شاركوا في مهمّتنا،
بل قودوها

اترك/ ي بصمَتك!
بعد تهديداتها السابقة بتحرير القدس من سوريا... أنباء عن ابتعاد القوات الإيرانية عن حدود الجولان

بعد تهديداتها السابقة بتحرير القدس من سوريا... أنباء عن ابتعاد القوات الإيرانية عن حدود الجولان

انضمّ/ ي إلى مجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات”.

هدفنا الاستماع إلى الكل، لكن هذه الميزة محجوزة لمجتمع "قرّائنا/ قارئاتنا الدائمين/ ات"! تفاعل/ي مع مجتمع يشبهك في اهتماماتك وتطلعاتك وفيه أشخاص يشاركونك قيمك.

إلى النقاش!

سياسة

الأربعاء 1 أغسطس 201804:41 م
أعلن مبعوث موسكو إلى سوريا، في الأول أغسطس، أن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً من الحدود بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان المحتلة. وتتناقض هذه الخطوة مع ما حاولت بعض وسائل الإعلام الإيرانية ترويجه في السنوات الأخيرة من أن نظام طهران يريد تحرير القدس والمسجد الأقصى من خلال تواجده على الأراضي السورية، وهو ما لاقته بعض التصريحات التي أطلقها مسؤولون إيرانيون كبار. وفي نوفمبر 2015، شارك نحو 35 ألفاً من عناصر قوات التعبئة الإيرانية في مناورات أطلق عليها اسم "إلى بيت المقدس" في محافظة قم الإيرانية، تحاكي عملية تحرير مدينة القدس والمسجد الأقصى. وقتها وصفت إسرئيل تلك المناورات بالعمل العدائي ضدها. واعتبر مراقبون أن رسالة إيران من تلك المناورات هي تخويف الدولة العبرية من أن القوات الإيرانية المتواجدة على الأراضي السورية يمكنها ضرب أهداف إسرائيلية في أي وقت. وأعلنت إسرائيل أكثر من مرة رفضها وجود قوات إيرانية أو جماعات مدعومة من نظام طهران بالقرب من حدود الجولان، لكن إيران كانت تعلن إصرارها على التواجد هناك، في المنطقة التي بدأت تبني فيها بنية تحتية عسكرية منذ بداية تدخلها في الحرب السورية. ويرى المسؤولون الإسرائيليون في القوات الإيرانية ومقاتلي حزب الله تهديداً مباشراً لأمن بلادهم. ومؤخراً، نجح الرئيس السوري بشار الأسد في السيطرة على أراض في جنوب غرب سوريا، بدعم كبير من روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، ما وضع قوات النظام السوري وحلفاءه على مقربة من الحدود الإسرائيلية. وفي مايو الماضي، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن رد إسرائيل على أي هجوم إيراني ضدها من داخل الأراضي السورية ربما يكون ثمنه الإطاحة بالأسد وحكومته. ووجه شتاينتز، وهو عضو في مجلس الوزراء الأمني المصغر، رسالة تهديد إلى الأسد قال فيها: "إذا سمح الأسد لإيران بتحويل سوريا إلى قاعدة عسكرية ضدنا، لمهاجمتنا من الأراضي السورية، فعليه أن يعرف أنها ستكون نهايته ونهاية نظامه".

إيران تنسحب من حدود الجولان

ونقلت وسائل إعلام عن مبعوث موسكو إلى سوريا قوله إن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً من الحدود بين إسرائيل وسوريا في هضبة الجولان. وقال مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف: "انسحب الإيرانيون والتشكيلات الشيعية ليست هناك".
في ما يتناقض مع إيحاء إيران في الفترة الماضية أن قواتها المتواجدة في سوريا ستحرر القدس والمسجد الأقصى، مبعوث موسكو إلى سوريا يعلن أن القوات الإيرانية سحبت أسلحتها الثقيلة إلى مسافة 85 كيلومتراً من الحدود مع إسرائيل
وأضاف أن هناك عسكريين إيرانيين، وصفهم بأنهم مستشارون، قد يكونون وسط قوات الجيش السوري التي لا تزال أقرب إلى الحدود الإسرائيلية، وتابع: "لكن لا توجد وحدات للعتاد والأسلحة الثقيلة يمكن أن تمثل تهديداً لإسرائيل على مسافة 85 كيلومتراً من خط ترسيم الحدود". ولم تؤكد طهران هذت الخبر بشكل رسمي حتى هذه اللحظة. ويوم 23 يوليو، ذكر مسؤول إسرائيلي أن بلاده رفضت عرضاً من روسيا بإبقاء القوات الإيرانية في سوريا على بعد 100 كيلومتر من خط وقف إطلاق النار في هضبة الجولان. وقال المسؤول الذي رفض أن تتم الإشارة إلى هويته إن القضية أثيرت خلال اجتماع بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووفد روسي زائر برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف. وأضاف المسؤول أن نتنياهو قال للافروف: "لن نسمح للإيرانيين بترسيخ وجودهم حتى على بعد 100 كيلومتر من الحدود". وتضغط إسرائيل لإبعاد القوات الإيرانية عن سوريا، ومن أجل ذلك تتكرر الاجتماعات بين الجانبين الإسرائيلي والروسي. وفي وقت سابق، كان المرصد السوري لحقوق الإنسان قد كشف أن قوات إيرانية وأخرى تابعة للميليشيات الشيعية التابعة لها ترتدي زي الجيش السوري وتشارك معه في عمليات عسكرية تجري بالقرب من حدود إسرائيل.

هل تخلى بوتين عن إيران في سوريا؟

في 30 يوليو، قال سفير روسيا في تل أبيب أناتولي فيكتوروف إن موسكو لا تستطيع إرغام القوات الإيرانية على مغادرة سوريا، في رفض لطلب إسرائيل منذ فترة طويلة بضرورة أن تعمل الحكومة الروسية على ضمان انسحاب إيران بشكل كامل من سوريا. لكن السفير الروسي أضاف أن موسكو لا تستطيع أيضاً أن تمنع إسرائيل من توجيه ضربات جوية للقوات الإيرانية في سوريا. واعتبر مراقبون أن تصريح السفير الروسي يؤكد الأخبار التي ترددت عن نية روسيا إقصاء طهران عن المشهد السوري، لأسباب عدة، أهمها الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية في "سوريا ما بعد الحرب"، وإرضاء إسرائيل. وفي الفترة الأخيرة، أظهرت تقارير إعلامية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر التخلي عن إيران في سوريا. وفي 30 مايو، نقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله إن كل القوات غير السورية يجب عليها الانسحاب من حدود سوريا الجنوبية مع إسرائيل في أسرع وقت ممكن. وقبل هذا التصريح مباشرة قالت روسيا إن الجيش السوري وحده هو مَن يجب أن يكون على الحدود الجنوبية لسوريا مع الأردن وإسرائيل. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أكد، خلال لقائه بنظيره السوري بشار الأسد في 17 مايو، على ضرورة انسحاب القوات الأجنبية من سوريا بأكملها بعد تفعيل العملية السياسية. ووقتها أوضح مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا أن المقصودين هم الإيرانيون وحزب الله والأمريكيون والأتراك. لكن التصريحات الروسية وقتها استفزت نظام طهران، فخرج الرد سريعاً على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، الذي اعتبر أن بلاده لا تقبل أن تملي عليها أية جهة ما تقوم به، مضيفاً: "طالما أن الإرهاب موجود وتريد الحكومة السورية وجوداً إيرانياً، ستبقى إيران في سوريا". وفي الشهور الأخيرة استهدفت تل أبيب منشآت وقواعد عسكرية في سوريا، منها مصنع صواريخ، قالت إسرائيل إنه تابع لإيران.
إنضمّ/ي إنضمّ/ي

رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.

لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.

Website by WhiteBeard
Popup Image