لم يكن أشرف مروان جاسوساً عادياً لدى جهاز الموساد الإسرائيلي، بل كان "ملاكاً"، إذ اعتبره "الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل" بالرغم من كونه صهر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ومستشاراً للرئيس الراحل أنور السادات.
اعتبر الكاتب الإسرائيلي يوري بار جوزيف في كتابه "الملاك - الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل" (الصادر عام 2010) أن قصة مروان كانت الأكثر إثارة في القرن العشرين، ما بين الحياة الباهرة والموت المريب من شرفة منزله في لندن قبل 11 سنة (2007).
وصفه جوزيف بالموظف المصري الرفيع الذي عمل سراً لمصلحة الموساد الإسرائيلي، والذي استطاع الوصول إلى أدق أسرار الحكومة المصرية كونه صهراً لعبدالناصر، ومستشاراً للسادات بعد وفاة عبدالناصر.
https://www.youtube.com/watch?time_continue=7&v=z0q2WbXQWbwووفقاً لجوزيف، حوّل مروان أسرار الحكومة المصرية إلى كتابٍ مفتوحٍ، منقذاً إسرائيل من الهجوم المصري السوري المشترك في حرب أكتوبر 1973. وتكريماً له، لم يكن الكتاب كافياً لإيصال خفايا مسيرته، بل أنتجت شركة TTV الإسرائيلية بالتعاون مع شركة ADAMA الفرنسية فيلماً عنوانه "الملاك" أيضاً، الاسم الحركي الذي اشتهر به لدى جهاز الموساد.
يروي الفيلم قصة حياته نقلاً عن كتاب جوزيف الذي أوضح في النهاية أن الرئيس الأسبق حسني مبارك، على الأغلب، هو من أمر بقتله عام 2007 لمعرفته أسرار شخصية لأشد الرجال نفوذاً في مصر، مما يجعله مصدر تهديد حقيقي، قائلاً "من الواضح أن مبارك ورجاله كانوا يريدون دفن هذه الحادثة المحرجة عميقاً في الأرض".
وتساءل جوزيف في كتابه "كيف يعقل أن الحكومة المصرية لم تقم بأي محاولة للتحقيق في خيانته أو إخضاعه للمحاكمة، في الفترة الفاصلة بين الكشف عن هويته كبابل في 2002 وبين موته في 2007؟ بل كرمته وضخمت مساهمته في حرب 1973؟" معتقداً أن مروان كان عميلاً مزدوجاً، لدى مصر وإسرائيل، وهذا ما سيكشفه الفيلم.
حوّل أشرف مروان أسرار الحكومة المصرية إلى كتابٍ مفتوحٍ، منقذاً إسرائيل من الهجوم المشترك المصري السوري في حرب أكتوبر 1973 بعدما استطاع الوصول إلى أدق أسرار الحكومة المصرية كونه صهراً لعبدالناصر، ومستشاراً للسادات بعد وفاة عبدالناصر
"كيف يعقل أن الحكومة المصرية لم تقم بأي محاولة للتحقيق في خيانة أشرف مروان أو إخضاعه للمحاكمة، في الفترة الفاصلة بين الكشف عن هويته كبابل في 2002 وبين موته في 2007؟ بل كرمته وضخمت مساهمته في حرب 1973؟"
اشترت "نتفليكس" الأمريكية الفيلم الإسرائيلي "الملاك" قبل إنتاجه بعام، إذ تعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها بشراء حقوق بث فيلم لم ينتج بعد، محددةً 14 سبتمبر المقبل موعداً للعرض.
ستكون الحوارات بالعربية أو الإنجليزية أو العبرية بحسب السياق الدرامي، ويشارك في بطولته الممثل الهولندي من أصول تونسية مروان كنزاي الذي يجسد دور أشرف مروان، والممثل الإسرائيلي ساسون جاباي الذي يلعب دور الرئيس الراحل أنور السادات، والممثل الأمريكي من أصول فلسطينية وليد زعيتر الذي يجسد دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وممثلون آخرون، وهو من إخراج الإسرائيلي أرييل فرومن.
ومن المتوقع أن يثير الفيلم جدلاً قد يفوق الجدل الذي أثاره الكتاب نفسه لدى صدوره.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...