"لا نستطيع العيش هكذا لمدة طويلة"... مواطنون إيرانيون يدعون قادتهم لمحاورة ترامب
الأربعاء 1 أغسطس 201807:44 م
يبدو أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعداده للقاء القادة الإيرانيين "من دون شروط مسبقة" قد وجد صدى في الشارع الإيراني، إذ يطالب مواطنون كثيرون قادة بلادهم بمحاورة الإدارة الأمريكية.
وعرض تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عيّنة من آراء الإيرانيين الداعين إلى محاورة ترامب.
وقال متعهد البناء جمشيد منيري، 45 عاماً: "بالتأكيد علينا الحديث مع ترامب"، مضيفاً: "ما الخطأ في إجراء محادثات؟".
وعبّر منيري من خشيته من أن يتحوّل ما يمكن اعتباره الآن سيئاً إلى ما هو أسوأ منه، وقال: "علينا الترحيب بطرح عقد محادثات" وتابع: "على قادتنا أن يرحّبوا بهذه الفرصة".
"لا نستطيع العيش هكذا لفترة طويلة"
وعبّر مواطنون إيرانيون كثيرون عن ترحيبهم بعقد محادثات مع ترامب لأنها ستكون حبل نجاة يساعد في حلّ مشاكل إيران الضاغطة. ويشهد سعر صرف الريال الإيراني انهياراً كبيراً فقد خسر 80% من قيمته خلال العام الماضي، وفي الأيام الأخيرة فقط خسر 20% إضافية من قيمته. كما انسحب معظم المستثمرين الأجانب من إيران ليتجنبوا العقوبات الأمريكية التي ستُفرض على المتعاملين مع إيران في غضون أقل من أسبوع، وذلك بعدما أعلن ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع معها عام 2015، في مايو الماضي، وإعادة تفعيل العقوبات المفروضة عليها على دفعتين، الأولى في أغسطس، والثانية في نوفمبر. وبشكل دوري تخرج تظاهرات في أماكن متفرّقة من إيران احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية. من خلف مقود سيارة "بيجو 206"، وهي سيارة فرنسية مصنّعة في إيران، أوضح سائق التاكسي غادر سفرزاده أن مقابل كل "توصيلة" يقوم بها كان يجني في العام الماضي خمسة دولارات ولكنه الآن صار يجني دولاراً ونصف الدولار، بسبب انهيار سعر صرف الريال. "لا نستطيع العيش هكذا لفترة طويلة"، قال. ولمعرفة كيف أثر التضخّم الكبير على حياة الإيرانيين، يُذكر أن سعر جهاز "آيفون أكس" تضاعف أربع مرات مقارنةً بما كان عليه قبل سنة. وتحتاج المدرسة الفرنسية في طهران إلى استقدام أساتذة من الخارج ولكنها تستطيع تقديم راتب يبلغ 20 مليون ريال فقط، أي 200 دولار شهرياً. يعتبر سفرزاده أن قادة بلاده عليهم التحدث مع ترامب. وبرأيه، "ما يجب إعطاؤه الأولوية هو الرفاه الاقتصادي للشعب". ويقول: "يحتاج قادتنا إلى أن يكونوا حكماء ويتحدثون مع هذا الرجل"، مضيفاً: "كل الآخرين يقومون بذلك، لماذا يجب أن يكون الأمر مختلفاً؟"."الطرفان سيئان، ترامب وقادتنا"
تمتلك شاهناز باغري، وهي أرملة تبلغ من العمر 60 سنة، رأياً مختلفاً قليلاً. تقول: "الطرفان سيئان، ترامب وقادتنا"، وتتساءل: "عقوبات، انهيار سعر صرف العملة، ماذا سيحدث لنا؟". "إنهم يزعجون الناس العاديين"، تؤكد باقري وتتابع: "كلهم يتحدثون عن أنهم يأبهون لحال الإيرانيين، ولكنهم في الحقيقة يمارسون ضغوطاً عليهم".عندما أجرى القادة الإيرانيون قبل سنوات مفاوضات مع الأمريكيين حول مشروعهم النووي، قاموا بذلك بسرية تامة. والآن، تسري في طهران شائعات عن أن بلادهم بدأت بالفعل محادثات سرية مع واشنطن
إيرانيون: "على قادتنا أن يكونوا حكماء قبل أن يفوت الأوان وأن يبدأوا مفاوضات علناً مع ترامب. لماذا لا نجرّب الأمريكيين؟"بكل الحالات، تشكك باقري في أن يؤدي حوار بين ترامب وبين الرئيس الإيراني حسن روحاني تلقائياً إلى تحسن مستوى حياة الإيرانيين. "ترامب لديه الكثير من العقد وهو ليس مهتماً بعقد تسويات، لذلك فإن الحديث معه قد يعني وصولنا إلى خسارة المزيد"، تقول مشيرة إلى أن ما تريده هو "فقط حياة أفضل لشعبنا". أما نادر كريمي جوني، وهو صحافي وناشط ناقد لأداء الحكومة الإيرانية، فيقول: "بالطبع، ترامب يخدع شعبنا بدعوته إلى محادثات"، ويتابع: "هو يعرف أن قادتنا سيرفضون عرضه. ولكن بالنسبة إلى الشعب العادي في إيران، لا يهم إذا كان ترامب موضع ثقة أو مجنوناً أو ربما جدياً بخصوص المفاوضات. يعرفون فقط أن ترامب يريد التفاوض وقادرتنا يرفضون". وتعليقاً على تهديدات قادة إيرانيين بإغلاق مضيق هرمز ومنع تصدير النفط عبره، قال رجل الأعمال الإيراني رضا أصغري، 50 عاماً: "لا نستطيع إغلاق المضيق بدون استدعاء تدخل عسكري أمريكي. وفي الواقع، لا نسطيع فرض شروط لندخل في محادثات مباشرة. مَن نحن لنقوم بذلك؟ نحتاج وظائف لا المزيد من الضغوط". وإذا كان بعض الإيرانيين يعوّلون على دور روسي لاستمرار الالتزام بالاتفاق النووي، إلا أن كثيرين يشككون بذلك. ويقول خيبا مجيدي، وهو طالب متخرّج يبلغ 35 سنة من العمر: "نراهن على الروس لدعمنا ولكنهم خانونا مرات عدة"، مضيفاً: "على قادتنا أن يكونوا حكماء قبل أن يفوت الأوان وأن يبدأوا مفاوضات علناً. لماذا لا نجرّب الأمريكيين؟".