غيّب الموت "أيقونة الثورة" الفنانة السورية مي سكاف عن عمر ناهز الـ 49 عاماً، إثر تعرضها لنوبة قلبية في العاصمة الفرنسية، باريس. كانت مي حتى لحظاتها الأخيرة "معارضة لنظام الأسد"، مؤيدة "للربيع" العربي، الذي لم تشهده سوريا، وكان آخر ما نشرته عبر حسابها على فيسبوك "لن أفقد الأمل، إنها سوريا العظيمة وليست سوريا الأسد"، بتاريخ 21 يوليو.
/
"ارجعوا لدستور سوريا في الخمسينات.. كتير علينا دولة لا أبدية لنظام وقائد؟ كتير على السوريين ينتخبوا بشكل ديمقراطي؟" بسبب تلك المعتقدات، اُعتقلت سكاف خلال مشاركتها في إحدى التظاهرات عام 2011، وبعد الإفراج عنها، غادرت سوريا هرباً مع ابنها متوجهة إلى الأردن، لتنتقل بعدها إلى فرنسا عام 2013، تاركةً "عظمة الثورة"، و"عظمة الشعب"، كما كانت تقول، وكانت إحدى أمنياتها الموت على أرض بلادها.
"الخائف ما بصير يخاف..والموالي اللي ما قتل، ما بصير يكون موالي، والمعارض، في عنده قانون بجيبله حقه، وأم الشهيد عند الله، والله فوق الكل". هذا ما كانت تردده خلال إقامتها في باريس، وما كررته في مقابلة لها مع "تلفزيون الآن".
"ارجعوا لدستور سوريا في الخمسينات.. كتير علينا دولة لا أبدية لنظام وقائد؟ كتير على السوريين ينتخبوا بشكل ديمقراطي؟" رحلت أيقونة الثورة مي سكاف، وكلّها أمل بسوريا.
"الخائف ما بصير يخاف. والموالي اللي ما قتل، ما بصير يكون موالي، والمعارض، في عنده قانون بجيبله حقه، وأم الشهيد عند الله، والله فوق الكل". فقدت مي سكاف الحياة، دون أن تفقد الأمل، "هاي ثورتي لحتى موت".
لم تنعزل عن عالم "التمثيل" الذي أحبته بعد انتقالها إلى باريس، فشاركت في الفيلم القصير "سراب"، عام 2017، ولعبت فيه دور "ريما مرشيليان"، وهي سيدة سورية هاجرت إلى فرنسا خلال سنوات الثورة، وفي أثناء الانتخابات الفرنسية، يراودها حلم بأن تصبح أول امرأة تحكم بلداً عربياً .
/حينذاك، قال مخرج العمل، ملهم أبو الخير: "لقد اخترنا وجهاً من وجوه الواقع في اللجوء السوري المأسوي والمتمثل في حلم السوريين في الخارج بمستقبل أفضل لبلدهم”.
إلى جانب الرسالة السياسية التي قدّمتها في آخر فترات حياتها، لم تخلُ مسيرتها الفنية التي بدأت عام 1991 من الأعمال التي تركت بصمة لدى جمهورها.
أبرز أعمالها الدرامية: العبابيد (1996)، خان الحرير (1998)، الفوارس(1999)، البواسل(2000)، الأرواح المهاجرة(2002)، والعديد من الأعمال الدرامية، والسينمائية، والمسرحية، والإذاعية الأخرى.
فقدت مي سكاف الحياة من دون أن تفقد الأمل، "هاي ثورتي لحتى موت".
رصيف22 منظمة غير ربحية. الأموال التي نجمعها من ناس رصيف، والتمويل المؤسسي، يذهبان مباشرةً إلى دعم عملنا الصحافي. نحن لا نحصل على تمويل من الشركات الكبرى، أو تمويل سياسي، ولا ننشر محتوى مدفوعاً.
لدعم صحافتنا المعنية بالشأن العام أولاً، ولتبقى صفحاتنا متاحةً لكل القرّاء، انقر هنا.
انضم/ي إلى المناقشة
جيسيكا ملو فالنتاين -
منذ يومينزاوية الموضوع لطيفة وتستحق التفكير إلا أنك حجبت عن المرأة أدوارا مهمة تلعبها في العائلة والمجتمع...
Bosaina Sharba -
منذ أسبوعحلو الAudio
شكرا لالكن
رومان حداد -
منذ أسبوعالتحليل عميق، رغم بساطته، شفاف كروح وممتلء كعقل، سأشاهد الفيلم ولكن ما أخشاه أن يكون التحليل أعمق...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعهذا ليس طبيعيا، وهو ينشئ في الحالات القصوى من اضطرابات ومشاكل نفسية. الإنسان العاقل عندما يواجه...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوعAnyone that studies human psychology and biological functioning of the body and it's interactions...
مستخدم مجهول -
منذ أسبوع'لا يسخر قوم من قوم', لا أذكر هذه العنصرية عندما كنت في المدرسة في الجنوب.
للأسف أن المعتقد...