر عمله في مجمع تشخيص مصلحة النظام، تعرّض للتفتيش وصودرت محتويات مهمة من خزنته الشخصية. وبعد التهديدات الجديدة لروحاني بالقتل، أعادت فاطمة رفسنجاني تذكير الناس بقضية والدها، وقالت إن تتبع شعارات اللافتات قد يزيح الغموض عن موت أبيها الذي لم تجد عائلته جواباً نهائياً بشأنه حتى الآن، على حد قولها. ويتحدث بعض أنصار الحركة الخضراء المعارضة داخل إيران عن احتمال أن يكون رفسنجاني قد تعرّض "لاغتيال بيولوجي"، على خلفية زيادة الخلافات بينه وبين خامنئي وتقرّبه من الإصلاحيين. وما يعطي الحديث عن اغتيال رفسنجاني قوة في المجتمع الإيراني هو بعض الشهادات، ومنها شهادة الصحافي روح الله زم، المقرب من قادة الحركة الخضراء، والذي قال لإذاعة "صوت أميركا" الناطقة بالفارسية إن رفسنجاني تم خنقه تحت الماء في المسبح، لكنه لم يقدّم دلائل على ادعائه. كما زعم مهدي خزعلي، ابن المرجع الشيعي الراحل أبو القاسم خزعلي، أن شهادة وفاة رفسنجاني صدرت بضغط من السلطة القضائية، ولم تخرج عن الطب العدلي كما يُفترض، مضيفاً أن عائلة رفسنجاني تخضع لضغوط أمنية شديدة وأفرادها محظورون من إجراء مقابلات والكشف عن حيثيات وفاة والدهم.

التظاهرات مستمرة

تأتي التهديدات الموجّهة لروحاني وسط تظاهرات مستمرة منذ عدة أسابيع في أنحاء متفرقة من إيران، على خلفية استمرار ارتفاع الأسعار، وانهيار سعر صرف الريال الإيراني. ويرى مراقبون أن ما يحدث في إيران حالياً لا يمكن فصله عن الحرب الاقتصادية التي بدأها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد طهران مؤخراً. ويوم 24 أبريل الماضي، توعّد ترامب إيران بـ"مشاكل كبيرة" إذا استأنفت برنامجها النووي الذي وافقت على الحد منه بموجب اتفاق دولي تم التوصل إليه عام 2015. وبعد ذلك بأيام قليلة، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، واستهدفت إيران بحزمة عقوبات اقتصادية كبيرة. وبدأت الاحتجاجات الإيرانية الأخيرة في سوق لبيع الهواتف المحمولة في طهران يوم 24 يونيو الماضي، قبل أن تنتقل إلى البازار الكبير في اليوم التالي، ثم تنتقل إلى مدن ومناطق أخرى.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image