دخلت قضية وفاة سائح إنكليزي وزوجته في أحد فنادق مدينة الغردقة، التابعة لمحافظة البحر الأحمر المصرية، مرحلة جديدة بعد أن أعلنت شركة توماس كوك إجلاء جميع عملائها البالغ عددهم نحو 300 من الفندق الذي شهد الواقعة.
وبررت الشركة البريطانية قرارها بأنه مجرد "إجراء احترازي".
لكن مراقبين اعتبروا أن ما قامت به توماس كوك يمكن أن يهدد أوضاع السياحة المصرية التي عانت من أزمات عدة في السنوات السبع الأخيرة التي تلت ثورة 25 يناير 2011.
وتوفي الإنكليزيان جون كوبر (69 عاماً) وزوجته سوزان (63 عاماً)، أثناء إقامتهما في فندق "ستايغنبيرغر أكوا ماجيك" الواقع على ساحل البحر الأحمر في الغردقة.
وكانت مصادر أمنية مصرية قد قالت إن جون كوبر شعر بوعكة وتوفي في الفندق بعد استدعاء طبيب للكشف عليه، وبعد ذلك نُقلت زوجته إلى المستشفى وتوفيت بعد وصولها إليه.
وأشارت توماس كوك إلى أنها تلقت عدة تقارير تتعلق بمرض نزلاء آخرين في نفس الفندق الذي شهد الواقعة، من دون أن تقدّم أية تفاصيل، وأضافت أن "السلامة في قمة أولوياتنا دائماً ولذلك قررنا نقل جميع عملائنا من هذا الفندق كإجراء احترازي".
وخيّرت توماس كوك عملاءها بين أن توفر لهم إقامة في فنادق بديلة في الغردقة، وبين العودة إلى بريطانيا عبر رحلات تبدأ اليوم، في 24 أغسطس.
وقالت الشركة في بيان رسمي: "نتفهم جيداً أن هذا أمر مزعج لمَن يقضون عطلتهم، لكننا نعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به".
وأكدت شركة السياحة البريطانية أنها تتواصل مع إدارة الفندق وتتعاون مع السلطات المحلية في مصر لمعرفة أسباب وفاة الزوجين.
وأوضحت أنها ستتصل بعملائها الذين كان من المقرر سفرهم إلى نفس الفندق خلال الأسابيع المقبلة لتقديم خيارات بديلة لهم.
كذلك، أوقفت توماس كوك أية حجوزات في هذا الفندق، وكتبت على موقعها على الإنترنت: "عذراً، الفندق غير متوفر".
وتواصل رصيف22 مع الفندق عبر الهاتف، لكن الموظف الذي أجاب رفض التعليق ورفض تحويلنا إلى قسم العلاقات العامة وقال إن هناك تعليمات من إدارة الفندق بعدم إعطاء أية تصريحات لوسائل الإعلام.
"عذراً، الفندق غير متوفر"... شركة توماس كوك السياحية البريطانية توقف الحجوزات إلى أحد فنادق الغردقة وتمنح نزلائها فيه خيار مغادرته، بعد وفاة سائحين إنكليزيين داخله
يتخوف كثيرون من العاملين في السياحة في البحر الأحمر من أن تؤثر واقعة وفاة سائحين إنكليزيين داخل فندق في الغردقة سلباً على عمل هذا القطاع الذي يشكل مصدر رزق أغلب العاملين هناكوكانت توماس كوك قد قيّمت فندق شتايغنبرغر أكوا ماجيك في أواخر يوليو 2018 وحصل على نسبة 96%، وهي نسبة مرتفعة تعني أن مستواه جيد جداً. وطالبت وزارة الخارجية البريطانية كل البريطانيين المقيمين في الفندق المذكور أن يتبعوا نصائح الشركة السياحية التي تنظم رحلاتهم ونصائح السلطات المحلية.
ماذا قالت السلطات المصرية؟
بحسب محافظ البحر الأحمر أحمد عبد الله، لا توجد "أية شبهة جنائية" وراء الحادث. وقال في 23 أغسطس لوكالة فرانس برس إن "الزوج نُقل إلى المستشفى بعدما أحس بالتعب ومات هناك، وعندما أخبروا زوجته في الفندق بالخبر، أصابتها صدمة عصبية وماتت أيضاً، حسب التقرير الطبي المبدئي". وبحسب عبد الله، كان السائحان من كبار السن، وعُثر في غرفتهما على أدوية كثيرة لعلاج الضغط والسكر. من جانبها، قالت السلطات المصرية إنه لا توجد شبهة جنائية وراء موت السائحين الإنكليزيين، مضيفة أنهما توفيا "لأسباب طبيعية". وجاء في بيان رسمي نقلته وسائل إعلام مصرية "أن السائح الإنكليزي فارق الحياة بغرفته الساعة 11 من صباح يوم 21 أغسطس الجاري، وتبين بعد الكشف الطبي على المذكور في الحال أنه أصيب بهبوط حاد في الدورة الدموية، وتوقف مفاجئ في عضلة القلب، وقد تم على الفور نقل الجثمان إلى ثلاجة حفظ الموتى بمستشفى الغردقة العام". وأضاف البيان أن "مفتش الصحة قام بالكشف على الجثمان، وأثبت بالتقرير الطبي أن سبب الوفاة هو توقف مفاجئ بعضلة القلب وفشل في وظائف التنفس، مما أكد عدم وجود شبهة جنائية حيال وفاة المذكور". أما بخصوص الزوجة، فقال البيان "إنه في تمام الساعة الرابعة عصراً تم نقل السيدة سوزان كوبر، إلى مستشفى الأصيل (مستشفى محلي يقع في الغردقة) وهي بحالة إغماء وتم إجراء إنعاش قلبي لها لمدة 30 دقيقة وفي هذه الأثناء فارقت الحياة في تمام الساعة الخامسة و12 دقيقة. وتم على الفور نقل الجثمان لثلاجة مستشفى الغردقة العام". وقال البيان إن مفتش الصحة قام بالكشف على الجثمان وأثبت في تقريره الطبي "أن سبب الوفاة هو توقف الدورة الدموية ووظائف التنفس لديها، ولا توجد أية شبهة جنائية نحو ذلك. وقد أمرت النيابة العامة بالاستماع لأقوال الابنة وتشريح الجثامين واتخاذ الإجراءات القانونية وإبلاغ السفارة لاتخاذ إجراءاتها لنقل الجثامين وإنهاء الأوراق الخاصة بذلك". ويتخوف كثيرون من العاملين في السياحة في البحر الأحمر من أن تؤثر الحادثة سلباً على على عمل هذا القطاع الذي يشكل مصدر رزق أغلب العاملين هناك.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومرائع
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعربما نشهد خلال السنوات القادمة بدء منافسة بين تلك المؤسسات التعليمية الاهلية للوصول الى المراتب...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعحرفيا هذا المقال قال كل اللي في قلبي
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعبكيت كثيرا وانا اقرأ المقال وبالذات ان هذا تماما ماحصل معي واطفالي بعد الانفصال , بكيت كانه...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينرائع. الله يرجعك قريبا. شوقتيني ارجع روح على صور.
مستخدم مجهول -
منذ اسبوعينحبيت اللغة.