"موسيقى، تغيير، نجاح". هذا هو شعار إذاعة "نساء أف أم"، الإذاعة النسائية الأولى التي انطلقت قبل أربع سنوات في فلسطين على الموجة القصيرة fm من مدينة رام الله في الضفة الغربية. يدير الإذاعة فريق نسائي متخصص يضفي عليها نكهة ترفيهية مع التركيز على قضايا المرأة الفلسطينية.
الإذاعة التي انطلقت بدعم سويسري تهدف، كما قالت مديرتها ميسون عودة، إلى إضافة بعد جديد للمجتمع الإذاعي في فلسطين، وتحفيز النساء على سرد قصص النجاحات وعلى التفاعل الإيجابي في المجتمع، والسعي إلى إطلاق فرص عملٍ لهن. قالت عودة لرصيف22 : "إن قناة "نساء أف أم" تمكّن النساء الفلسطينيات من المساهمة في محتوى المحطة، بحيث يصبحن منتجات إعلاميات بدلاً من مستهلكات للإعلام فقط، وتوفر لهن الفرصة لإيصال صوتهن إلى المنطقة وما أبعد، بالتعاون مع الشركاء المحليين كالمنظمات النسائية غير الحكومية وملتقى سيدات الأعمال".
تشمل برامج راديو "نساء أف أم" جوانب الحياة الفلسطينية كافة وتسلط الضوء على دور المرأة في تنمية مجتمعها، بالإضافة إلى طرح التحديات التي تواجه المرأة الفلسطينية بدءاً من المشاكل التي يطرحها الاحتلال الإسرائيلي، مروراً بالعنف ضد المرأة وأشكاله المختلفة، وهو الموضوع الذي تُخصص له مساحات كبيرة من النقاش. ترمي هذه البرامج إلى تعريف المرأة بحقوقها وطرق حمايتها لنفسها من أي اعتداء، خاصة أن عدد النساء اللواتي كنّ ضحايا جرائم شرف في الضفة الغربية منذ بداية العام وصل إلى اثنتي عشرة امرأة.
وإن كانت غالبية مواضيعه الإذاعة تتصل بقضايا المرأة، فهنالك برامج تهم الرجال، وتخاطب العقل الذكوري في المجتمع الفلسطيني بطريقة غير مباشرة، موجهةً إياه للتعامل الإيجابي والمنطقي مع المرأة.
راديو نساء غزة الإلكتروني
في غزة أيضاً، أسوة بالضفة الغربية، أُنشئ قبل خمسة أشهر راديو إلكتروني باسم "نساء غزة"، مختص بقضايا المرأة ويساعدهاعلى مجابهة العقلية الذكورية الغالبة في المجتمع. يقع في أحد المباني العالية في المدينة، وأُنشىء بمجهود ذاتي وبرأسمال لم يتجاوز 1500 دولار أمريكي. جميع العاملين فيه من الشباب المتطوعين الذين آمنوا بفكرته فالتحقوا به دون البحث عن مقابل مادي.
قالت مديرة الراديو إسلام البربار لرصيف22 : "إن غياب منبر خاص للمرأة يبرز انجازاتها كان السبب الرئيسي وراء إنشاء إذاعتنا الإلكترونية. أما أسلوب طرح القضايا في البرامج المقدمة في الراديو، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو ثقافية، فيكون من خلال عينيّ المرأة باعتبارها ركناً أساسياً في تكوين المجتمع الفلسطيني".
وتضيف البربار أن قضايا المرأة الغزاوية مثل تعنيفها وحرمانها من حقوقها كالميراث- وهو قضية موجودة بكثرة في المجتمع الغزاوي- علاوة على قتلها تحت اسم جرائم الشرف، بالإضافة إلى التزويج المبكر لفتيات دون سن الـ15، هذه كلها من أبرز المواضيع التي يتم تناولها في راديو نساء غزة، عبر إثارة الرأي العام للاطلاع على هذه القضايا التي غالباً ما تحل عشائرياً، بعيداً عن القانون، ولصالح الرجل. فإثارة الرأي العام، حسب المسؤولين في الراديو، تضعف سطوة العشائرية في الحل وتقوّي موقف المرأة في معركة انتزاع حقوقها.
رأت البربار أن الإعلام يشارك أيضاً في تهميش المرأة. تقول: "على سبيل المثال، بالكاد تمرّ قضايا جرائم الشرف كأخبار عابرة، تفيد غالباً بقتل فتاة أو سيدة صوناً للشرف، ولكن دون تبيان الأسباب، مراعاةً لطبيعة المجتمع. هنا يبرز دور راديو نساء غزة في متابعة هذه القضايا حتى الآخر، وتوضيح مغالطات عدة تشمل الضحايا، إذ إن بعض المقتولات يكنّ بريئات من التهم الموجهة إليهن، وقتلهن يرمي إلى حرمانهن من الميراث أو لأسباب أخرى عديدة.
لكل عمل قائم نتائج تساعده على الاستمرار. هذا ما تراه الصحافية هبه سهيل، مقدمة برامج في الراديو، معتبرةً إن ثمار العمل بدأت تتضح عبر كمية الاتصالات من سيدات متابعات إلى الراديو. لكنها تشير إلى أن الطريق ليست وردية وتحتاج إلى عمل شاق نظراً لطبيعة المجتمع.
يحرص راديو غزة على عدم التركيز فقط على سلبيات ما تعيشه المرأة، فهو يعرض أيضاً إنجازاتها وإبداعاتها، لا سيما أن استضافة مبدعات للحديث عن أعمالهن، يساعد غيرهن من النساء المترددات على المضي قدماً في تحقيق أحلامهن مع علمهن أن هناك جهة ستدعهمن وتعرض إنجازاتهن.
تلفت الناشطة والصحافية المهتمة بقضايا المرأة سامية الزبيدي إلى أن وجود إذاعات نسائية في المجتمع الفلسطيني هو ظاهرة إيجابية، لكن الخشية تكمن في أن يعتبر البعض أن هذه المنابر هي أقصى ما هو مطلوب، في الوقت الذي يُفترض أن تكون هذه المحطات منابر لمناقشة قضايا المرأة وانجازاتها كخطوة أولى لتشجيع المجتمع على الاهتمام بها.
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ ساعةاوجدتي أدلة كثيرة للدفاع عن الشر وتبيانه على انه الوجه الاخر للخير لكن أين الأدلة انه فطري؟ في المثل الاخير الذي أوردته مثلا تم اختزال الشخصيات ببضع معايير اجتماعية تربط عادة بالخير أو بالشر من دون الولوج في الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والمستوى التعليمي والثقافي والخبرات الحياتية والأحداث المهمة المؤسسة للشخصيات المذكورة لذلك الحكم من خلال تلك المعايير سطحي ولا يبرهن النقطة الأساسية في المقال.
وبالنسبة ليهوذا هناك تناقض في الطرح. اذا كان شخصية في قصة خيالية فلماذا نأخذ تفصيل انتحاره كحقيقة. ربما كان ضحية وربما كان شريرا حتى العظم ولم ينتحر إنما جاء انتحاره لحثنا على نبذ الخيانة. لا ندري...
الفكرة المفضلة عندي من هذا المقال هي تعريف الخير كرفض للشر حتى لو تسنى للشخص فعل الشر من دون عقاب وسأزيد على ذلك، حتى لو كان فعل الشر هذا يصب في مصلحته.
Mazen Marraj -
منذ ساعتينمبدعة رهام ❤️بالتوفيق دائماً ?
Emad Abu Esamen -
منذ يوملقد أبدعت يا رؤى فقد قرأت للتو نصاً يمثل حالة ابداع وصفي وتحليل موضوعي عميق , يلامس القلب برفق ممزوج بسلاسة في الطرح , و ربما يراه اخرون كل من زاويته و ربما كان احساسي بالنص مرتبط بكوني عشت تجربة زواج فاشل , برغم وجود حب يصعب وصفه كماً ونوعاً, بإختصار ...... ابدعت يا رؤى حد إذهالي
تامر شاهين -
منذ يومهذا الابحار الحذر في الذاكرة عميق وأكثر من نستالجيا خفيفة؟
هذه المشاهد غزيرة لكن لا تروي ولا تغلق الباب . ممتع وممتنع هذا النص لكن احتاج كقارئ ان اعرف من أنت واين أنت وهل هذه المشاهد مجاز فعلا؟ ام حصلت؟ او مختلطة؟
مستخدم مجهول -
منذ يومينمن المعيب نشر هذه الماده التي استطاعت فيها زيزي تزوير عدد كبير من اقتباسات الكتاب والسخرية من الشرف ،
كان عيسى يذهب إلى أي عمل "شريف"،
"أن عيسى الذي حصل على ليسانس الحقوق بمساعدة أخيه"
وبذلك قلبت معلومات وردت واضحة بالكتاب ان الشقيق الاصغر هو الذي تكفل بمساعدة اهله ومساعدة اخيه الذي اسكنه معه في غرفه مستأجره في دمشق وتكفل بمساعد ته .
.يدل ذلك ان زيزي لم تقرأ الكتاب وجاءتها المقاله جاهزه لترسلها لكم
غباءا منها أو جهات دفعتها لذلك
واذا افترضنا انها قرأت الكتاب فعدم فهمها ال لا محدود جعلها تنساق وراء تأويلات اغرقتها في مستنقع الثقافة التي تربت عليها ثقافة التهم والتوقيع على الاعترافات المنزوعه بالقوة والتعذيب
وهذه بالتأكيد مسؤولية الناشر موقع (رصيف 22) الذي عودنا على مهنية مشهودة
Kinan Ali -
منذ يومينجميل جدا... كمية التفاصيل مرعبة...