ربما لا يزال البعض يفضل أن يكتم مشاعره ولا يخرجها إلا عبر الصراخ في أماكن مغلقة أو بطرق غير مباشرة، وذلك بسبب الوضع الاجتماعي أو انعدام مساحة الخصوصية، على الرغم من أن الحيوانات في البرية تصرخ دون حرج، ولاعبي التنس يفرغون ويجددون طاقتهم بالصراخ، والأم أثناء الولادة تصرخ من أعماقها.
لمَ لا نستخدم الصراخ جميعاً لإخراج الأمور العالقة في داخلنا؟
via GIPHY
الحيوانات تستخدم الصراخ في البرية على أنها دعوة للانتباه أو تعبيراً عن الغضب، وخلال تاريخ البشر استخدمنا الصراخ كوسيلة لإثارة الخوف واليقظة، ومع بداية الأنظمة المدنية والقبلية بدأ الصراخ يقل تدريجياً، وكتم الغالبية التعبير عن المشاعر.
via GIPHY
يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن إطلاق الإنسان العنان لنفسه حتى يصرخ ويفرغ ما بداخله، يعد أفضل عملية لتفريغ الطاقة السلبية، موضحاً: "كلما زادت حدة الضغط ازدادت الرغبة في الصراخ".
ويضيف لرصيف22 أن البعض يكتم الطاقة السلبية ولا يخرجها، وبالتالي تتراكم المواقف داخله، ولا يكون أمامه إلا خياران، إما أن يفرغ طاقته بشكل خارجي، ويكون ذلك عبر افتعال مشاكل مع الغير أو الصراخ أمام الزوج أو الزوجة، أو في العمل على أبسط التفاصيل، وفي النهاية يصرخ أيضاً.
يعد الصراخ إحدى إشارات الاتصال الأكثر أهمية للبقاء على قيد الحياة لدى البشر، ويعد الصراخ صوتاً فطرياً، وإشارة فريدة وصوتاً عالمياً، بالرغم من طبيعته المزعجة.
إن إطلاق الإنسان العنان لنفسه حتى يصرخ ويفرغ ما بداخله، يعد أفضل عملية لتفريغ الطاقة السلبية: "كلما زادت حدة الضغط ازدادت الرغبة في الصراخ".وإما إذا كتم الصراخ فستفرغ طاقته بشكل داخلي، ويظهر ذلك في كدمات في الجسد، أو ألم في الكتف والرقبة والصدر، أو صداع شديد". ويعد الصراخ إحدى إشارات الاتصال الأكثر أهمية للبقاء على قيد الحياة لدى البشر، ويعد الصراخ صوتاً فطرياً، وإشارة فريدة وصوتاً عالمياً، بالرغم من طبيعته المزعجة.
الصراخ في وسادة
يساعد الصراخُ آيةَ أحمد في التخلص من الضغط والتوتر اللذين يصاحبانها إبان تعرضها لمشاكل أسرية، تقول: " للأسف مش بعرف أصرخ صراحة، لكني أكتم في نفسي، وأدخل عرفة وأغلقها ومن ثم أجز على أسناني وأصرخ". وتروي أنها في مرات عدة تصرخ مستخدمة وسادة تضعها على وجهها، كي لا يسمعها أحد، موضحة: "كنت خلاص مخنوقة جداً، دخلت مسكت وسادة وصرخت بداخلها، وبعد وقعدت أرمي ما أمامي من أشياء كي أشعر بالهدوء، وبالرغم من أني شعرت أن صوتي راح إلا أني شعرت براحة".إذا شعرت أنك تريد أن تصرخ فأُصرخ
يرى الباحثون أنك إذا شعرت برغبة في الصراخ فيجب أن تلبيها، ويمكنك الصراخ في وسادة، لذلك قدمت بعض الشركات وسادة الصراخ، حتى تمكن الأشخاص الذين يمرون بمواقف صعبة أن يضعوا وجوههم بها ويصرخوا دون الشعور بخجل.لا تتركوا أنفسكم للوصول لمرحلة "الخشونة" بل اصرخوا في مراحل الكبت الأولىتباع وسادة الصراخ عبر موقع أمازون وتقدم للمستخدم خاصية امتصاص للصوت، لكنها تعد حيلة ذكية لتفريغ الطاقة السلبية المتراكمة، في مساحة خاصة. وفي السياق نفسه، يقول فرويز إن مستشفى للعلاج النفسي في لندن يحتوي على أدوات زجاج وخشب، وترك للطلاب الذين لديهم طاقة زائدة أو طاقة سلبية، أن يحطموا الثلاجات والتلفزيونات والأَسرّة في الغرفة، وأهم شيء أن يصرخوا كما يريدون.
رغبة مكبوتة للصراخ
تشعر فاطمة محمد أنها كامرأة هي أكثر ميلًا من الرجل في الرغبة للصراخ، وتُرجع ذلك للضغوط التي تمر بها، وتوضح: "شعرت برغبة ملحة في الصراخ في أيام عدة، إلا أنها كانت مكبوتة لا أستطيع التعبير عنها، وكنت أريد أن اصرخ مرات عدة في العمل، فبعد انتهائه أشعر كأنني كنت داخل علبة وخرجت منها". وتضيف لرصيف22: " في حاجات كتير عايزة أعملها أو عايزة أقولها قبل ما اضطر إلى الصراخ، على سبيل المثال وأنا بتخانق مع حد بكون عايزة أصرخ في وشه، وأقول الكلام اللي عايزاه، لكن بزعيق، وبتمنى لو أقدر اصرخ وأصوت عشان أسمع كل العالم باللي جواية". تابعت :"بطلع الطاقة المكبوتة في الصراخ، وبعدها بحس أن الأحبال الصوتية بتاعتي تعبت، لكن بحس أن في نار طلعت من جوايا". ربما تكون طاقة إيجابية ينتج عنها صراخ أو صوت بتردد عالٍ، مثل الزغاريد، نتج صوت يعبر عن المشاعر لكن بشكل مختلف. via GIPHY لعل الصراخ ليس مقتصراً على تفريغ الطاقة السلبية، يقول دكتور فرويز إن صراخ لاعب التنس يعد تفريغًا للطاقة بوجه عام ربما تكون ضغوط عمل أو توتر ما قبل النجاح، ويشير إلى أن حالات كثيرة تفضل أن تكتم مشاعرها حتى تنفرد بذاتها في غرفة وتشغل أغنيات صاخبة وتبدأ في الصراخ معها. يبدأ فرويز علاجه بتفريغ الكبت والطاقة السلبية عبر الصراخ، ويحث المرضى على تفريغ المواقف أول بأول حتى لا تتراكم، موضحاً: "الأفضل تخرج ما بداخلك بشكل دائم، لا تكتم مشاعرك، لا تنفجر في وقت ما".الخشونة
قد أظهرت الأبحاث أن أصوات الصراخ البشري الشديدة تنشط ردود الخوف في أعماق أذهان الناس الذين يسمعونها. وأظهرت الدراسات أن الأطفال، على وجه الخصوص، هم الأكثر حساسية للصراخ: كما يمكن لأولئك الذين يتعرضون لها بانتظام عندما كانوا صغارًا أن يواجهوا آثاراً ضارة على دماغهم وعلى تفاعلاتهم الاجتماعية لبقية حياتهم. وباستخدام الرنين المغناطيسي الوظيفي، تظهر أن الخشونة الصوتية تشرك الهياكل تحت قشرة الجمجمة لتقدير الخطر بسرعة، وبالرغم من أن الصراخ يزيد من الشعور الخوف، فإن الدراسة السابقة لم تتطرق إلى ذكر ارتفاع هرمون الادرينالين المسؤول عن الخوف.تأثير الصراخ على جسدنا
كذلك وجدت دراسة نشرت في مجلة علم الأحياء "كارنت بيولوجي" أنه في حين أن كل الأصوات تنشط القشرة السمعية، فللصراخ آثار في اللوزة المخية، المركز العاطفي للدماغ والجزء المسؤول عن معالجة الخوف. والأصوات العادية، بحسب الدراسة، حتى مع علو حدتها، تراوح بين 4 و 5 هيرتز (في الثانية الواحدة) يتم تعديل الصراخ بسرعة أكبر إذ يراوح بين 30 و150 هيرتز، وأطلق على هذه الدرجة "الخشونة". via GIPHY خلال تجربة علمية على الصراخ، طلب من مجموعة متطوعين أن يستمعوا إلى أصوات متنوعة من الصراخ البشري، وبعضها أكثر خشونة من المعتاد، وكلما كان الصوت أكثر حدة - أو كلما كان حجم التباين داخل صراخ أكبر - كلما كان المتطوعون يصوّتون برعب، بحسب الدارسة السابقة. الأمر نفسه كشفته دراسة أخرى حول صراخ الإنسان، إذ وجدت أن لصراخ البشر خاصية فريدة من نوعها تثير مركز خوف الدماغ بشكل أكثر فعالية من أي صوت آخر تقريباً. وقد استغل صانعو السيارات وأجهزة الإنذار المسار السريع في الدماغ للجزء الخاص بالعاطفة والخوف في المخ، واستعانوا بنفس درجة التردد السمعية للصراخ ووضعها على أجهزة الإنذار. باختصار، لا تتركوا أنفسكم للوصول لمرحلة "الخشونة" بل اصرخوا في مراحل الكبت الأولى.رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...