بعد فوزها في السابع من أغسطس في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في ولاية ميشيغان الأمريكية، توقعت الكثير من وسائل الإعلام الأمريكية أن تنجح رشيدة طليب، في تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ البلاد، بأن تصبح أول امرأة مسلمة من أصول عربية تدخل مجلس النواب الأمريكي.
وفازت طليب، وهي ابنة لمهاجرين فلسطينيين، على خمسة منافسين في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي بولاية ميشيغان، ما يجعلها مرشحة الحزب للكونغرس في الدائرة الثالثة عشرة، في انتخابات نوفمبر القادم.
مزاعم متعددة تتعلق بالتحرش الجنسي.
وكان كونيرز يمثل مقاطعات ميشيغان المختلفة في الكونغرس منذ عام 1965.
وتكتسب ميشيغان أهمية كبيرة لكونها تحتضن جالية مسلمة وعربية كبيرة.
وتؤكد وسائل إعلام أمريكية أن فرصة طليب في الفوز كبيرة جداً إن لم تكن مضمونة، لأنها ستخوض الانتخابات في منطقة تُعتبر معقلاً تاريخياً للحزب الديمقراطي، كما أنه لا يوجد حتى الآن منافسون أقوياء لها من الحزب الجمهوري.
وحصلت طليب البالغة من العمر 42 عاماً على 33.2% من الأصوات بعد إحصاء 96% من الأصوات، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز"، بينما فازت بالمركز الثاني، بريندا جونز.
ووصفت مديرة مركز الدراسات العربية الأمريكية في جامعة ميشيغان-ديربورن سالي هويل ما حققته طليب بأنه "انتصار هائل للمجتمعات الأمريكية العربية والمسلمة".
وكتبت طليب تغريدة على حسابها الرسمي على تويتر عبّرت فيها عن سعادتها، وجاء فيها: "شكراً جزيلاً لكم لأنكم جعلتم هذه اللحظة الرائعة ممكنة".
ومن المتوقع أن تفوز طليب بالمقعد الذي كان يحتفظ به في السابق جون كونيرز، عضو الكونغرس الديمقراطي، والذي غادر مقعده في ديسمبر بعد من هي رشيدة طليب؟
ولدت رشيدة في ديترويت، وأظهرت اهتمامها بالسياسة مبكراً، وكانت أول امرأة مسلمة تصبح عضواً في المجلس التشريعي المحلي لولاية ميشيغان بين عامي 2008 و2014. عملت طليب محامية في مركز قانوني معني بالدفاع عن حقوق الموظفين الاقتصادية والاجتماعية. وتضمنت حملتها الانتخابية الأخيرة وعوداً بتوفير الرعاية الطبية للجميع، وزيادة الحد الأدنى للأجور في الولاية، إضافة إلى مواجهة الشركات الكبرى التي تنتهك حقوق العمال. وتؤمن السيدة التي تصف نفسها دائماً بأنها أمريكية مسلمة بحقوق الإنسان والتنوّع. وفي عام 2016، كتبت تغريدة جاء فيها: "إلى عائلتي من المثليين والمثليات ومتحولي الجنس، أنا أجلس في غرفة نومي الآن استمع للقرآن، وأشعر برغبة قوية في أن أقول لكم إني أحبكم".رشيدة طليب، ابنة المهاجرين الفلسطينيين التي تحارب سياسات دونالد ترامب، تقترب من الوصول إلى الكونغرس الأمريكي...ومنذ البداية، كانت طليب واضحة وصريحة في معارضتها للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فقبل عامين، تم إخراجها بالقوة من مأدبة غداء في ديترويت حيث كان ترامب، المرشح الجمهوري للرئاسة حينذاك، يلقي خطاباً حول الاقتصاد. وقتها، صرخت طليب: "إنه لا يحب ديترويت"، مضيفة أن ترامب "لا يحب أي شخص إلا إذا كان يؤمن بنفس أفكاره"، فتم إخراجها من القاعة، وسط مزيج من الاستهجان والتصفيق لتصرفها. وفي ما بعد، تحدثت طليب عن هذا الموقف وقالت إنها كانت تحتج على مواقف ترامب تجاه المهاجرين والمسلمين. وكتبت في صحيفة ديترويت فري برس "سمعت منتقدين يصفون ما قمت به بأنه غير لائق من مشرع سابق في الولاية"، مضيفة: "حسناً، أعتقد أنه من غير اللائق لأي أمريكي ألا يتصدى لخطابات ترامب المليئة بالكراهية". ومن المتوقع أن تستمر طليب في معارضتها لترامب في الكونغرس. وفي يونيو، احتجت طليب على قرار المحكمة العليا بتأييد قرار ترامب بحظر سفر مواطني خمس دول، وشاركت في تظاهرات ضد القرار، وتعهدت بتقديم تشريعات لإلغاء القرار عند انتخابها، بحسب ما ذكرته "سي أن أن". كما ألمحت إلى العمل على إقصاء ترامب من منصبه أثناء وجودها في الكونغرس. وتصف شبكة "سي أن أن" طليب بأنها "متأثرة بشكل خاص لوجود مشاعر معادية للمسلمين في الولايات المتحدة". وذكرت الشبكة الإخبارية في وقت سابق من هذا العام موقفاً إنسانياً حدث وأثّر في طليب، وذلك حين شاهد ابنها كاريكاتيراً يقارن المسلمين بالنازيين على إحدى المنصات الإخبارية الأمريكية، فقال لها: "ماما، لا تقلقي، إذا سألني أحد إن كنت مسلماً أم لا، فسأكذب عليه وأخبره أنني لست بمسلم". وتؤكد طليب أنها تأثرت جداً بذلك الموقف واعتبرته دافعاً لها للفوز، وتقول: "إذا فزت، فسوف يرى أطفالنا (في إشارة إلى أبناء المسلمين والمهاجرين) أننا ننتمي إلى هذا البلد". ويبدو أن رشيدة طليب واثقة من فوزها، وذكرت ذلك بشكل واضح للعديد من وسائل الإعلام، كما تقول إنها "ترغب في أن تغيّر العالم".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
مستخدم مجهول -
منذ يومينكل التوفيق ومقال رائع
Ahmad Tanany -
منذ 6 أيامتلخيص هايل ودسم لجانب مهم جداً من مسيرة الفكر البشري
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعلا يوجد اله او شئ بعد الموت
Mohammed Liswi -
منذ أسبوعأبدعت
نايف السيف الصقيل -
منذ أسبوعلا اقر ولا انكر الواقع والواقعة فكل الخيوط رمادية ومعقولة فيما يخص هذه القضية... بعيدا عن الحادثة...
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ اسبوعينمقال بديع ومثير للاهتمام، جعلني أفكر في أبعاد تغير صوتنا كعرب في خضم هذه المحن. أين صوت النفس من...